إجــراءات احتـرازية يختبــرها إيقـاع الشارع
دمشق غصون سليمان
جريدة الثورة
بعد أسبوع من الإجراءات الاحترازية التي اعتمدتها الحكومة للتصدي لوباء كورونا بأقل الخسائر الممكنة، نجد أن منسوب الوعي والالتزام بالتعليمات كان على مستوى جيد من التفاعل والتفهم لما يجري حولنا من مخاطر..
شوارع العاصمة دمشق وأسواقها وحاراتها تباينت فيها الحركة بين منطقة وأخرى فأغلبية المحال التجارية مغلقة باستثناء بعض محال الأغذية والبسطات هنا وهناك.
لكن اللافت صورة الازدحام على الأفران ففي منطقة الفحامة ورغم وجود سيارة الطحين بجانب الفرن إلا أن أرتال الواقفين بأكثر من دور للرجال والنساء وتحت اشعة الشمس مشهد لا يريح النظر وحين سؤال بعضهم كان الجواب أن لا قدرة لديهم لشراء ربطة الخبز بـ٢٥٠و٥٠٠ ليرة، كما حصل ببعض أفران الزاهرة وغيرها، لذلك هم مضطرون للوقوف بالدور رغم الزحمة..
والأمر الآخر المثير للتعب النفسي واقع الصرافات التجارية والعقارية التي غصت بالناس من اليافع إلى الكهل بدءاً من البرامكة إلى ساحة الحجاز مقابل البريد إلى صرافات ساحة المحافظة.
أما حركة الشوارع الاعتيادية يمكن توصيفها بالمتواضعة.. لم نلحظ خلو أي شارع فرعي أو رئيسي من المارة إلا فيما ندر، وإن كانت الشوارع الرئيسية أكثر حضوراً بالناس.
وبين بائع يانصيب، وموظف في البريد وآخر متقاعد، تعددت الأسباب بتعدد ظروف الحاجة في شارع خالد بن الوليد..فالناس بالعشرات إلا أن أحداً لم تخلُ يديه من حمل كيس أو أكثر من المواد الغذائية (معجنات وحلويات) وغيرها.
أما هيثم عمران بائع أوراق اليانصيب ذكر أنه مضطر للتواجد بضع ساعات لبيع اليانصيب نظراً للوضع الاقتصادي وأنه ملتزم بغسل اليدين والتعقيم المستمر مبرزاً أدوات التعقيم التي بحوزته.
فيما حسان علاوي القادم من الشاغور والذي يعمل بمحل خردوات وقد تم إغلاقه مؤخراً ذكر أن تواجده في أحد أسواق العاصمة بهدف استقبال أحد الأقرباء من أجل حالة صحية. علاوي كان يرتدي الكفوف والكمامة ولولا حاجة القريب له لما غامر بهذه المسافة وفي هكذا ظروف.
كرم خليل الموظف في هاتف النصر وبحكم طبيعة عمله فهو مضطر للخروج إلى بعض المصارف بمهمة عمل لكنه ملتزم بإجراءات الوقاية كما بدا عليه من كمامات وقفازات وأن التعقيم حالة مستمرة في المكتب وغيره، وذكر أن بعض الأقسام مثل (عمال الشبكات) فهي مستنفرة في العمل فيما نسبة الدوام بحدها الأدنى في بعض الأقسام الأخرى، منوها أن حالة الوعي هي الأساس في نجاح أي حملة وقائية على مستوى الوطن.
في حين ذكرت هنا بديع الجلاد موظفة متقاعدة في مصرف سورية المركزي،
أنها اضطرت للخروج من المنزل من أجل الراتب أولاً، وزيارة الطبيب ثانياً، فيما بقية الأيام ملتزمة بمنزلها.
وفي مدخل بوابة الصالحية كان الناس بعدد أصابع اليد، وما إن تقترب من أحد المارة وتسأله إلا ويجيب: نحن مضطرون للخروج من المنزل كما أوضح (شيروان) الذي يعمل بالعقارات أنه ينتظر جماعة من أجل محضر، وهذه أول طلعة له من المنزل بعد أسبوع من تطبيق إجراءات الوقاية. كذلك حال عمر الصباغ الذي يعمل بمكتب خاص كانت حركته بالشارع لإيصال أمانة إلى أحد الأصدقاء.
أما الشابتان إسراء وسالي من شركة بيوش كن يقمن بمهمة توزيع طلبيات الكمامات من الشركة إلى الصيدليات.
ولأن الازدحام سيد الموقف في السورية للتجارة (مجمع الأمويين) كان المشهد خانقاً بكل ما للكلمة من معنى وما إن اقتربنا منهم حتى كثرت على مسامعنا الملاحظات السلبية التي يعانون منها كل يوم في انتظار الدور لأخذ مستحقاتهم من مواد السكر والأرز والزيت والشاي ساعات طويلة من الانتظار. وفي النتيجة يحصل بعضهم على نوع واحد نظراً لانتهاء الكمية المخصصة، ليعود الوجع مرة أخرى في اليوم الثاني والثالث وهكذا.. وللحديث بقية عن هذا الجانب…