استقبل السيد الرئيس بشار الأسد اليوم السيد أصلان بجانيا رئيس جمهورية أبخازيا الذي يقوم على رأس وفد رسمي رفيع بزيارة إلى الجمهورية العربية السورية تستمر خمسة أيام.
وعقد الرئيسان الأسد وبجانيا جلستي محادثات موسعة، وثنائية جرى خلالهما التباحث في مجالات التعاون الثنائي وآفاق تطويره، والعمل المشترك من أجل الانطلاق نحو مرحلة جديدة من تعزيز وتمتين العلاقات بين البلدين وخصوصاً على الصعيد الاقتصادي، وتبادل البعثات العلمية والدراسية.
وتم التأكيد خلال اللقاء على أن العلاقات الثنائية مبنية على أساس متين من المقومات، والعناصر المشتركة التي تجمع سورية وأبخازيا من حيث تمسكهما بقرارهما المستقل، ومقاومتهما للهيمنة الاستعمارية رغم تعرضهما للحصار والحروب، والإرهاب العسكري والاقتصادي والسياسي، ومن حيث التنوع في النسيج الاجتماعي، والروابط المشتركة بين الشعبين الصديقين.
كما جرى التباحث أيضاً حول عدد من المواضيع ذات الشأن السياسي، والوضع في سورية وأبخازيا، والضغوط التي يتعرض لها البلدان، والمجازر التي ترتكبها “إسرائيل” في الأراضي الفلسطينية، وتعدياتها المستمرة على حقوق الفلسطينيين، بالإضافة إلى الوضع في أوكرانيا وجمهورية القرم الروسية، ومحاولات التصعيد الغربية ضد روسيا الاتحادية في هذين الملفين.
ويضم وفد جمهورية أبخازيا فاليري كفارتشيا رئيس الجمعية الوطنية، وألخاس كفيتسينا رئيس إدارة مكتب الرئيس، وبيسلان جوبوا النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الزراعة، وكريستينا أوزغان نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الاقتصاد، وداور كوفي وزير الشؤون الخارجية، وتموراز خيشبا وزير السياحة، وباغرات خوتابا سفير جمهورية أبخازيا في دمشق.
وحضر المحادثات من الجانب السوري الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين، ومنصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية، والدكتور محمد سامر الخليل وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، ومحمد رامي مرتيني وزير السياحة، وزهير خزيم وزير النقل رئيس بعثة الشرف، ومحمد حسان قطنا وزير الزراعة والإصلاح الزراعي، والدكتورة بثينة شعبان، ولونه الشبل المستشارتان الخاصتان في رئاسة الجمهورية.
وفي تصريح صحفي عقب المحادثات قال الرئيس الأسد: أود أن أؤكد أن آفاق التعاون بين بلدينا واسعة جداً لوجود عدة عناصر تدعم هذا التعاون في مقدمتها العناصر الاجتماعية المشتركة ففي سورية جالية أبخازية قديمة تعيش فيها منذ نحو قرنين من الزمن كانت دائماً جزءاً أساسياً من النسيج الاجتماعي السوري، ساهمت في بناء سورية وفي الدفاع عن بلدها في الحرب التي نخوضها اليوم منذ عشر سنوات وقدمت الشهداء أيضاً، لدينا الأرمن الموجودون في كلا البلدين، لدينا عائلات روسية مشتركة في سورية ليس بضع مئات وإنما بضعة آلاف.
وأضاف الرئيس الأسد: إذا هناك عناصر اجتماعية مشتركة تشكل جسراً طبيعياً لهذا التعاون، أبخازيا وقفت مع سورية في حربها التي تخوضها ضد الإرهاب وسورية وقفت مع أبخازيا ومع حقها وحق شعبها في تقرير مصيره وفي استقلالها والاعتراف بها كأي دولة أخرى موجودة في هذا العالم.
وتابع الرئيس الأسد: لقد شرحت للسيد الرئيس ما يحصل في الأراضي الفلسطينية مؤخراً من عدوان إسرائيلي على الشعب الفلسطيني وأكدت له أن “إسرائيل” تقوم دائماً على إرهاب الشعب الفلسطيني وعلى التعدي على حقوقه وحقوق الآخرين.
وقال الرئيس الأسد: مرة أخرى أؤكد أن هذه الزيارة ستكون زيارة مهمة أولاً للاتفاقيات التي ستوقع، ثانياً للمواضيع التي نوقشت والتي ستناقش من خلال اللجنة المشتركة وأيضا من خلال الإرادة المشتركة الموجودة لدى الدولتين ولدى الشعبين للانطلاق في هذه العلاقة قدماً إلى الأمام.
بدوره قال الرئيس الأبخازي: السيد الرئيس أريد أولاً أن أعبر لكم عن امتناني على هذه الحفاوة وعلى هذه الضيافة والاستقبال الدافئ الذي استقبلتمونا به، من أعماقي أتمنى للشعب السوري السلام والاستقرار والازدهار، أنا معجب جداً برجولة الشعب السوري وبرجولتكم شخصياً، وأنا متأكد بأن كل الأهداف التي تضعونها أمامكم تحققونها.
وأضاف الرئيس الأبخازي: أنا ممتن لكم لأن سورية اعترفت باستقلال أبخازيا وهذا يفتح لنا مجالات كبيرة للتعاون، وزيارتي اليوم ستكون دفعاً إلى الأمام لتحقيق نتائج واقعية على أرض الواقع بما يخص ليس فقط الاقتصاد ولكن أيضاً الجانب الثقافي والجانب الاجتماعي وحتى الجانب الدراسي ما يخص التعليم كما تناقشنا معكم، لقاؤنا معكم سيكون نبضاً لكل العلاقات المستقبلية بين بلدينا، شكراً لكم.
وكانت قد جرت للرئيس الأبخازي مراسم استقبال رسمية لدى وصوله إلى قصر الشعب، حيث كان الرئيس الأسد في مقدمة مستقبليه.
ثم عزف النشيدان الوطنيان لجمهورية أبخازيا والجمهورية العربية السورية.
بعد ذلك جرى استعراض حرس الشرف، وصافح الرئيسان بشار الأسد وأصلان بجانيا أعضاء الوفدين الرسميين.
وزار الرئيس بجانيا صباح اليوم صرح الشهيد في جبل قاسيون ووضع إكليلاً من الزهور على ضريح الجندي المجهول.
وجال الرئيس بجانيا يرافقه وزير النقل رئيس بعثة الشرف في أنحاء المتحف ضمن الصرح واطلع على محتوياته وسجل كلمة في سجل كبار الزوار.
وكان الرئيس الأبخازي وصل دمشق مساء أمس في زيارة تستمر عدة أيام يلتقي خلالها كبار المسؤولين ويجري مباحثات لتطوير وتعزيز علاقات التعاون القائمة بين البلدين.
وافتتحت في السادس من تشرين الأول من عام 2020 سفارة لجمهورية أبخازيا في دمشق لتسهم بتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.
Discussion about this post