بمشاركة سورية عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة حواراً افتراضياً رفيع المستوى بشأن التصحر وتدهور الأراضي والجفاف في مقر الأمم المتحدة بنيويورك لتقييم التقدم المحرز حول ذلك والجهود العالمية لإحياء واستعادة الأراضي بحضور وزراء ومعنيين بالزراعة وممثلي حكومات ومؤسسات أممية ومنظمات دولية.
ويهدف الحوار الذي انعقد أمس إلى تركيز اهتمام المجتمع الدولي على قضايا الأراضي وتشجيع جميع الدول الأعضاء على اعتماد وتنفيذ أهداف تحييد تدهور الأراضي وخطط الجفاف الوطنية وتشجيع الدول والقطاع الخاص وجميع أصحاب المصلحة على المشاركة ودعم صندوق تحييد تدهورها وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات والتقنيات المتطورة ونماذج الأعمال المبتكرة التي تعزز استراتيجيات التعافي الخضراء والمرنة والشاملة.
وفي كلمة مسجلة عبر الفيديو بثت خلال أعمال الحوار أكد وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف أن الحكومة السورية تتطلع باهتمام إلى مجريات هذا الحوار ونتائجه التي سيتم التوصل إليها أملاً بتعزيز التعاون البيئي بين الدول وخاصة في منطقتنا.
الوزير مخلوف ذكر في كلمته أن الغابات والمحميات والحقول الزراعية تعرضت للكثير من الاعتداءات الإرهابية التي أدت إلى تدهور كبير في هذه النظم وزيادة تلوث تربة البادية السورية وخاصة في مناطق التكرير العشوائي للنفط المسروق من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة كما أثرت ممارساتها ومن يدعمها من الدول بشكل سلبي على تنفيذ خطط ومشاريع مكافحة التصحر وإعادة تأهيل المراعي المتدهورة بالوقت الذي يحتاج فيه الوضع البيئي في سورية إلى التعاون والمؤازرة الدولية لمواجهة هذه التحديات البيئية على مدار السنوات العشر السابقة.
ودعا مخلوف إلى ضرورة العمل لإنشاء مركز إقليمي لمراقبة الجفاف وتدهور الأراضي والإنذار المبكر ودعم سورية لتنفيذ المشاريع اللازمة لمعالجة هذه الظواهر البيئية السلبية ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات التي وردت في البرنامج الوطني لتحييد آثار تدهور الأراضي والاستراتيجية الوطنية لإدارة الجفاف.
ونفذت سورية حسب مخلوف العديد من الإجراءات لمكافحة التصحر ومعالجة مشكلة الجفاف وتأثير التغيرات المناخية وأنجزت الخطة الوطنية لمكافحة التصحر والبلاغ الوطني الأول للتغيرات المناخية في سورية والبرنامج الوطني لتحييد آثار تدهور الأراضي عام 2018 والتقرير الوطني الأول للتنمية المستدامة عام 2019 إضافة إلى وثيقة المساهمات المحددة وطنياً للتغيرات المناخية عام 2019 وانضمت إلى مبادرة الجفاف التي تم في إطارها تحديث الاستراتيجية الوطنية لإدارة الجفاف عام 2020.
وحسب أرقام الأمم المتحدة تدهور خمس مساحة الأرض “أكثر من ملياري هكتار” بما في ذلك أكثر من نصف مجموع الأراضي الزراعية وفي حال عدم تغيير الدول طريقة إدارتها للتربة يمكن أن يتدهور أكثر من 90 بالمئة بحلول عام 2050 ويؤثر تدهور الأراضي سلباً على سبل عيش 3.2 مليارات شخص أي 40 بالمئة من سكان العالم.
Discussion about this post