لم يتوقف حلم محمود محسن عطية صاحب الـ27 عاما عند تكليفه بالعمل كممرض، بعد الحصول على رخصة مزاولة المهنة من نقابة التمريض المصرية، ليعمل دوما على حلمه الأكبر وهو الوقوف داخل المستطيل الأخضر كحكم معتمد من الاتحاد المصري لكرة القدم.
ويعمل عطية صباحا أخصائي تمريض في مستشفى كبد المحلة التابع للهيئة العامة لمستشفيات والمعاهد التعليمية، ومساء حكم مصري في مباريات الكأس والدوري في مصر، بعد أن حصل على إجازة التحكيم في مصر.
ويحكي لموقع سكاي نيوز عربية: “بدأت رحلتي مع التحكيم منذ عام 2012 عندما شاركت في تحكيم دوري الدرجة الرابعة في مصر، لأعمل جاهدا طوال تلك السنوات على التواجد في الدوري الممتاز وأستطيع الحصول على رخصة التحكيم لمباريات الدوري المصري هذا العام”.
ويضيف الحكم العشريني: “والدي معجون كورة، أحببت الساحرة المستديرة من حبه لها، ورأيت أن الحكم عليه دور مهم وهو تحقيق العدل للفرقتين، وحاولت أن أجتهد وأتعلم لكي أكون حكمًا جيدًا صاحب لياقة وذهن وعين ثاقبة تفرض العدل على الجميع”.
تخرج عطية من كلية التمريض جامعة طنطا عام 2017، وتسلّم جواب تعيينه، ولكنه يقول عن تلك اللحظة: “ذكّرت نفسي أن أكون رقم واحد في المجال الذي اخترته، وأنا هنا أمزج بين مجالي التمريض والتحكيم، ولابد وأن أجتهد أكثر وأكثر لأحقق مرادي في أكون متميزًا عن الآخرين”.
وأردف أخصائي تمريض العناية المركزة بمستشفى كبد المحلة في حديثه مع موقع سكاي نيوز عربية: “أحاول دوما الحصول على الخبرات من خلال الدورات والمحاضرات الطبية الخاصة بالتمريض، وأن أكون على دراية بأحدث التطورات العلمية في المجال الطبي، لأن العالم دوما في تطوّر”.
وعن تلك الفترة من انتشار فيروس كورونا وتعرّض العاملين في القطاع الطبي لمخاطر الإصابة، أوضح عطية: “لابد وأن أكون واقفا وداعما للجميع، وأن أدي دوري الذي أقسمت على حفظه، مهما كانت المخاطر فجميعنا أقسمنا على الاستمرار على العهد ومداواة الجرحى والمصابين بكل ما نملك من طاقة وقوة، حتى ولو كنّا نتعرض لخطر الإصابة والموت كل لحظة”.
وعن احتمالية تضارب الوظيفتين في المواعيد أضاف الممرض المصري: “لابد وأن أثبت للجميع أن مقولة (صاحب بالين كداب) ليست دوما صحيحة، ففي حال بُلغت بتحكيمي لمباراة أقدّم جوابًا للمستشفى في يوم المباراة توضح الموعد والمكان وعلى أساسه أتجه للملعب بعد اعتماد الجواب بشكل رسمي، بجانب تبديل أي مواعيد مع زملائي الذين أشكرهم على وقفتهم بجانبي طوال الوقت”.
وعن أهم المباريات التي أدارها الحكم الذي حصل على رخصة الدرجة الأولى بداية من عام 2018 أكد عطية: “أول مباراة لي في أي بطولة جديدة لم أُحكم فيها من قبل تكون الأهم والأصعب، حيث أستطيع من خلالها أشقّ طريق البطولة”.
من بين المواقف التي لم ينساها الحكم والممرض هو إصابة أحد اللاعبين إصابات بالغة ليجد نفسه أول المسعفين له: “في إحدى مباريات دوري المظاليم وبينما كانت المباراة هامة للفريقين للصعود لدوري الدرجة الأعلى، سقط لاعب على الأرض بعد تدخل عنيف، وتقدّمت له وأسعفته سريعًا قبل وصول الطبيب وقدوم الإسعاف لنقله إلى المستشفى وأعلم بعد ذلك أنه لولا التدخل السريع لحدث للاعب مضاعفات كبيرة للغاية”.
وعن حلمه أكد عطية: “أتعلّم اللغات للتطوير من نفسي في التمريض ولكي يكون مفيد لي في التحكيم الدولي الذي سأصل إليه قريبًا، لأحقق حلم والدي في المشاركة في تحكيم مباريات كأس العالم”.
ووجه الشاب العشريني الشكر لوالديه على مساندتهم له طوال الفترة الماضية قائلا: “قدمتم لي الدعم النفسي طوال الوقت، وأتمنى أن أواصل التألق والنجاح لكي تكونوا فخورين بي وبما أقدمه، وقريبًا سأكون في مكانه أفضل، وأحكم أول مباراة دولية في بطولة كبرى”.
Discussion about this post