شذى مطر بين لوحتين
(عين ازرق ازرق) و(احمر ازرق )
إن من أعمال الفنانه شذى مطر ( عين أزرق أزرق …
أكريلك ، كولاج .)ولوحتها بألوان الاكرلك الموسومه ب(احمر ازرق )
الاولى ؛ ازرق داكن بإحاطه للازرق الفاتح على مركز نقطة الوسط أزرق النيله ومحاط بالأزرق مره اخرى خلف مجسم كولاج شبك من الاسلاك الفضيه المعدنيه
لتفكيك طلسم تجريدي يميل الى التعبيريه بإسلوب مبسط وبخامات هادئه وبسيطة المنال وبطريقه بارده لاتحتاج الى تأويلات كثير ولكنها تبعث في عين المتلقي بدلالاتها البسيطه سيمائيه جماليه تحتوي تأملات المتلقي بشكلها السهل الممتنع ويتضح ذلك جليا بالصف الوسطي الممحذوف او المقتطع من مساحة اللوحه للأسلاك والذي يسمح للرؤيا بأختراق مركزها بسهوله في العين المرسومه وعين المتلقي بالمقارنه بين ما هو ممكن ومالا يمكن ان يحجب العينين معاً
وإن تلك المساحه من الحريه محدوده ومحدده بين خطين يشكلان جزئين من ذالك الشبك الذي يحمي بقية اجزاء اللوحه عن يسار ويمين بكولاج لخامه اخرى من المعدن على سطح اللوحه المنبسط لتبرز بشكلها الفضي وتعمل عملها بطريقه بسيطه وواضحه رغم ان فكرة العمل اعمق من تلك البساطه وهذا ما اعتمدت عليه الفنانه شذى في اغلب لوحاتها وكأنها تريد ان تنبئنا بأن البساطه هي في الخامه او صراحة اللون من حيث الشكل ولكن العمق في مضمون ذلك الابداع الفني الذي أُحيكت افكاره مسبقا وبدرايه فكريه ربما يصعب على البعض الوصول الى مفاهيمنا مالم يكن مؤهلا للوصول بوعي موازي وثقافه كافيه لإقتناص الفكره وهذا يحتاج الى مزيد من التأمل في دلالات وسيمائية العمل الفني وهذا يأخذنا الى نوع المنجز الفني وإسلوب المبدع ومراعات العنصر الاهم وهو المتلقي لان الهدف كما يبدو في لوحات شذى مطر هو ان الفكره لاتستباح بل تغيّر ما امامها دون توقف ليصبح ذلك التغيير منهجا لانقف عنده وحسب وانما نتحرك لنرفع من مستوى المتلقي بكل ما تستطيع بمحاولاتها لتعلمه بانه من النخبه لا من عامة الناس
أما (الأحمر والأزرق .. اللوحة الصامتة) صورة ومشهد من الحياة ..
فأن الفنانه شذى قد ابتدعت بطريقتها الخاصه أن تنتهج اسلوبا متميزا بالعمل على مشروع مشاعر ورغبات توحد المجتمع الانساني ولديها معارض بهذا الخصوص
لنقف متأملين مرة اخرى بعملها الآخر الذي يرتبط مع العمل الاول بآصرة اللون الازرق على الورق ، بألوان الاكريلك ايضا
( الأحمر والأزرق .. اللوحة الصامتة)
* وكما تقول الفنانه شذى مطر
وهي تستنطق اللوحة :-
المشهد في قاعة الرقص .
تانغو أم فالس ،، هناك كبلين راقصين على أنغام الفالس الثاني الموسيقار دمتري شوستاكويفتش ربما ، أو على لحن أنغام التانغو الأرجنتيني ..
في زمن عالم الصورة الباذخ بالألوان … إختصرنا الألوان الى لونين رئيسين الأحمر ، والأزرق ، وتعتبر بلاغة لون . لنتمرد إذن حتى على قواعد الرسم . الألوان ايضا للغة ورمز تعبير ، كما إيقونات اللغة الصورية التي عدنا إليها من جديد في عالم الأفتراض . رسائلنا المشفرة بالكف الأزرق والقلب الأحمر دلالة استحسان النشر والوردة المتأرجحة دلالة جمال وزهو الزهرة في البستان .لنتمرد حتى على اللغة ايضا ربما أستهلكت مفرداتها من كثرة الأستعمال .
كما يقال في المثل العراقي الدارج الذي يتكلم 100 كلمة يموت . أصبحت اليوم أكتب ألالاف الكلمات . واوزع الكفوف الزرقاء والقلوب الحمراء . وأللغينا حتى الحواس أصبنا بالخرس ، كما أفلام بدايات عالم السينما الصامته أفلام ذلك العبقري تشارلي شابلين الذي أدهشنا بعبقرية تقمصه للأدوار حيث يمتلك لغة التعبير الجسدي حتى عينيه تنطق بالمشاعر ، بالفرح والدهشة أو الحزن ، أداة من أدوات الممثل البارع . أصبحنا اليوم في زمن العزلة نكتب ونحاكي آله حديدية مغلفة بالبلاستيك بلا تعبير أحاسيس إنسانية كردود فعل لغة التعبير الجسدي لنفهم ردود فعل المقابل ،لأن اللغة ناقصة لاتستطيع التعبير الانسان يحتاج للغة الجسد لوصف حالة ما ، مثلا لغة الدلالة والتعبير الجسدي . أو ربما قريبا سنصبح الآلات أو من الجمادات الساكنة . حتى اللوحة الصامة تعبر عن حالة ومشهد ماتع من الحياة ، وهناك ايضا قلب أحمر معروض في صالة الرقص … الرجل الأزرق صاحب العينين الواسعتين .. لوحة على جدار الصمت الأجتماعي وعالم الأفتراض علقناها . نحن لسنا الآلات … فلوحتها هذه ( أزرق أحمر ) والتي تنطوي تحت موضوعه فلسفيه كبيره تتعامد بين الكونتراست الاحمر والازرق بما يحملاه من صراحه التضاد الفيزيائي والروحي لتجعل منهما فنانتنا مهمازا لتقليب ازمة تكاد تنهمر على كل مفاصل الحياة بضياع لغة الاحاسيس والمشاعر التي بدأ الانسان ينسلخ منها بإرادته ودونها انها ملحمة تتشضى شذراتها بين الضياع والتهافت والبحث عن ما يتعدى رموز الكلمات او حروفها التي ماعادت تجسد المشاعر
لقد استطاعت الفنانه شذى ان تصل لمبتغى الفكره بلونين يملأ كل منهما عالمها من الافكار التي فصلتها بصراحتهما وإنشائهما بصرامةٍ باذخه
لتجعل من المتلقي اكثر تأملا واكتشافا للمتعه الفنيه بجمال رائع’تبقى رؤيتنا تتابع علاقه هذين اللونين في كثير من اعمال شذد مطر وتأملاتها التكون على مماسات محيط دائرة الفن التشكيلي الى مالانهاية للفنانةٍ شذى المتمكنه من تطويع خامات العمل الفني البسيطه بقدرة فائقه على تأويل دلالاتها بإبداع مميز
نقد وتحليل
منعم سعيد
Discussion about this post