أولمبياد طوكيو ..
حدادية الحرب الفايروسية !
حسين الذكر
لا تحتاج اليابان لكثير من الوقت والمساعدات كي تنجز اجمل افتتاح واكثر رمزية في تاريخ الألعاب الأولمبية في ظل هيمنتها العالمية على الصناعات الخفيفة والتقنيات الليزرية والعلوم الكومبيوترية .. لذا فانها رسمت الافتتاح بما يوحي ويؤدي الى ايجاز فني دقيق اخذ بنظر الاعتبار أحوال العالم المضطرب تحت جائحة كورونا وتبعاتها التي رمت بظلالها على الأفق العالمي ولم تقتصر على القطاع الرياضي ..
من هنا فان حفل الافتتاح مع اطاره التقليدي ورمزية الحضور المتوج
بالامبراطور ناروهيتو وعدد قليل من زعماء العالم بالإضافة الى انتقاء الف شخص لا غير لشرفية الحضور التاريخي .. تمكن اليابانيون من ابراق رسائلهم التقنية والفنية والحضارية … فضلا عن الرياضية – في ظل الممكن – وهنا لب وجوهر المطلوب من المشاركة والتنظيم .. فرياضة اليوم عبرت وتخطت بمساحات شاسعة بعيدة مقولة الرياضة جزء من السياسة او ذراع دبلوماسي خفيف ..
الاستعراض بدا بحضارة اليونان والتذكير باثنيا وسقراط فيما اختتم الركب بوفد اليابان وثقافة الساموراي وحضارة الشرق الأصفر .. وقد ارتدت فيه جموع المحتفلين كمامات واقية بمنهجية ثقافة التصدي للجائحة .. كما شكلت موسيقى الحداد بصمت دقيقة على أرواح من غادرونا تحت وقع الحرب الفياروسية ..
المشاركة العربية بامكاناتنا وتاريخنا ظلت رمزية تقليدية كما سبق لها ان ظهرت بمرات ودورات متعددة سابقة .. لم تتجاوز الخطوط الفقيرة والمشاركات الشرفية الا ما ندر وبامتياز فردي وان حمل اطار وطابع وعنوان وعلم دولة ما .. هنا تكمن علة عربية يجب ان تدرس في اطارها الفكري والثقافي والسياسي .. فلم تعد الرياضة عنوان للتباري الفني بقدر ما هي عليه كترجمان للحضارة التي تشمل وتعبر عن كل مفردات الفعل الحياتي في البلد وليس ميادين اللعب فقط .
على المستوى العراقي المشاركة مخجلة .. على صعيد حجم الوفد فضلا عن فعاليته .. هنا لسنا بصدد اتخاذ هذه الأرقام لتويجه اللوم والنقد الى اللجنة الأولمبية او أي شخص فيها او مسؤول رياضي في البلد .. فمعطيات النتائج الرقمية ليست هي المعيار لتطور البلد في جميع قطاعته ومنها الرياضة .. لكن ثمة خلل عام يجب ان يعالج وعلى الاخوة المعنين والمسؤليين عن القطاع الرياضي تدارس الواقع ليس على أساس النتائج بل من خلال التعاطي مع اثر الحضارة وانعكاسها على مجمل أوجه الحياة والرياضة وجه مشرق فيها .. هنا تكمن رؤية ورسالة جديدة يجب ان تدرس وتستلهم وتحل من خلال التحليل الموضوعي والتشخيص الدقيق لوضع أسس صحيح لعلاجات ناجعة مجتمعية قبل ان تكن رياضية ..
Discussion about this post