عقلي يا عقلي أين أنت؟
بقلم عمر حاجي/تونس
في محطة حافلات جلس رجل عجوز و إمرأة حامل ينتظران وصول الحافلة
كان الرجل العجوز يتطلع الى بطن المرأة بنظرات فضول حتى سألها قائلا : في أي شهر انت ؟
كانت المرأة شاردة التفكير كما ان القلق يتسرب من ملامح وجهها الحزين في بداية الأمر لم تعر سؤال العجوز اي اهتمام لكن بعد مرور لحظات اجابت قائلة : انا في الاسبوع الثالث والعشرين
رد العجوز : أهي اول ولادة لك
أجابت المرأة : نعم
العجوز : لاداعي لكل هذا الخوف لاتقلقي سيكون كل شيئ على مايرام
وضعت المرأة يدها على بطنها ونظرت امامه تكبح دموعها وقالت : آمل ذلك حقا
العجوز : يحدث ان يتضخم شعور المرء بالقلق احيانا على اشياء لا تستدعي منه كل هذا القدر من التفكير
– أجابت بنبرة حزينة : ربما
– بدأ العجوز اكثر فضولا وقال : يبدو انك تمرين بفترة عصيبة لماذا زوجك ليس بجانبك ؟
– لقد هجرني قبل اربعة اشهر
– لكن لماذا ؟!!
– الامر معقد بعض الشيئ
– وماذا عن عائلتك ! اصدقائك أليس لديك احد ؟؟
– أخذت نفسا عميقا وقالت : اعيش برفقة والدي المريض فقط
– فهمت ، اتجدينه سندا قويا الآن كما كان في صغرك
– نزلت الدموع من عينيها وقالت : أجل حتى وهو في حالته تلك
– من ماذا يشكو ؟
– فقط هو لايستطيع تذكر من اكون
قالت جملتها الاخيرة بعد لحظات فقط من وصول الحافلة التي ستقلهما ، قامت من مكانها وقالت : لقد وصلت حافلتنا ، مشت بضع خطوات فيما بقي الرجل العجوز جالسا على الكرسي ، إلتفت للخلف وعادت تمسكه من يده وقالت :
هيا بنا ياا أبي.
Discussion about this post