قيامة النصر
بقلم الشاعر حيدر معروف
يا ساقيَ الخمرِ عجِّلْ بالسلافِ لنا
طاب الفداءُ وجِرسُ الكأسِ أَسْكَرَنا
جِئنا نَلوذُ بِصهباءٍ مُعتَّقةٍ
و قد أبى العشقُ إلّا أنْ يلوذَ بِنا
عشّاقُ نحنُ و ذا معشوقُنا وطنٌ
بالرُّوحِ نَسْكُنُهُ ، كالرُّوحِ يَسكُنُنا
نقولُ للأرضِ بعدَ الموتِ تضحيةً :
أنتِ العشيقةُ هُبِّي و اغْمُريْ البَدَنا
كلُّ الحَبيباتِ يُسْقَيْنَ الدموعَ عَدا
هذي الحبيبةُ نَسقي ثغرَها دَمَنا
نحنُ الأُسُودُ ، نُعِدُّ الوَيلَ عاقِبَةً
لِمَنْ تَجَرَّا على تَدنيسِ ساحتِنا
نحن الذين يَدُ المولى تُؤازِرُنا
على الغُزاةِ إذا ما قامَ قائِمُنا
فالنصرُ ديدَنُنا ، و الموتُ صَهوتُنا
و الجوُّ مَعبِدُنا ، و التُّربُ قِبلتُنا
ما إنْ كَتَبنا سطورَ النصرِ ملحمةً،
بالنورِ راحت يمينُ الدهرِ تكتبُنا
يا ساقيَ الخمرِ زِدنا بعدُ واحدةً
فالشوقُ للنصرِ ألواحٌ سَتَصلِبُنا
هُنا تَقومُ قياماتٌ مُبارَكَةٌ
ويَأخُذُ الموتُ أشكالَ الحياةِ هُنا
موتٌ نُعانقُهُ كي نَستخِفَّ به
هذي الجِباهُ رِماحٌ تَمزقُ الكَفَنا
هذي الجِباهُ تُحاكي الشمسَ عِزَّتُها
و في سِباقِ المعالي تسبقُ الزَّمنا
لم يَجمعِ الوردُ في أكمامِهِ عبقاً
ولا تَأَنَّقَ إلّا كي يُغازِلَنا
ولم تُعتِّقْ عناقيدُ الكرومِ دَمَاً
مِن المحبةِ إلّا كي تُنادِمَنا
ولا تَنفَّسَ فجرُ الكونِ في شفقٍ
إلّا ليصبحَ رسماً في مَحاجِرِنا
يا ساقيَ الخمرِ طَيِّبْها لِنَرفعَها
نَخبَ الخلودِ ، فقد أصبحتَ تعرفُنا
Discussion about this post