نهلة الديب تكتب : حكاية قلم الجزء الرابع
فتحت ميار نوتتها لتسجل يومياتها كعادتها ، فتفاجأت بشيء يخرج من بين السطور يقترب منها ويتجسد على هيئة شخص جميل جدا .. ألقت ميار النوتة بعيدا وأسرعت مهرولة إلى باب الغرفة وهي تردد ( بسم الله الرحمن الرحيم ، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامه ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. انت إيه ومين وطلعت إزاي من بين الورق ؟)
اقترب منها .. فمدت يديها لتوقفه وتبعده عنها .
أسرع واحتضنها بشدة وهمس في أذنها قائلا( اهدي حبيبتي ميار الجميلة .. أنا حبيبك ورفيق عمرك كله .. أنا اللي بيلازم أحلامك وبيمنع أي حد يقرب منك .. فاكرة أما كانوا عايزين يجوزوكي ابن عمك .. أنا اللي وقفتلهم ودافعت عنك ..
قال لها ذلك واختفى .. وإذ بقلبها يدق بشدة .. ظلت تفكر في كلامه وتتأمل ملامحه وتتذكر لمسته لها .
اغلقت ميار كل شيء وشردت في إحساس وُلِد بداخلها لمجهول ظهر فجأة واختفى فجأة .. هل يمكن أن يحب الإنسان خيال او صورة لشخص غير موجود بالواقع؟! .. ظلت تتساءل وتتساءل بلا إجابات تريح بالها أو تفهم منها ما يحدث لها حتى غاصت في نوم عميق متمنية رؤيته في المنام .
اعتادت ميار منذ ذلك اليوم أن تتحدث إلى ذلك الخيال وتفيض له بمشاعرها وحكاويها .. عاشت ميار حياة غاية في غرابتها حيث اتخذت من هذا الوهم حياة خاصة بها وكانت تستحضره وتنادي عليه إلى أن أحبته لدرجة أنها تتخيله يحادثها ويبادلها الحوار .
أنهت ميار دراستها في كلية الطب وبدأ صفوف الراغبين بالزواج منها وهي تبحث عن شخص يجسد شكل حبيبها .. رفضت العديد والعديد من شباب لا يشوبهم إلا أنهم لا يشبهون خيالها .
وفي ليلة حدث أمر أغرب من الخيال ..
ماذا حدث .. تابعوني لمعرفة ما حدث لميار بالتفصيل
دمتم في حفظ الله ورعايته .
Discussion about this post