فى يَوْمٌ مِنَ الْأيَّامِ ،الْأَسَدُ مُلَّكُ الْغَابَةِ ذَهَبً لِلصَّيْدِ وَجَلَسَ فى مَكَانُهُ الْمُعْتَادِ وَبَدَأَ يُحْدِقُ بِعِنَايَةٍ وَعَثَرَ بِسُرْعَةٍ عَلَى غَزَالِ ثَمينِ لَوْنِهِ بُنى ذهبى ، يُجْرَى هُنَا وَهُنَاكً فَسَالَ لُعَابُهُ وَاِصْطادُ الْغَزَالِ وَتَمُتُّ الْمُطَارَدَةَ بِنجاحٍ ثَمَّ حَمْلٍ الأسد الْغَزَالَ إِلَى كَهْفِهِ وَأَثْناءُ ذَهَابِ الْأَسَدِ إِلَى الْكَهْفِ اِمْتَلَأَ فَمُهُ بِاللُّعَابِ فى عُجَالَةُ لِيَأْكُلُ ذَلِكَ الْغَزَالِ ثُمَّ بَدَأَ الْأَسَدُ فى تَنَاوَلَ وَجْبَتُهُ أَثْناءِ تَنَاوُلِهِ لَحْمِ الْغَزَالِ فِكْرً فى أَنَّ طَعَامَ لَذِيذٍ هَكَذَا غَيْرَ مُتَاحٍ كُلُّ يَوْمٍ فَفِكْرً مَاذَا سيكون احساس تُنَاوَلْ هَذَا الطَّعَامُ مِرَارًا وَتَكْرارًا ؟ لِذَا فِكْرً فى تَخْزِينُ الطَّعَامِ ،وَقَامَ بِتَخْزِينِهِ فى مَكَانً مَا فى الْكَهْفَ
ثَمَّ تَرْكِ الْكَهْفِ وَهُوَ سَعِيدٌ فى صَبَاحَ الْيَوْمَ التالى شُعِرَ الْأَسَدُ بِجُوعٍ شديدوأتى إِلَى الْكَهْفِ وَصَدْمً بِرُؤْيَةٍ أَنَّ الطَّعَامَ الذيذ لَمْ يَعْدُ مَوْجُودٌ بِالْكَهْفِ الْمَكَانَ الذى أَخفى فِيه الطَّعَام ، أَوْ قَلْبُ الْغَزَالِ أَمْسِ لَمْ يَعْدُ مَوْجُودٌ فى الْمَكَانَ شئ الْآنُ
الأسد : لَقَدْ اِخْتَفَى الطَّعَامُ مممم…………. هُنَاكً أَحَدًّ قد سرق الطَّاعِمَ بِالتَّأْكِيد .
سُرقَ سَرَقَ وَهَذَا أيضا فى مَنْزِلُ مَلِكِ الْغَابَةِ .
كَانَ الْمَلِكُ غَاضِبًا بِشِدَّةٍ كَانَ غَاضِبَا لِدَرَجَةٍ أَنَّ زَئيرَهُ هُزَّ كُلُّ حَيَوَانَاتٍ وَأَشْجَارُ الْغَابَةِ
الأسد : يزأر (ع ع ع ع ………………..
طَارَتْ كُلُّ الطُّيُورِ بَعيدًا عَنِ الْأَشْجَارِ كَمَا أرتعبت كُلُّ الْحَيَوَانَاتِ كَانَ الْأَسَدُ غَاضِبًا بِشِدَّةٍ وَمَاذَا كَانَ كُلُّ حَيَوَانٍ وطائر هَذَا السُّؤَالُ فى عَقْلَهُ ، فى هَذِهٍ الْأَثْناءَ دُخِلَ ثَعْلَبُ يَهْتَزُّ مِنَ الْخَوْفِ إِلَى الْكَهْفِ كَانَ مَذْعُورَا بِشِدَّةٍ لَكِنَّه لَمْ يَظْهَرْ ذَلِكً ، لِأَنَّه رَئِيسُ وُزَرَاءِ الْأَسَدِ الْمُلَّكِ .
الثعلب : مَاذَا حَدَثٌ لَكَ ياسيدى ، سَأَلَ الثَّعْلَبُ بِنَبْرَةِ مُهْتَزَّةٍ .
الأسد : تَسْأَلُ مَاذَا حَدَثٌ لَقَدْ كُنْتُ اِحْتَفَظَ بِقَلْبِ الْغَزَالِ لِأَتَنَاوَلُهُ وَتُمَّ سَرِقَتُهُ ،أَنْتَ وزيرى ، هَكَذَا تخدمنى هَلْ هَذِهِ طَرِيقَتُكَ فى الْإِدَارَةَ ؟
خَافَ الثَّعْلَبُ أَكْثَرُ وَبِهَذَا السُّؤَالُ أَصْبَحَ لَوْنُ وَجْهِ أَصْفَرِ بِسَبَبِ الْخَوْفِ وَكَانَ يَرْتَجِفُ
الثعلب : لَقَدْ اُنْتُهِيتِ يا آلهى (يكلم نفسه بصوت منخفض )
الأسد : قَلَّ لى مِنَ اللِّصِّ ؟ وَأَحْضُرُهُ أمامى (الأسد بصوت حازم )
(أَمْرُ الْأَسَدُ الثَّعْلَبَ )
الثعلب : سيدى أَعْتَقِدُ أَنَّكَ عَنْدَمَا غَادَرْتِ الْكَهْفَ كَانَ هُنَاكَ ذِئْبُ يَسِيرُ حَوْلَ الْكَهْفِ كَانَ عَصَبِيَّا جِدًّا وَكَانَ يَرْتَجِفَ مِنَ الْخَوْفِ ، أَعْتَقِدُ أَنَّه سُرِقَ طَعَامُكَ إذا أَمُرَّتْ فَقَدْ أَبْدَأُ بِالتَّحْقِيقِ .
الأسد : أى تَحْقِيقُ أَحْضُرُ هَذَا الذِّئْبَ الْوَغْدُ اللَّعِينُ ، سَوْفَ أَرَّاهُ أَذَهَبً بِسُرْعَةِ أَمْرِ الْأَسَدِ عَلَى الْفَوْرِ
أُنْقِذُ الثَّعْلَبَ حَيَاتَهُ وَخُرِجَ مِنَ الْكَهْفِ وَبَحْثً عَنِ الذِّئْبِ فى الْغَابَةُ وَأَخُذُّهُ إِلَى الْأَسَدِ
الأسد يوجه كلامه للذئب : وَصُرِخَ الْأَسَدُ فى وَجْهُ الذِّئْبِ عَنْدَمًا رآه ، أَنْتَ سُرِقْتِ طَعَامَي أَيُّهَا الْوَغْدَ سَوْفَ أَقِتْلَكَ .
الذئب : لَا ياسيدى ، لَا ياسيدى أَقِسْمٌ لَكَ أَقِسْمٌ لَكَ بِآلِهَةِ الْغَابَةِ أَنِّى لَمْ أَسْرِقْ طَعَامَكَ ،
اللِّصِّ أَمَامَكَ . قَالَ الذِّئْبُ مُشِيرَا إِلَى الثَّعْلَبِ
الأسد : إِذَنْ قُلْ الْحَقِيقَةَ ، لاتكذب .
الذئب : سيدى مَلِكُ الْغَابَةِ ، لَقَدْ رَأَيْتُ هَذَا الثَّعْلَبَ يَتَجَشَّأُ أَمْسِ اثناء خُرُوجُهُ مِنْ لِكَهْفِ الْخاصِّ بِكَ .
الثعلب: لاياسيدى أَنَّه يَكْذِبُ رد الثعلب بسرعة
الذئب : الثَّعْلَبُ هُوَ اللِّصُّ
كُلُّ مِنْهُمَا يُلْقَى اللَّوْمُ عَلَى الْآخَرِ ، وبالتالى اُنْزُعِجَ الْأَسَدُ أَكْثَرٌ ، مُسَّكَ الْأَسَدَ كِلَا الْحَيَوَانَيْنِ مِنْ أُذْنِيِهُمَا وَقَالَ
الأسد : انتما الأثنان لَنْ تَسْمَعَا هَكَذَا ، سَوْفَ آخذكما امام آلِهَةُ الْغَابَةِ لِلْقِسْمِ بِهَا وَقَوْلُ الْحَقِيقَةِ ، بدأوا الذَّهَابَ إِلَى آلِهَةِ الْغَابَةِ ، وَلَكِنَّهُمَا وَجِدُوا آلِهَةَ الْغَابَةِ بِنَفْسُهَا كَانَتْ تَقِفَ خَارِجَ الْكَهْفِ
آلهة الغابة : وَعَلَى مَا يَبْدُوا غَاضِبَةً جِدًّا فَقَالَتْ يا أَسَدٍ أَنْتَ مَلِكُ الْغَابَةِ مَا نَوْعُ الْإِدَارَةِ التى تَقَوُّمً بِهَا.
الأسد : لَكِنَّ …لَكِنَّ مَاذَا حَدَثُ يا آلهتى الْعَزِيزَةَ؟ مِنْ أُزْعِجُكَ ، سَأَلَ الْأَسَدُ بِتَوَاضُعِ
ألهة الغابة : اُنْظُرْ .. أَنَظُرُّ كَانَ لَدَى زُهورُ جَمِيلَةٌ عَلَى وَاحِدَةٍ مِنْ سَيُقَانِي وَسُرِقَهَا أحَدً .. أَبْحَثُ عَنِ اللِّصِّ أَوَلَا يُمْكِنْكَ لقائى وَمَعَكَ اللِّصَّ فَقَطُّ
ذُهِبْتِ آلِهةَ الْغَابَةِ وَهَى غَاضِبَةٌ جِدًّا لَمْ يُقَدِّرْ الْأَسَدُ عَلَى قَوْلِ كَلِمَةٍ عَنْ مُشَكَّلَتِهِ أَمَامَ الْآلِهَةِ الْغَاضِبَةِ فَقَدْ نُسِيَ غَضَبُهُ، وَأَخَذَ كِلَا الْحَيَوَانَيْنِ إِلَى دَاخِلِ الْكَهْفِ
ثُمَّ قَرَّرَ أَنْ يَعْثِرَ عَلَى حَلٍّ لِمُشَكَّلَتِهِ بِمُفْرَدِهِ وَحَدَقً فى كِلَيْهِمَا بِأَعْيُنِ حَمْرَاءِ وَقَالً بِصَوْتِ عَالِ
الأسد : اِعْتَرَفُوا أى كَانَ اللِّصُّ يَعْتَرِفُ هُنَا فَقَطْ وَإلّا سَوْفَ أَقِتْلَكُمَا أَنْتُمَا الْاِثْنَيْنُ بِهَذِهٍ الطَّرِيقَةُ اللِّصَّ سَوْفَ يَمُوتُ عَلَى أى حالَ ، لَكِنَّ البرئ سَوْفَ يُنْتَهَى أيضا .
بَدَأَ الْأَسَدُ يَنْظُرُ إِلَى الثَّعْلَبِ وَالذِّئْبَ فى نَفْسُ الْوَقْتَ وَقَبْلَ أَنْ يُمْسِكَهُمَا فَجْأَةَ سَقَطِ الثَّعْلَبِ عَلَى ركبتيه وَبَدَأَ يُبْكَى
الثعلب : سيدى سيدى أَرْجُوكَ أَرْجُوكَ سامحنى أَنَا اللِّصُّ لَقَدْ سُرِقْتِ طَعَامَكَ
هُدَّأ الذِّئْبَ عَنْدَمَا سَمْعٍ هَذَا وَالْأَسَدُ قتلُ الثَّعْلَبِ
الْأَشْخَاصُ الْأَذْكِياءُ هُمْ الْلَذَيْنٍ يُفْهَمُونَ لُغَةَ الْكَلاَمِ وَالْأغبياءِ يَسْتَمِعُونَ إِلَى الْعَصَى
Discussion about this post