عن الضوء والأصيل
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
جبّار ونّاس
على مدى سبعة أيامٍ متواصلة وإعتبارا من 1/ 8/2021 كنا مع مهرجان العراق الوطني للمسرح..
وعند التأملِ الدقيق في فحوى هذا العنوان الذي إستظلتْ تحته فعاليات المهرجان فإننا سيتحقق أمامنا ماكنا نعولُ عليه في إستعادة الألق الوطني والذي تجسد بحضور بشري تنوعتْ لديهم الإختصاصات ما بين التأليف المسرحي والإخراج والتمثيل والتقنيات البصرية الساندة في تشييد عروض مسرحية شهدتها مسارح العاصمة بغداد فضلا عن حضور فعالية النقد وبشكل واضح ومميز..
وبجردة تأملٍ وفحصٍ لمجرياتِ ماتمخضتْ به هذه الفعاليات فسيظهر لنا جليا ذلك الاصيل الذي راح ينبشُ ويحفرُ في تجذرات الوطن ( العراق) وقد صار رهان اغلب ما تمظهرت به العروض المسرحية في هذا المهرجان..
وقد بدت أصالةُ ما نطقتْ به متون هذه العروض المسرحية راهيةً تُنشدُ، تُغني، تُحرِّضُ ترفضُ، تتداخلُ، تُهاجمُ، تستعيرُ تجاربَ عالميةً تجدُ لها ما يجعلها تلبس من رداء المحلية فتقترب أكثر من هموم العراق
وفي كلِّ هذه المقاربات ثمة ما يدعو المتابعَ لِأنْ يتحرى ذلك البعد الوطني الذي يَتملكُ القائمين على إنتاج وإبراز العرض المسرحي وقد صار بوتقةً نتلمسُ من خلالها تلك الهموم وتلك المشاكل ومجمل الأحداث التي أخذت بفعلها المدمر في احايين كثيرة على جسد الإنسان في العراق..
فَمِنْ محنة الوجود اليومي لذلك الجسد وهو يُحاصرُ بشلالات الخراب المادي والروحي من جراء إستفحال أمراض الطائفية والعشائرية فضلا عن إستفحال السلطة وهي تغيب في وهن الفساد والعمالة والتخلف المريض وعدم تبصرها في إدارة فن الحكم مما إنعكس سلبا على قيم العيش والتآخي والإستمرار في إدامة روح الإنسان كمواطن له أن يجد وطنه معافى بقيم الدولة القائمة على العدل والحرية والمساوات تحت غطاء القانون ودولة المواطنة..
وعندي أنَّ هذه المشتركات كان لها صدى كبيرا في كل العروض المسرحية أل ( 18) التي شاهدناه في هذا المهرجان
ولعلَّ ما ميَّزَ الرسائل التي جاءت بها محمولات تلك العروض ومضامينها أنَّها تواشجتْ مع مضمون ( الاصيل) كوطن يُنادى بروح الإنتماء الاصيل عبر ما فاضت به تلك الحمولات لتكون ضوءاً ساطعاً يُدلي إلى عتباتِ الأصل في القول والفعل والتصور الفني..
ومن الخلاصةِ التي نتحصلُ عليها تبدو مرتسماتُ التوجه صوب مآلاتِ الوطن المراد والمُخاطَبِ والمندوه علناً وبصوتِ مسموع لفظاً وصورةً ومجازاً هي المسلمات التي درجتْ عليها أغلب إشتغالات منْ ساهموا في هذا المهرجان وبمختلف عنونات تخصصاتهم الفنية ليكون معيار الوطنية هو الحافل الذي تمخضتْ عنه وتبدت به مخرجاتُ مسرحياتهم وهذا هو الرد المقابل جماليا وفنيا ومعرفيا إزاء كلِّ ما تواترت به عنونات الوهن والخراب التي أُريدَ لها لِأنْ تقتلَ روحَ الإنسان في هذا الوطن ( العراق) وتمحقه جسداً وروحاً في غياهبِ التخلف والتراجعِ المروعِ في البناء الآدمي والحضاري في هذا البلد…
Discussion about this post