كعادة السوريات الجميلات ذوات البشرة الدافئة والأيادى البيضاء المنظمة والعقول الناضجة ، يستطعن أن يحولن كل قبيح إلى جميل ومن كل محنة الى منحة ، ويضعن بصمة في كل بقاع الأرض وكل أنحاء العالم ، وقد كان منهن الجميلة الأستاذة نابغة الحلبي ، سورية الجنسية ، ولدت وترعرعت في مدينة الياسمين بدمشق ، حصلت على دبلوم التربية وعملت كحكم ريشة طائرة وقائد لمعسكر رياضي ، فهى تعرضت لما تعرض إالية العديد من السيدات السوريات الصامدات إثر الوضع الأمنى الذي كان له أثرا سلبيا على كل المواطنين ومن بينهم الأستاذة نابغة فتقول :” الوضع الأمني الخطير اضطرني لمغادرة سوريا والخوض في رحلة الموت التي استمرت قرابة عشرون يوما واجهت فيها الموت بكل بسالة وشجاعة برفقة مجموعة من السيدات والاطفال وكنت قائد الرحلة الى ان تفرقنا في المانيا البعض توجه للسويد والبعض بقين في المانيا والبعض غادرن باتجاه الدانمارك وانا اكملت طريقي الى هولندا وحيدة “.
وتسرد الأستاذة نابغة “كانت رحلة صعبة وخطيرة واجهنا خلالها خطر تجار الاعضاء بالاضافة لخطر الغرق في البحر لكن الحمدلله العناية الالهية كانت معنا وتجارب الحياة في مجال الكشافة والمعسكرات ساعدتني كثيرا للوصول بالجميع الى بر الامان.
بعد سنتين من اقامتي في مدينة امستردام،قمت بأخذ الخطوة الاولى مع صديقة عزيزة من جنسية مصرية بتأسيس جمعية تطوعية خدمية باسم ..سوا.. ومن ثم بعد فترة قليلة جدا انضمت الينا صديقتين من جنسيات مختلفة احداهما اردنية فلسطينية والاخرى جزائرية.
إن النجاح الذي استطاعت الجمعية أن تحققة لم يأت من فراغ ذلك لإن الجمعية تهدف لنشر الثقافة المجتمعية في كافة مجالات الحياة ،
بالاضافة لتنفيذ لقاءات متعددة لتسليط الضوء على الشخصيات المتميزة وتنفيذ فعاليات مختلفة مع كبار السن والاطفال في المجتمع الهولندي ولكافة الجنسيات.
وعن العمل بالجمعية أثناء جائحة كورونا ، تقول أستاذة نابغة “وفي زمن الكورونا واجراءات الوقاية والعزل تحولت مهمة التثقيف الى الاونلاين كل من بيته و هنا بدأت فكرة تأسيس كيان خاص ومستقل لتنفيذ الخطة التثقيفية والتعليمية بالتعاون مع الاتحاد العالمي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها والجامعة الامريكية بإنديانا.
وانطلقت باسم(أكاديمية سوا عالهوا الثقافية.)
قمنا بتنفيذ لقاءات دورية تثقيفية توعوية بالاضافة للقاءات تشجيعية للمتميزين و الناجحين بالاضافة لتنفيذ فعالية احتفالية لتكريمهم.لتكون خطتنا في العمل تتمحور بالتوسع لتنفيذ فعاليات مع كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وحماية الحيوان في هولندا والعالم.
كما اهتمت الأكاديمية بالمرأة (فدعمتها وساعدتها على الاندماج في المجتمع من خلال نشاطات متعددة والتشجيع على الدراسة في مجال جديد وهو تعليم اللغة العربية
بالاضافة لتنفيذ نشاطات مختلفة تخص المرأة مثل البيوتي و المساج والعناية بالبشرة والشعر بالاضافة لاحتفالات عيد الام وتكريم كبيرات السن.
إن الدور الذي تقوم به الأستاذة نابغة ماهو إلا تجسيدا لروح استطاعت أن تحول رحلة الشقاء والعناء إلى رحلة حياة تساهم في نشر الخير والوعي والحياة .
Discussion about this post