……….. النَّفسُ الإنساشَرِّيَّة ………..
الباحث لؤي الحموي
ماالنفس البشرية وماالنفس الإنسانية .
النفس البشرية مرنة لقبول المشاهد الإستفزازية التي تثير الغضب و توابعه من أفعال لا تليق بصاحبها لأن النفس بطبيعتها منفطرة على القبول وهي مصدر الشر والسلوك غير اللائق فقد تنحرف نحو الغرائز المكنونة في العالم النفسي التشاركي البهيمي … والغرائز لا تمس العقل والفكر لدى من غابت عنهم الأبصار فلا ينبغي الخلط بين الغريزة والشهوة أو الغرائز والشهوات …
فالغرائز من سمات البهائم المحجوبة عن نور المعرفة والعقل المستنير …
أما الشهوات فهي منظومة تنطوي تحت لواء العقل والتفكير وتحاكي النفس لتفعيل ايقونة الحق الطبيعي عند البشر والشهوات تتسم بالنماء المتدرج والتي يسميها البعض بالحاجات ويصفونها بالحاجات المتنامية صعودا عقلانيا …
لكن ماهي العوامل الأساسية التي يجبُ أن تتوفر في حياة الإنسان كي تدرك النفس و ترتقي من السَّويَّة الغريزة إلى السَّويَّةِ الأرقى وهي الحاجة أو الشهوة …***….
إنتماء الإنسان إلى المنظومة المجتمعية كونه وبطبيعته كائنٌ إجتماعي وبيولوجي يتفاعل مع الطبيعة المادية التي تحيط به وبكونه كائنٌ إجتماعي يقبل التفاعل والتفعيل بالوسط الجمعي المحيط به هذا العامل يعتبر من أساسيات النماء الحيوي عند الإنسان فلاحظوا كم للمجتمع من تأثير في تهذيب النفس البشرية عند الإنسان والتي تتقبل التفاعل مع المنهجية المجتمعية بما تمتلك من قوانين ناظمة للسلوك البشري إضافة إلى الجمال النابع من أفراد المجتمع والجمال النابع من الطبيعة المادية التي تحيط به هذا العامل الأساسي والوحيد القادر أن يرتقي بالبشر من العالم غير المدرك لهم إلى العالم الأرقى والمدرك والذي فيه تسود روح القبول والتقبل والمحبة والوداد بين جميع الأفراد فحين نقول أننا أمام مجتمع إنساني أي نحن أمام مجتمع عقلاني منطقي تسودة جملة القوانين الحاكمة للسلوك الفردي والسلوك المجتمعي وبهذا تتهذب النفس البشرية وترتقي إلى مستوى النفس الإنسانية وهي المرحلة الأرقى والأنقى لأنها قائمة على منطق العلم والمعرفة ويحق للإنسان في هذا المستوى الخلقي ان يمارس شهواته كحق طبيعي حتمي وما الشهوات سوى مطالب العقل والنفس التي تهذبت على منطق التعايش الإنساني ؛ خذ مثلا انت تشتهي أن تملك بيتاً وهذا مطلب طبيعي او أن تشتهي ركوب السيارة او إقتناء وسيلة نقل وغيرها من الحقوق التي أجازتها قوانين المجتمع لك ولأجلك كل ذلك ينطوي ضمن منطق الشهوات والعاقل يفهم ماله وما عليه فلا يظلم نفسه ولا يظلم الآخرين اما الغرائز كما تم ذكرها سابقاً هي أفعال تصدر من اللاوعي وعدم الإدراك في ممارستها وهي سمة البهائم الذين لا يمتلكون القدرة على ممارسة الشهوات لأنها محجوبة عنهم لكن ومن الجدير ذكره هنا في هذا المقال أن البهائم تشترك مع الناس في مشاهد يعرفها العقلاء من الناس أذكرها فقط للتذكير بها وهي المأوى * والطعام * والشراب * واللقاح * والأمن والأمان …***…
وتمارس عند البهائم وأخص بالذكر ( اللقاح ) بصورة غير واعية أو مُدرَكة بينما عند الإنسان الإنساني فتمارس بمنطق التهذيب واللياقة و إجهار هذا الحق في تكوين الأسرة مجتمعياً والقوانينُ ناظمةٌ لهذا الحق الطبيعي
مما تقدم فالنفس الإنسانية ترتقي على النفس البشرية بل يمكن بتعبير آخر ان أقول أن النفس الإنسانية هي بالأصل نفسٌ بشرية لكنها إرتقت إلى منطق تفعيل العقل والمعرفة بفضل المجتمع المتحضر والمتطور والأخلاقي الصراطيُّ المستقيم …***…
Discussion about this post