( التطبيع ) .. من زاوية بروباغندية !
حسين الذكر
قبل الحديث عما يسمى بمؤتمر ( أربيل للتطبيع ) هناك نقاط يجب تثبيتها بشكل يقيني راسخ !
أولا : كل مؤتمر سياسي يحمل عنوان مثير ومؤثر لا بد له من دعم دولي واقليمي ومحلي .. كجزء من بديهيات علم السياسية في كل زمكان .
ثانيا : ان مؤتمر ( التطبيع ) لم يعقد من اجل ان يدان ويفشل .. بمعنى آخر .. ان القائمين المستترين على المؤتمر لم يغب عن بالهم ردات الفعل المتوقعة باقصى درجاتها ..
ثالثا : ان الشعب العراقي المسلم باغلبيته الساحقة وعلى طول التاريخ وبمنطقه .. لم يقبل بإقامة علاقة شبه رسمية مستترة مع الكيان الغاصب للقدس .. فكيف يراد منه إقامة علاقات طبيعية تحت عنوان التطبيع ) .
فاذا كان المؤتمر متوقع انعكاساته وردات الفعل اتجاهه ؟ .. ومن جميع العراقيين ( أحزاب ورجال دين ومرجعيات ونخب وجماهير ومنظمات وحكومة وبرلمان ورئاسة جمهورية … ؟ بل حتى الجهات الكردية التي نظم على ارضها المؤتمر عبرت عن هذا المضمون الصريح بالرفض ) ؟ ..
سؤال يفرض نفسه : ( لماذا اذا تم إقامة المؤتمر بهذا الوقت وقبل الانتخابات وبهذه الظروف الحساسة وخشية انعكاساتها واثارها على الناخبين باقل تقدير فضلا عن كونه أقيم بشكل علني سافر مما يدل على الإصرار والترصد ..؟
لا نستغرق في البحث عن الإجابة سوى ان البديهيات تفرض نفسها : ( من قبيل ان الشعب العراقي عامة رافض للتطبيع بل وسيرفضه تحت أي عذر كان .. والعراقيين لا يشذون عن لحمتهم وعمقهم العربي والإسلامي الرافض بشكل وجداني انتمائي قاطع ..)
كذا فان السياسة لا تكون فيها الطرائد والاهداف ظاهرة بل ان اغلبها سرية وبشكل تام .. واهل السياسة ادرى بشعابها وما يتخذ في ظلاماتها .. اما الشعوب فدوما تعبر عن وجدانها وما في ضميرها بشكل علني بريء لا يحتاج الى شرح وتفصيل فضلا عن أي تضليل .
كل ذاك يعني .. ان المؤتمر أقيم بشكل علني بلا ادنى خشية او جهل من المقيمين .. والادانة والرفض أعلنت كما متوقع .. يبقى ما بعد الخبر .. هنا لب وجوهر السياسة .. !!
Discussion about this post