الصوامت …مولود شرعي لمسرح للمحافظات.
بقلم مؤسس اول مهرجان دولي في العراق للمسرح الصامت
الفنان : سالم الزيدي
الطاقات الفنيه في
(مهرجان الصوامت الدولي الاول في العراق )
تمتلك مدن المحافظات مواهب في ساحات الإبداع الإنساني، وخرج منها مبدعون بموقف التزام المثقف المتمرد على كل أشكال الاستعباد الفكري والجسدي وساروا في مسار التنوير والتجديد، رافضين الأيديولوجيات الجاهزة ،التي تجعل الإنسان اسيرا لموقف، ورافضين ،اللاموقف بعيدا عن التسوية والتبرير وبعيدا عن المنفعية وباحثين عن الحقيقة، أن مسرحيي المحافظات اتخذوا فضاء(الصوامت)،المعبر عن اماني وتطلعات الناس المعدميين والطبقات المسحوقة وكل أعمالهم تتخذ قضايا الحرية والثورة والتغيير وبناء الإنسان وفق مسار يحترم الإنسان ويسعى لبناء غد اكثر سعادة وحرية،
وتجد الفنان المسرحي في مدن المحافظات ذو عطاءات متطورة مضمونا وشكلا،
في الكتابة والتمثيل والإخراج ودائما تجد التجارب المثيرة تقدم وتقتحم العاصمة كروافد تساهم في ترسيخ ثقافة وطنية بإخلاص وتضحية بعيدا عن الزيف لأستغلال المسرح كوسيلة لتحقيق رغبات ذاتية لمصلحة تيار سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي، وشهدت تلك المدن الولادة الحقيقية( لمسرح الصوامت )
بقدرات ذاتية وإمكانات بسيطة وذات بصيرة وجدلا فكريا واشكالا متطورة في العرض،
واتخذوا من فن (الصوامت )الفضاء الذين جعلهم يحملون الريادة فيه وطنيا، وما حققة المبدعون صباح الانباري ومنعم سعيد وعدنان نعمة ،والراحل محسن الشيخ (من مهاجري، مدن الجنوب إلى العاصمة بغداد)
الذي بدأ نشاطاته في مدينة الصدر، دليل وحالة تؤكد مرجعية انطلاقة مسرح الصوامت (البانتومايم) للمحافظات، وماشهدته مدن البصرة والديوانية والعمارة وبعقوبة، والسماوة
، دليل على مساهمة تلك المدن في تقديم هذا الفن الذي يحمل الحقيقة والوعي ويساهم في بناء علاقات إنسانية تقرب المسافات بين البشر على اختلاف قومياتهم، واوطانهم ،
وتوجت المحافظات ذلك الموقف الرائد بإقامة مهرجان،الصوامت الدولي (النسخة الاولى ) دورة الكاتب محيي الدين زنكنه،
حيث بادرت فرقة مسرح ديالى بالدعوة لاقامة ذلك ،وبشراكة مع جمعية الفنون الكردية في السليمانية والاتحاد العام للادباء والكتاب (بيت المسرح)
وبمشاركة دول تونس وليبيا والأردن وإيران ومحافظات البصرة وبابل والنجف السليمانية و ديالى، وحقق المهرجان نجاحا كبيرة …
Discussion about this post