…….. ظلال مَن عَبَروا …….
هلْ يُدرِكُ الأحياءُ مغزى ما يَدورُ
عَلى البَسيطَةِ حَولَهُم
أو كيفَ تَحْتََجُّ الطَبيعَةُ
حينَ يُؤذيها البَشَرْ
هُم يَعْبُرونَ إلى الحَياةِ
وَغالِباً
دونَ التِفاتٍ
باكْتِراثٍ بالطعام وبالعَمَلْ
وَمُفكِّرونَ قَلائِلٌ
أَخَذوا زِمامَ إِنارَةٍ
وَأَضاءَ عِلمُهُم السُبلْ
فَتَغيَّرت
كلُّ الأُمورِ تَقارَبَتْ
بالكونِ أقوامٌ تَعارَفَ جَمعُها
عَبْرَ الفضاءِ مَجازُهُ هُوَ مُعتَبَرْ
وَيَظَلُّ للبَسَطاءِ طَبْعُ سَذاجَةٍ
فُطِروا بِها
والفَقرُ يَفْتِكُ بالعُقولِ
وبالنُفوسِ وَبالضَمائِرِ والبَدَنْ
بعضُ العُلومِ مُسيئةٌ
حيثُ التَمادي في اختِراعاتٍ تُميتُ
تَعيثُ قَتلاً دامِياَ
يَفني النَضارَةَ للنَباتِ وَللمِياهِ وَللحَياةِ
وَللبِلادِ وَللسَحاب وَللهَواءِ وَللحَجَرْ
لَهُم الجُنودُ
مِنَ الخَوارِجِ عَن طَبيعَةِ فِطْرَةٍ
أو أغبِياءَ مُغَيَّبينَ مُضَلَّلينَ لِغايَةٍ
صُنِعوا غٍذاءً للتَّجَنُّدِ عندَ تُجّارِ الخَرابِ
فَلا ضَمائِرَ أو مَشاعِرَ بلْ جُيوباً هَمَُها
مالٌ كَثيرٌ والدَمارُ سَبيلُها
وَتَظَلُّ تَفتِنُ لاقْتِتالٍ
والنَوايا ضِدَّ إحياءٍ لِخَيرْ
هذي الطَبيعَةُ تنتَفِضْ
وَتَثورُ مِن كَربِ التَجَنّي
وَانتِهاكاتِ المَعاني والصُوَرْ
كلُّ الخَصائِصِ شُوِّهَتْ
والمُتعَبونَ الأبرِياءُ طُفولَةٌ وَكُهولَةٌ
وَشَبابُهُم مِن كلِّ نوعٍ كلِّ رُكنٍ
يُطْحَنونَ وَقودَها
تلكَ القُوى بِحُروبِها وشُرورِها لا ترعَوي
وَتَزيدُ من غَلْوائِها
ضِدَّ العُقولِ وَأهلِ فِكرٍ فاهِمٍ
يَسعَوْنَ نحوَ تَحَرُّرٍ منها
بَراثِنُ مَنْ غَدَرْ
والعاشِقونَ ضَحيِّةٌ
لا وقتَ يُسعِفُ شَوقَهُم
حينَ التَشَرُّدُ آخِذٌ ألوانَهم
وَقُلوبُهم مُزَقٌ مِن الأشواقِ
لا سَقفاً وَلا ظِلاً
يُواري قُبلَةً قُتِلَت عَلى مَرمَى بَصَرْ
فالحبُّ تحتَ القَصْفِ بعضٌ مِن جَحيمِ الخوفِ مُتَّكَأٌ لِعُشّاقٍ تَهَدَّدَ حبُّهم
وشُعورُهم وُنُفوسُهم تَرَفاً أَخيراً رُبَّما
والعابِرونَ بِها الحَياةُ كَذا المُحايِدِ
لا تُحيِّدُهُ الشَراهَةُ للدِماءِ وَمَن فَجَرْ
والوقتُ يَسرِعُ خاطِفاً أحلامَهُم
وَمَفَرِّقاً بينَ القُلوبِ
بِلا تَذاكِرَ للرُجوعِ مِنَ الغِيابِ
فَلا مَفَرّ
للبعضِ تَبقَى ذِكرَياتٌ مِنْ مَشاهِدَ
للضَحايا والأََحِبَّةَ واللِقاءاتِ الحَميمَةِ
ذاتَ حُلمٍ مُنتَظَرْ
كلٌّ التَجاويفِ التي في الذِهنِ لو نَظَرْتَ مُشوَّشَةْ
يَتَناقَصُ العُشّاقُ والأحياءُ ليلاً
فالنَوائِبُ تحصُدُ الحَيَواتِ
جَوراً فَرَّقَتْ
تلكَ الأماكِنُ ضَيِّقاتٌ طارِدَةْ
وَعَلى الرَصيفِ ظِلالُ مَنْ عَبَروا
وَمنْ غُدِروا هُناكْ
تَتَعَثَّرُ الأحلامُ أوهاماً تَصيرُ
نُحاوِلُ التَغييرَ
نحنُ مُقاوِمونَ مَرارَةً للإنتِظارِ
كَما هُمُ البُسَطاءُ كالريشِ الحَزينِ إذا تَبَلَّلَ
أو كَقُطنٍ ناعِمٍ
هُمْ طيبَةٌ وَهَشاشَةٌ
والعاشِقونَ ضَحِيًَّةً للبؤسِ قد قُتِلوا
وَموجُ البحرِ يَغسِلُ رُبَّما بالملحِ دمعاً حارِقاً
والبائِسونَ مَعَ الطُيورِ تَشاجَنو ا هَمساً
لِيُفْتَحَ نِصفُ وَجهٍ للسَماءِ
يُحلِّقونَ
وَيَكشِفونَ بَقيَّةً مِمّا تَجَذَّرَ مِن حِواراتٍ
بِأعماقِ الشَجَرْ ..
نهـــــى عمـــــر
Discussion about this post