/غياب وألم/ /قصةقصيرة/
بقلم الكاتبة سلوى الغانم
تمضي الايام بنا نلمس روحا في قلوب البعض
نفقد أنفاساً في وجوه أخرى
مريرة تلك اللحظات…مرهقةٌ..تلك النهدات…تُدمع العين
وتشعل لهيب الفراق.. لقد استعجَلَت الرحيل!!!
قالها بحرقة وهو يحدثني عن حبيبته التي استشهدت في إحدى التفجيرات أثناء بداية الأحداث في (حمص)…
نعم (رحَلت قبل الأوان):
أطالعُ وجهها الحاضر… الغائب في وجوه كل النّاس..أستجدي صوتها
أستجدي وجهها…أحس شيئاً ما نقص في دمي…جزء مني غادرني
وفي قلبي يأس يضيء ولايحترق…
عندما رأيتها أول مرة…ورقص القلب لرؤياها..
كنت حارساً عند باب الجامعة…لجأت لي عندما فقدت (أحد أشيائها)….أيتها القادمة من وراء ستار الأيام…لمَ جئتِ؟؟؟؟
كان مجيئها كالميلاد..والوفاة..قدر وليس لي أي حيلة
عشقتها..!!كانت لبسمتي الإبتسامة…معها اكتشفت أنّ للكلمات عطراً أشمه كلما حدثتني…معها رأيتُ للشروق ألف لوناً يشعل بي نار الحنين إليها…اكتشفت أنّ للغروب ألف لون …لوّنه وجودها
إلى أن أتى ذلك اليوم المشؤوم…كنتُ بانتظارها…أترقب وصولها
لأسمع موسيقا خطواتها يعزف على أوتار قلبي. .
تلك الحربُ اللعينة..أخذت أغلى مانملك….واستولت على أفراحنا
ما أحوجنا ياصديقتي بين الحين والحين للقاء طفولتنا!!!
لاستعادة الفرح…ما أحوجنا للعودة إلى ضحكاتنا..صرخاتنا..لعودة أماكن كنا نراها دنيانا…..لحدود قريتنا كنّا نظنّ أنها آخر الأفق وحدود الكون ينتهي هناك….كنّا كقيثارة::نرقص ونغني
إلى أن حان الرحيل…وانتشل أحبالنا…وقطع أقدامنا…فبتنا باهتي الملامح….كليلة غاب عنها القمر….عندما دوى صوت الانفجار
وتعالت الأصوات….وتناثرت الأجساد قطعاً…وسالت الدماء..وعبثت يد الغدر والحقد……تغيّر صوته وهو يحدثني….أختنقت الكلمات..
مؤلم فقد من نحب…قالها بصوت نصف حاضر:(سقطت كوردة في ساحة المعركة)..انقطعت شرايين قلبي وأوردته….
فلتخلدي للنوم ياصغيرتي…فالحياة حق..والموت حق…وحياتنا لم تستوعب الأمنيات…
ففرحنا مؤجل…ودمعنا مؤجل…وليلنا طويل طويل
وكما في اللغة (اسماء ممنوعة من الصرف)ففي القلوب كذلك أناس
(ممنوعون من النسيان)
Discussion about this post