صناعة الاحباط.
يعتبر المجتمع العربي من أقوى المصنعين و أباطرة العالم في صناعة الفشل و الإحباط و بارعون في تضخيم احجام كل ما هو تافه و صغير الاهمية و قليل الشأن ،بعبارة متداولة في العالم العربي (صناعة من الحبة قبة ) فهذه ماركة عربية عالمية مختلفة الانواع ،اي شيء تريد إعطاءه أكبر من حجمه و تروجه و تفخمه و تعززه ما عليك الا ان توصله إلى عربي واحد ليوزع في وقت قياسي خارق على قرابة أربعمئة مليون نسمة عربي موزعون على أثنين و عشرين دولة حول العالم ،الا نخبة أكثر من قليلة تختلف بفكرها عن البقية .
فلهذا الإحباط و الفشل يسيطر على العالم العربي (( الهاتف العربي من الفم للأذن ))) من الإداعة العربية العالمية إداعة ((( قالوا))).
و الاغرب انه كل ما هو سلبي و سيء يعتبر من اعظم العلومات التي يجب نشرها لان العربي يعشق المآساة بصفة غريبة و مخيفة و خطيرة ، و ما هو مهم و نافع يتم التنمر عليه و افشاله بنفس الطريقة ،سأعطيكم اليوم مثال للحلم الاعظم عند كل فرد من هذا العالم.
كل شخص في هذا المجتمع عربي او غربي يحلم حلمين افخم منزل و افخم سيارة ،سأطلعكم على كيف يختلف الغرب عن العرب في كل شيء لكن هذا سببه الفكر فقط و ليس الامكانيات و طريقة التعامل مع الفشل و مع الهدف الذي تريد الوصول اليه.
كيف يمكن صناعة النجاح من الفشل ،
منذ سنين عدة كان هناك ايطالي اسمه فيروتشيو درس في معهد ميكانيكي و تخرج و اشتغل في المجال ،و كان يعشق الزراعة الى حيث ينتمي،فركز في المجالين و فتح ورشة صغيرة لصناعة الجرارات سنة 1948 و حقق نجاحا سريعا افتتح بعدها مصنع لصناعة صخان زيت حراري سنة 1959 و حقق ثروة لا توصف و كان حلمه شراء افخم سيارة في تلك الفترة ،تضاهي عشقه للمحركات و كانت الفراري الوحيدة التي تفي بالغرض ،أشهر سيارة و افخم و أغلى حول العالم،بعد شراءها حصل عطل ميكانيكي فيها فعالجه بنفسه و اصلحه و عاد الى لزيارة شركة الفراري و اخبرهم بمشكل المحرك و اقترح على الشركة صناعة كير افضل و عرض مساعدته بحكم خبرته في صناعة المحركات و عاد لاستلام سيارته من مركز صيانة الفراري و بعد ايام وجد ان مشكلة العطل لم تحل و عاد الى فراري لمقابلة مؤسسها شخصيا هذه المرة،و قدم له الحلول بعدها تطاول السيد فراري على فيروتشيو نعته بالجهل و انه لا يجيد غير صناعة الجرارات و عليه ترك صناعة السيارات الفاخرة لاصحابها ،
فغضب فيروتشيو و هو عائد الى مزرعته عزم على بناء شركة تنافس فيراري في السوق العالمية و حدث ذلك بعد اربعة اشهر فقط من إهانة فراري لفيروتشيو ،ليشهد العالم سنة 1963 ميلاد عملاق جديد في صناعة السيارات و هي لامبوركيني لصاحبها فيروتشيو لامبوركيني ،ما حدث أن غضبه تحول إلى طاقة ملهمة و أسس الشركة التي تعتبر منافسا شرسا لاكبر شركة لصناعة السيارات في العالم محققا ارباحا و صلت عام 2020 إلى 1,6 مليار يورو ،
لماذا لا يتعامل الغرب مع الاحباط و الفشل بنفس طريقة العرب ،لانهم بكل بساطة أناس يؤمنون بقدراتهم و يعشقون التحدي و التميز ،فلن تكون على هيأة غير التي ترى عليها نفسك و تؤمن بها،و انتم لا ترون في انفسكم الا الابداع في التميز في الفشل .
الدكتورة نارزين حسن بني هاشم
Discussion about this post