صيحة خرساء
لست أدري إذا ما كنت حية أو ميتة في حبك،
عشوائيات المشاعر و عقلي لا ينصفني،
عشقت في صمت ،في يأس،
و أضناك تارة الخجل و تارة الغيرة و الحيرة،
و إبتهلت إلى الله و اللهب لم ينطفئ في قلبك،
أحببت في صمت الظلام في سكون الليل،
بلا أمل و لا أمنية،
صنعت أوقات حزن و فرحة و قصة عشق وهمية،
تسللت من خيالك إلى واقعي على أناملك،
دنوت مني بكل خجل و مع ذلك مزقتك الغيرة،
من دوني أنت لست أنت،و دونك لست أنا،
خرجنا في زمان بعشق غير مألوف،
لم تلتفت للمعاني عشت القساوة في كل الظروف،
لست في حاجة لقاموس الكلمات و الحروف،
مستعد للموت كنت لكن الحياة وضعتك قائدا للصفوف،
إنتظرني في ظلماتك أين صنعتني و أتيتني،
و سحبتني مني و توجتني،
وجدتني أصارع ثائرة على الأحياء
و على الاموات أنا و أطيافي الأربعون،
أجوب المعارك تاركة غباري خلفي،
ممزقة الاحشاء ألملم ما تبقى مني،
في أمل ميلاد جديد حاملة شموعي،
غارسة علمي في أعالي الجبال يحمل شعاري،
أنا لأجلك سأعود ،فإنتظرني،
إنتظرني حين تحمل الأشواق زخات الحنين،
إنتظرني حين تضيع الرسائل عنوانها
و يصلب ساعي بريدها،
إنتظرني بكلك،
حين يسأم منك الشوق و تنتحر الحروف،
دع المتعبون على لهيبهم يجالسون الموت مبتسمون،
يشربون نبيذا مرا يتأملون و يتألمون و لا يسأمون،
لا تشرب معهم إكسير بطيء موتهم،
و إنتظرني ،سوف أعود،
فقط إنتظرني بحرارة و لا تكثرت ،
لمن لم ينتظر صعب عليهم فهم معنى الإشتعال،
و طعم الصمود و عشق الاحتراق وسط النيران،
يصعب على من لم ينتظر فهم
كيف أنقدك إنتظاري و طوله،
و كيف ناضلت من أجل البقاء،
لا تكثرت للمارة المتسائلون العاديون،
هم في سكرات الموت يسبحون مبتهجون،
سلاسل قيودهم تعلمهم الرقص يتمايلون،
حاضرين في كل الاوقات مبعثرون،
جامدون ،فرحين بعذابهم و متحدون،
يتلون أناشيدهم و يتقاتلون،
دعهم يتهامسون و إنتظرني،
أنا الحق و الحقيقة و واقعك المجنون،
فقط إنتظرني بحرارة،
مع نظراتك و أنفاسك و عطر الخريف،
أثناء تساقط اوراق الاشجار،
أنا بين كلي هذا ،أعيش فيك،
أسكن بين العالمين،
تجدني في نورك و في ظلماتك ،
و في همسك و لمسك للاحجار،
لكنني لست جمادا ،أنا من عطر الرياحين،
أنا المسك و رائحة العود ،أنا لسعة الشمس،
أنا من ترقص في ضوء القمر عارية حافية القدمين،
أنثر رائحة العنبر و القرفة و القرنفل و إكليلي ياسمين،
جلسنا تلك الليلة منفصلين أنت شرقا و انا غربا،
كأن بيننا موعد،
نظرنا في آن للقمر في عتمة هاربين،
بمفردك عشت قساوة القلوب في كل حين،
لم توقض أحدا ليعانقك كي تهدأ،
و لم تطلب يدا تمسح فزعك من أمطار العين،
حينها سقط ماؤك المملح على جرحي،
فألتهبت روحي و أنا الخرساء لا أجيد الصراخ،
لكن أتقن نغمات و ألحان الانين،
سأعيد كتابتك و أجمعني،
و أكنس غباري عنك و عني،
فمازلت أراه حين تضيء أعمدة زقاقي،
أنا متعبة مني،
طالما حملتني على كتفي،
و أسقطني و زني مني و لم أتركني،
غرست وتدي في مهجتي و ربطت فيه جوادي،
و نزف الجرح و أنا أدق مساميري لثباتي،
مطرقتي عادلة لا تكتفي الا بلوغا للاعماق،
سأعود من أجلك ،
إنتظرني ،
حين تتعب منك و مني ،اترك القتال جانبا،
و أحظني،
قبلني،و اعطني نفسا طوييييييلا ،
ينعشني فأنا من قتلتني،
سممت كل كياني و لمساتي بعصياني،
لكن ساعة ميلادك بين أحرفي أرجفتني،
و حررتني و بدأت لا أكتبني،
أصبحت حينها ذكرى الخيال،
و واقع اليوم ،و تغير صوت تنهيداتي،
أصلحت كسر خلخالي و صقلته،
و رقصنا أنا و أحرفي،
و لمعت فضتي في حركاتي ،
دقي يا طبول العشق،
فأنا على موعد طال إنتظاره ،
هذه الليلة سأنام فوق الورود بفستاني،
فأنا العروس حافية القدمين و عيوني لا تراني،
أطفئوا القناديل و الشموع سأشعل نيراني ،
إن حضن اللقاء مميت مذاقه،
فإن غبت عن وعيي لا توقظاني
الدكتورة نارزين حسن بني هاشم
Discussion about this post