عمامة ليست للبيع..
مصري : يعادل التاريخ !
حسين الذكر
برغم وعد بلفور المزعوم وسايكس بيكو … وعشرات الخطط الجاهزة للتقسيم والتشتيت الفكري بين اوصال الامة المبتلات بهجمات ما وراء الحدود .. الا ان ملفاتنا الوجدانية من طنجة مرورا في القاهرة حتى بغداد والشام وعدن ومكة والدوحة .. غير ذلك من مدن زاخرة او قرى نائية كلها تنتمي لاصل عربي لا يقبل القسمة على غير جذره ورحمه المعتق حد الإحساس بالآخر ولو على بعد الاف الاميال وملايين الصدود ..
من ظريف ما قرات في السوشل ميديا .. نشرت محامية سورية عن امراة ضخمة الجثة مشوهة المعالم ، تولت ملفها بعد هروب المحامين منها ، وأضافت : ( انها امراة لا تملك مقومات انوثة .. لم تحصل على فرصة للزواج الا بعمر متأخر من رجل توفت زوجته وبحث عن خادمة تربي اطفاله الأربعة .. وقد وافقت وتحملت الكثير .. ثم اخذوا عليها واحبوها الأطفال وكبروا في رعايتها حتى احترمها زوجها الذي مات وقد كتب لها بعض عقارته دون علمها وجاءت ترفض ذلك وتعيدهن الى اطفاله ) .. تقول المحامية ادمعت عيني وادهشت لهذا الموقف الذي لم امر به ولا اقرا عنه طوال حياتي سيما في المجتمع العربي .. الا اني صدقتها واتممت لها القضية .. بعد ان اقنعت أولادها بضرورة قبول ذلك .. حينما قلت لها كيف ستعيشن بقية عمرك بلا سند ، قالت : ( من تولى حياتي ورزقني محبة هؤلاء الأولاد ، قادر ان يهبني من يحميني بقية العمر) .
في مقطع نشر على موقع ( تك توك ) ظهر احد المذيعين يلتقي فلاح مصري بسيط من محافظة المانيا بعمر 67 عام كان على سجيته وسلامة فطرته .. بدى وكانه من الرعيل الإسلامي الأول ممن اخذوا على عاتقهم نشر الرسالة .. ساله للاشتراك بمسابقة ، فضحك المصري قائلا : ( انا مش بتوع مسابقات .. ) . ثم نجح في استدراجه للإجابة عن اسم ما يلبس فوق راسه ، فقال انها ( العمة او العمامة ) .. فعده المذيع فائزا بالجائزة ومنحه ثلاثة الاف جنيه .. بكى على اثرها ابن النيل المنتسب الى المدرسة المحمدية والأصول العربية والفطرة الإنسانية قائلا : ( مش حرام يا بني دول .. مفيهمش حرام .. منين اردهم يوم الحساب .. الله يهيدك ويهدينا يا ابن العم .. احقا مهمش حرام ) .. ثم بكى وابكى كل مسلم ذو ضمير حي.
مشهد اليوتيوب هذا يستحق المشاهدة .. فهو يعادل الف من بعض محاضراتنا البائسة التي تجتر في جامعاتنا ومعاهدنا العربية .. هذا المعلم الانسان .. (عمامة لا يمكن شراؤها ) .. بكلمات بسيطة ودموع صادقة واجابات فطرية معمقة .. علمنا معنى الإسلام .. كما جاء على لسان نبينا الاكرم محمد ( ص ) .. اذ قال : المسلم من سلم الناس من شر يده ولسانه ) .. آه ما احوجنا للعودة الى الذات الأخلاقية الفطرية بعد ان اثخنتنا العولمة جراحاتها مؤلمة الأعماق الروحية وليس الجسدية فحسب .
Discussion about this post