كرة القدم صناعة .
لا فساد ولا عصابات !
حسين الذكر
منذ 2003 .. وحتى قبل ذلك التاريخ – ولو بشكل اقل خطورة وشراهة -أصبحت بعض المؤسسات عبارة عن مصدر للارتزاق والغنيمة والنهب لملايين الدولارات التي تصرف من المال العام بمباركة بعض المسؤولين ممن ينحو صامتا او راغبا ومحفزا تحت اغراءات حزبية او كتلوية او اقربائية او علاقاتية او خشية ما فوق ذلك .. فيسلم تلك الأموال المصروفة باسم الشعب ومن خزائنه والمرصودة لبناء مؤسساته .. فينهبها ويعبث بها الطارئون والمفروضون على المؤسسة بتلك العناوين المعروفة .. فيوغلون بها نهبا وارتجالا وجهلا وعبثا وشخصنة وعشوائية .. يبكي لها راس الوليد … فيما لا يتحرك ضمير راس المؤسسة ولا برلمانها و رجالاتها .. مما يعني انهيار تام للمؤسسة وضياع كل شيء حتى ما كان موجود من ملاعبها ومنشئاتها التي بنيت سابقا .. فيما تكتنز الأموال وتتضخم عند ذلك الطاريء المفروض الذي يتقاسم القصعة بما حوت مع من سلطه على راس المؤسسة وأهلها الأصليين ..
( المال السائب يعلم السرقة والامام الذي لا يشور يسمى أبو الخرق ..) . وهذين المثلين او الحكمتين تشرح باسهاب جلي كيف احيلت بعض مؤسساتنا الرياضية الى خراب ونهب .. في وقت صرفت خلال العشرين سنة الماضية ما يمكن من خلاله بناء دول ومدن رياضية حضارية كاملة .. فيا ترى اين ذهبت المليارات ومن المسؤول عن تبديدها .. وتحت أي شريعة ودين وقانون وعرف … حدث ذلك الخرق والاجرام المتعمد ..
اليوم وبمعزل عن الحقائق الفاسدة الصارخة .. وتحت عنوان ( عفى الله عما سلف . وان تات متاخرا افضل من لا تات ابدا .. وجل من لا يخطيء وافضل الخطاؤون التوابون .. ) . أتمنى من الجميع الإفادة من مدارس الاحتراف المتطور وقراءة ودراسة ملفات احترافية عالمية عن إدارة الأعمال وعدم الاعتماد على المال العام .. اذ أصبحت الرياضة عامة .. وتجارة وصناعة كرة القدم خاصة تمول ذاتيا بل تعد جزء من الضرائب العامة مصدر من مصادر الدخل القومي … اذ اخذت تستثمر بها اكبر الشركات العالمية وحققت فيها أرباح خيالية .. فقد ولى الاعتماد على المال العام والتباكي باسم الرياضة لأغراض شخصية مخجلة حد الفضيحة .. وسيات اليوم الذي يعاقب منتهكيها مهما طال زمن الفوضى والانفلات .. اذ ان شمس المركزية والقانون يجب ان تأخذ مجراها ويجر الفاسدين جرا .. الا من تاب وعمل صالحا ..
العمل الصالح هنا .. هو الإفادة والتعلم من التجارب وتجاوز الأخطاء .. فالى متى يبقى أولئك الخماطون ( يتلاعبون ) بمقدرات كرة القدم ويضيعون أموالها ويشتتون وصالها ويفرقون ابنائها .. آن لكم ان تتوبوا نصوحا لوجه الله والوطن وتعتذروا من الرياضيين والجماهير .. وان تنتهجوا نهج صناعة كرة القدم وتجارتها التي أصبحت علم يحتاج علماء لادارته .. مع انكم تكرهون العلماء وتحاربون الاكاديمين وكل من تعتقدون انه يقف بوجه سياساتكم التبذيرية الفسادوية .. انها صرخة ضمير في دنيا لا يمكن ان تبقى على حال .. ومن وجد حماة فساد خلال سنوات وعقود خلت .. عليه ان يخشى صرخة الناس وقبل ذاك غضب الجبار الذي يمهل ولا يهمل .. تذكر انه يمهل ولا يمكن ان يهمل .. وما توكلي الا على الله .. والله لا يخلف وعده .. وغدا لناظره قريب .
Discussion about this post