إن فكرة تعليم اللغة العربية من خلال المسرح تعتبر فكرة رائدة ،لما يتيحه المجال المسرحي من تفريغ طاقات الطلاب ،وتحفيزهم للتعلم ،وبالتالى بدأ المختصون فى مجال التعليم بالتركيز فى دمج العملية التعليمية بالمسرح ومن هنا ظهر المسرح المدرسي ،كوسيلة لدعم التعلم والتعليم من خلال النشاط ،ولكن تعليم اللغات من خلال المسرح يعد طرحا مميزا لما نجده فى المسرح من مهارات الإلقاء والحوار وكسر الحاجز النفسي فى مواجهة الجمهور ، وأجد أن تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها عبر الأداء المسرحي والتدريب على الإلقاء المسرحي قد يكسبهم مهارات اللغة العربية بشكل أكثر جذبا من عملية التعليم النمطية ،فمن الممكن أن يتقن الطلاب الناطقين بغير العربية مهارات (الاستماع- التحدث- والقراءة – والكتابة ) من خلال الأداء التمثيلى ،ولكن نجد بعض المعوقات التى قد تعيق هذا الطرح من ضمنه عدم وجود معلمين لديهم القدرة على التدريب المسرحى من معلمى اللغة العربية للناطقين بغيرها لذلك جاء الهدف من هذا الكتاب وهو وضع أطر لمعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها للتعرف على المسرح ومصطلاحاته بشكل أدق وأشمل والتعرف على الخطوات الاجرائية التى تمكنه من تعليم اللغة العربية من خلال الاعمال المسرحية والأداء الفنى ، واعتقد ان هذا النوع من المسرح يندرج تحت المسرح المدرسي مع مراعاة مدى التوافق بين مجال تعليم اللغات والمجال المسرحي .
فالخطوة الأولى التى يجب أن ينحو نحوها معلمو اللغة العربية للناطقين بغيرها من الشغوفيين بتطبيق تعليم اللغة العربية لطلابهم الأجانب من خلال المسرح هو التعرف على المصطلحات المسرحية والتفكير بشكل إبداعي فى توظيف المسرح فى عملية التعليم
السؤال لماذا مسرح لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ؟
أولا المسرح أبو الفنون ونستطيع توظيفه بشكل تفاعلى فى عملية تعليم اللغة العربية من خلال أنشطة فنية عديدة تجذب الطلاب ، فمعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها لابد أن يمتلك وسائل جذب لدفع الطلاب لتعلم اللغة.
ثانيا : يعد المسرح وسيلة فعالة فى تعزيز الثقة بالنفس للدارسين ،وهذا العمصر من الامور الضرورية لتعلم أى لغة ،أن يستطيع الدارس ان يمارس اللغة الهدف التي تعلمها أمام الجميع بلا رهبة أو خوف من المواجهة .
ثالثا : من المهارات الأساسية لممثلي المسرح الألقاء وهو الجانب الاهم فى تعلم اللغة العربية حيث يتدرب الطالب الناطق بغير العربية على مهارات الألقاء المسرحى وذلك من خلال الأداء التمثيلى .
رابعا : يمتاز المسرح كجنس ادبي بالحوار ،وبالتالى يستطيه معلم اللغة العربية للناطقين بغيرها أن ينمي ويطور الجانب الخاص بمهارة المحادثة من خلال التمثيل المسرحي للطلاب .
خامسا : الأداء التمثيلى يعد وسيلة نافعة لتفهم المفردات دون لغة وسيطة ،وهذا بدوره يجعل المعلم يدرب الطلاب على الاداء من خلال تمثيله لبعض المفردات اللغوية ،أيضا الأداء التمثيلى وسيلة نافعة فى إكساب متعلم اللغة القدرة على التعبير .
سادسا : الأداء الحركي من المهارات المميزة للعمل المسرحي وهذا بدوره يعطى لمتعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها قدرة على التعبير الجسدى عن اللغة وأهلها .
سؤال ما طموحنا فى تكوين مسرح لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ؟
فى اعتقادى أن وجود مسرح شامل بكل أركانه فى مؤسسات تعليم اللغات يعد حلما ضروريا ،لأن المسرح سيكون له فريق من المتعلمين الذين يشجعون أقرانهم لتفريغ طاقاتهم الفنية من خلاله وممارسة اللغة الهدف من خلال أعمال مسرحية .
تدريب العديد من معلمى اللغة العربية للناطقين بغيرها على الاخراج والكتابة المسرحية المخصصة للمسرح التعليمى ، فهذا يثرى اللغة العربية من خلال وجود مسرحيات مخصصة لعملية تعليم اللغة العربية وقواعدها بشكل شيق وجذاب .
يفتقر عالمنا العربي لوجود ما يسمى بمناهج تعليم الدراما العربية ومختصون فى كتابة الدراما والنصوص المسرحية الدرامية الموجهة للطلاب الناطقين بغير العربية ،او تبسيط النصوص المسرحية لذلك فى هذا الفصل نركز على جانب هام للغاية لمعلمى اللغة العربية للناطقين بغيرها وهو التعريف بالمصطلحات الأساسية لفن المسرح .
تعريف المسرح الشامل:
أول من استخدم هذا المصطلح هو المهندس المعماري الالمانى ولتر كروبيوس وكان يصف تصميم مسرح قام بتصميمه ” لبسكات ور “وكان يهدف الى أمرين الأول اتاحة كل الامكانيات الآلية والضوئية التى يمكن ان تسهل للمخرج عمليته أما الثانى ان يجعل المتفرجين جزءا من العرض المسرحى .
أما في العصر الحديث فان الداعية القيادي الى هذا الاتجاه هو الممثل والمخرج الفرنسي جان لوى بارو ومفهوم المسرح يتمثل في الدعوة الى استعمال النص المسرحى كعنصر ثانوى في مجموعة العناصر المسرحية الاخري التى تشكل العرض المسرحى والتى تتكون من الاضاءة والموسيقي والحركات التمثيلية بكل تشكيلاتها ، المسرحى والتى تتكون من الاضاءة والموسيقي والحركات التمثيلية بكل تشكيلاتها مسرحياته الموسيقية ايجاد وحدة متناسقة من كل الفنون التى يمكن تحقيق اسمى شكل للفن المسرحى.
أما توفيق الحكيم فيري ان المسرح الشامل فكرة وتنفيذا ليس بالشي الجديد فقد عرف في القرن الماضي يوم راى فاجنر ان المسرح يجب ان يجمع كل الفنون في معين واحد كالشعر والد راما والموسيقي والرقص
والنحت والعمارة ممثلة في الديكور ونفذ كل ذلك في اوبراته ولكن القرن التاسع عشر في جملته وعمومه كان ينفتح على ثقافة علمية ناهضة وعلى ثو رات عقلية واجتماعية مبشرة فاعتمد على قوة الكلمة وجعل النص هو قوام المسرحية يخاطب به جمهورالمثقفين .
وفي بحث عن مدلول المسرح الشامل للراقص موريس بيجار يقول أن كلمة المسرح ، مرادفة لكلمة اتحاد والمقصود بالاتحاد هنا التالف بين الممثل والمتفرج وعلى مدار عدة سنوات ظلت احدي المشاكل العاجلة التى واجهها رجال المسرح متمثلة في الحاجة الى الغاء حفرة الأوركسترا ورفع كل حاجز نفسي او عينى يفصل بين الناظر والمنظور
قد شاركت الدكتور خديجة عللى فى هذا الكتاب لأنها تمثل الثقافة الصينية بوصفها صينية وقد ساعدتنى فى وضع الترجمة الصينية للتدريبات الموجودة بالكتاب كما انها أضافت الفصول التى تتحدث عن الثقافة الصينية وتحديدها
الكتاب يشتمل على العديد من الفصول الهامة التى تستعرض أيضا منهجية تدريس الدراما المسرحية العربية للناطقين بغيرها فى الجامعات الأسيوية .
تضمن الكتاب فصول تسعة وغاص فى مجال تدريس منهجية الدراما العربية للناطقين بغيرها وطرق التدريس والأدوات التي تعين مدرب المسرح الجامعي للخوض فى هذا المجال مع طلاب ناطقين بغير العربية ،
Discussion about this post