فلنرحم هذه الخطوط التي في جباههم
ناديا يوسف
من أكثر الامور جدلية والتي كانت موضع خلاف بين مدافع وبين مهاجم هي العلاقة بين الوالدين والأبناء بعد انفصالهم وزواجهم و بناء أسر خاصة بهم
لماذا رغم تضحيات الأهل بعض الأولاد يتنكرون لهم؟!؟!
كم من القصص التي سمعنا بها عن بعض الأباء والأمهات يعيشون حالة من التشرد والتسول والحاجة
وكم تردد على لسان بعض الأزواج أن زوجتي ترفض استقبالهم وهددت بترك المنزل والذهاب إلى أهلها
وبالطرف الآخر كم سمعنا عن بعض الأزواج الذين منعوا زوجاتهم من زيارة الأهل
وكم من أمرأة طردت حمويها من المنزل وقصص لعل فيها عبر ولكن الإنسان بطبعه لا يعتبر
وجميعنا سمعنا بقصة الولد الذي احتفظ بقطعة الجلد او العكاز او الكرسي التي استعملها الأبن لرمي والده في الجبل حيث خاطب الحفيد والده ارجعها معك لأنني عندما أكبر سأستخدمها لرمييك كما رميت جدي
المسألة هنا موقع جدل كبير وحتى لا نكون سلبيين في الطرف الاخر هناك الكثير من الذين رعوا أهلهم من كلا الطرفين
هذا الموضوع بالدرجة الأولى له علاقة بالتربية واحترام كل منا لدوره وهنا يعتبر دور الأم هو الأكبر فكما تعامل ذوي زوجها يتعلم الأبناء منها وخاصة الفتاة التي تعتبر والدتها المعلم الاول لها وتعتبر الأحاديث والتعامل والمعاملة بين العلاقات الاسرية هي التي تنطبع في الذاكرة
ولي قناعة تامة بأن الرجل الذي يتنكر لأهله ليس برجل ولايتحجج بزوجته وعذراً لاستخدام العامية يقول لك ” شو بخرب بيتي بطلقها “
لا أكيد لاتخرب بيتك ولاتطلقها ولكن على الأقل كن رجل
و من حق الزوجة أن يكون لها بيتها الخاص الذي تتفرد به ولكن من الأخلاق رعاية ومحبة حمويها
الأمر الثاني من الضروري أن يترك الأباء شيء لهم يسترهم عند توزيع الأملاك أو الاموال لأن الزمن كما يقال عنه غادر لا أحد يعلم ما تخبىء له الأيام حقيقة الموضوع متشعب وشائك وكم من الآباء والامهات نراهم بلا مأوى أو مكان يستر لهم ماتبقى من العمر هذا خطأ من ؟؟؟!!!هل الأب الذي وثق بأولاده ووزع مايمتلك بينهم على حياته أم خطأ الأبن لأن أطماعه أعمت بصيرته أم خطأ الزمن الذي قلب المفاهيم والمبادىء أم ماذا؟
وهذه الأمور ليست بالحديثة منذ القدم ولكن كانت تعد على الأصابع وحالات مستهجنة أما الآن باتت تحدث بكثرة .وهنا يكمن السؤال ماهو الحل في حال حدوث هذه الحالات نحن كما نعلم أن كل الشرائع السماوية وغير السماوية والمعتقدات حضت على احترام الوالدين حتى الوازع النفسي لدي الانسان يعي هذه الحقيقة فهل بعض القوانين التي تلزم الأولاد في تقديم الرعاية والمأوى لذويهم كافية فهذا لا يكفي لأن كل شيء في الإكراه والجبر يكون ناقص وغير حقيقي فالعلاقات الإنسانية يجب أن تكون نابعة من القلب دون تزييف وتلميع ويكون الشخص نفسه معرض للمعاناة أكثر لعل الدولة نفسها تستطيع تقديم بعض الحلول من خلال تأمين مايلزم حيث نجد أن كثير من الدول باتت تحسب حساب لهذه الشريحة من البشر من خلال مؤسسات حكومية أو مجتمعية لاحصاء هذه الحالات وتقديم المعونة المادية والمعنوية للذين لا يوجد لهم مكان يقطنون فيه لا يهم ما هو اسمه دار العجزة أو المسنين أو المشردين المهم أنه يوجد مكان لهم يقيهم من غدر الزمان والأولاد أو المجتمع و نأمل أن نرى هذه الأشياء تحصل في بلداننا العربية بما أننا نحاول التشبه بالغرب في كل شيء فليكن هذا التقليد في الأمور الإيجابية وليست السلبية فقط وسيقول البعض عندنا مثل هذه الدور طبعاً عندنا ولكن للطبقة المخملية فقط الذين يتعربون من آبائهم عبر وضعهم في مثل هذه الأماكن فكيف للفقير الذي غدر به الزمن و لا يملك المال أن يدخل إليها هي قضية بحاجة إلى النظر بها بأمهات ودراية وايس مجرد عرض واستعراض
وهذه الأمور هي مسؤولية كبيرة يقع حملها على المجتمع ككل و المؤسسات الحكومية منها الاجتماعية والصحية والتعليمية لانه عندما يكون الحمل علو الجماعة يكون أخف وأكثر ثماراً وذلك من خلال الاهتمام بجودة التعليم وحسن التربية والترابط الأُسَري والاهتمام بالشباب وأن يقوم المجتمع بدوره في توفير الوسائل التثقيفية والترفيهية من أجل حمايتهم من الانجراف وراء امور اخرى تجعلهم قاسين مع الوالدين
وهنا لايمكن إغفال دور الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي فنحن كما نعلم أن من يربي أولادنا معنا هذه التكنولوجية الحديثة
Discussion about this post