الإبداع هو العمل الفريد ولكي تكون مبدعا ، يجب ان تعرف مفهوم الابداع أولا ، فكثيرا من الأشخاص يريدون إبداع قصة للأطفال وليس لديهم موهبة الكتابة ،ويتسائلون كيف أكتب قصة للاطفال ؟ كيف يكون العمل إبداعي ؟ كيف أكون مبدعا ، فى بداية الأمر كما ذكرت يجب أن تتعرف على مفهوم الإبداع
ورد في “لسان العرب“ تعبير بدع الشّيء يبدعه بمعنى أنشأه وبدأه، وأبدع الشّيء بمعنى اخترعه على غير مثال، أمّا من النّاحية الاصطلاحيّة فإنّ مهمّة الباحث عن عبارةٍ واضحةٍ تلخّص معنى الإبداع وتكشف عن الأساليب الممكنة لتنميته ورعايته قد لا تنتهي إلى نتيجةٍ شافيةٍ نظراً للتّباين الهائل بين النّظريّات التي تناولت الإبداع. هناك مثلاً مدرسة أوسبورن-بافلو Osborn–Buffalo التي تعدّ عملاً كالتّعرّف على مفتاح الإضاءة في غرفةٍ مظلمةٍ إبداعاً، وتنظر لاستراتيجيّات حلّ المشكلة الإبداعي نظرةً عقلانيّة وواقعيّة وبالتّالي يمكن تعليمها لأيّ شخص. وفي المقابل هناك النّظريّة التّقليديّة القديمة/ الجديدة التي ترى في الإبداع قوىً خارجيّة وخارقة ولاعقلانيّة، وبالتّالي لا يمكن قياسه أو تعليمه.
ويمكن تصنيف تعريفات الإبداع ضمن أربع فئات, هي:
تعريفات محورها المناخ الذي يقع فيه الإبداع، ويتبنّاها علماء الاجتماع وعلماء الإنسان؛
- تعريفات محورها الإنسان المبدع بخصائصه الشّخصيّة والتّطوّريّة والمعرفيّة، ويتبنّاها علماء نفس الشّخصيّة؛
- تعريفات محورها العمليّة الإبداعيّة ومراحلها وارتباطها بحلّ المشكلات وأنماط التّفكير ومعالجة المعلومات، ويتبنّاها علماء النّفس المعرفيّون؛
- تعريفات محورها النّواتج الإبداعيّة والحكم عليها على أساس الأصالة والملاءمة، وهذه التّعريفات هي الأكثر شيوعاً لأنّها تعكس الجانب المادّي والملموس لعمليّة الإبداع، وهذا هو جوهر مفهوم الإبداع الكلاسيكي؛
الإبداع :
“الإبداع مزيج من القدرات والاستعدادات والخصائص الشّخصيّة التي إذا ما وجدت بيئةً مناسبةً يمكن أن ترقى بالعمليّات العقليّة لتؤدّي إلى نتاجات أصيلة وجديدة سواء بالنّسبة لخبرات الفرد السّابقة أو خبرات المؤسّسة أو المجتمع أو العالم إذا كانت النّتاجات من مستوى الاختراقات الإبداعيّة في أحد ميادين الحياة الإنسانيّة”
مكوّنات الإبداع وعناصره
أوّلاً: المناخ الإبداعي
يقصد بالمناخ الإبداعي البيئة التي يقع فيها الإبداع باعتباره ظاهرة اجتماعيّة وذات محتوىً حضاري وثقافي، وبهذا المعنى يمكن النّظر للإبداع كشكلٍ من أشكال القياديّة التي يمارس فيها المبدع تأثيراً شخصيّاً واضحاً على الآخرين. إنّ تقبّل مجتمعٍ ما واعترافه بقيمة وأهمّـيّة عملٍ ما شرط أساسي لتفريد هذا العمل وإبرازه في سجّل الحضارة الإنسانيّة.
ثانياً: الشّخص المبدع
وهو الفرد الذي تتوافر لديه خصائص واستعدادات يمكن التّعرّف عليها عن طريق دراسة متغيّرات الشّخصيّة والفروق الفرديّة في المجال المعرفي ومجال الدّافعيّة. واستخدام مقاييس التفكير الإبداعي والشخصية .
ويتناول وصف الشّخص المبدع عادةً محورين أساسيين هما:
أ. الخصائص المعرفيّة
يتفّق الباحثون عموماً على أنّ الأشخاص المبدعين -برغم اختلاف ميادين إبداعهم- يشتركون في مجموعةٍ من السّمات والقدرات وأساليب معالجة المشكلات والمعلومات.
ويمكن تلخيص الخصائص المعرفيّة العامّة للمبدعين في ما يلي: الذّكاء المرتفع، الأصالة، الطّلاقة اللّفظيّة، قوّة البيان، الخيال الواسع، القدرة على التّفكير المجازي، المرونة، المهارة في اتّخاذ القرار، القدرة على التّفكير المنطقي، الاستقلاليّة في إصدار الأحكام، التّكيّف مع الأوضاع المستجدّة، استخـدام الصّور الذّهنيّة والتّصنيفات الشّاملة، القـدرة على استيعاب المواقف المختلطـة أو المشّوشـة، تفضيل التّواصل غير اللّفظي، استخدام المعرفـة الموجودة كأساسٍ لتوليد أفكارٍ جديدة، إثارة الأسئلة المبدوءة بـ “لماذا” حول المعايير والافتراضات القائمـة، التّنبّـه للمواقف الجديـدة وللثّغرات فـي المعرفـة والقدرة الفنّـيّة أو الجماليّة على تحديد مشكلاتٍ جيّدة للبحث والمتابعة.
ب. الخصائص الشّخصيّة والدّافعيّة
يتميّز الأشخاص المبدعون بمجموعةٍ من الخصائص الشّخصيّة والدّافعيّة التي قد يتوافر بعض منها لدى شخصٍ مبدعٍ ولا يتوافر لدى آخر، كما أنّ بعض هذه الخصائص قد يرد لدى بعض الباحثين ولا يرد لدى آخرين. ومن أكثر الخصائص الشّخصيّة والدّافعيّة التي ترد في المراجع المتخصّصة ما يلي: الرّغبة في التّصدّي للمواقف العدائيّة، القيام بالمخاطرات الذّكيّة، المثابرة، الميل للبحث والتّحقيق، حبّ الاستطلاع، الانفتاح على الخبرات الجديدة، الانضباطيّة، الالتزام بالعمل، الدّافعيّة الدّاخليّة المرتفعة، التّركيز على المهمّات، عدم التّحرّج في رفض أو مقاومة القيود المفروضة من قبل الآخرين، التّنظيم الذّاتي لدرجة وضع قواعد خاصّة للسّلوك عوضاً عن اتّباع قواعد الآخرين، الانشغال الذّهني الذّاتي، التّأثير على المحيط، التّأمّل والانسحاب من المواقف الميئوس من تطويرها أو تعديلها.
ثالثاً: العمليّة الإبداعيّة
يمثّل هذا الاتّجاه محور اهتمام علماء النّفس المعرفيّين، ويركّز على الجوانب المتعلّقة بعمليّة حلّ المشكلات، وأنماط التّفكير، أو أنماط معالجة المعلومات التي تشكّل عمليّة الإبداع.
وتعرف العلية الإبداعية بأنها عمليّة تحسّسٍ للمشكلات والوعي بها وبمواطن الضّعف والفجوات والتّنافر والنّقص فيها، وصياغة فرضيّاتٍ جديدة، والتّوصّل إلى ارتباطاتٍ جديدة باستخدام المعلومات المتوافرة، والبحث عن حلول، وتعديل الفرضيّات وإعادة فحصها عند اللّزوم، وتوصيل النّتائج.
رابعاً: النّاتج الإبداعي
يعنى هذا الاتّجاه بالنّاتج الإبداعي ذاته على افتراض أنّ العمليّة الإبداعيّة سوف تؤدّي في النّهاية إلى نواتج ملموسة مبدعة بصورةٍ لا لبس فيها سواء أكانت على شكل قصيدةٍ أم لوحةٍ فنّـيّةٍ أم اكتشافٍ أم نظريّة. وقد حاول كثير من الباحثين تحديد خصائص ومواصفات لتقييم الأعمال الفنّـيّة والأدبيّة والموسيقيّة من حيث مستوى الإبداع فيها. وغالباً ما اتّخذت الأصالة والملاءمة كمعيارين للحكم على النّواتج.
كيف أكتب قصة للأطفال ؟؟
أبدأ بتوجيه الأسئلة التالية الى نفسك :
ما موضوع أو فكرة القصة ؟
أين تدور أحداثها ؟
ما الشخصيات التى تعيش هذه القصة ؟
– من هو البطل الرئيسى بين شخصيات قصتك ؟
– ما الذى يحبه أو يكرهه ؟
– ما هى ملامح شخصية بطل القصة ؟
– كيف يبدو الشكل العام للبطل ؟
عندما تشرع فى الإجابة على الأسئلة وتحصل على معلومات , فاصنع دائرة على الورق وضع اسم الشخصية بداخلها , ثم ضع الخصائص المميزة لهذه الشخصية بشكل خيوط تنبعث من الدائرة الى الخارج بشكل شعاع ربما تحتاج لرسم صورة كرتونية تقريبية لشخصيتك لتعرف كيف يبدو شكلها
التجهيز :
أين تقع أحداث قصتك ؟ يتعين على كل قصة أن تحدث بمكان ما , وعلى أية حال فتجهيز موقع الحدث قد يكون له تأثير قوى أو ضعيف بمجريات الأحداث بالقصة .
وجه لنفسك الأسئلة التالية :
– أين تقع أحداث قصتك ؟ فى الفضاء , فى الصين , فى فناء منزلك , أم فى مكان من إبداع خيالك ؟
– متى تقع أحداث القصة ؟ بالماضى , بالحاضر , أم بالمستقبل ؟
– هل التجهيزات المحيطة بالأحداث تساعد فى إظهار وتفعيل ملامح شخصية البطل ؟
– كيف يكون للتجهيزات المحيطة تأثير على المشكلة الرئيسية التى تواجه البطل ؟
عندما تقدم لبطل قصتك مشكلة ليقوم بحلها فأنت تبعث الحياة الى القصة , حاول أن تجعل المشكلة معقدة ضخمة وصعبة الحل .. لاحظ أن حيرتك فى ارتداء ملابسك واختيار اللون المناسب ليست بالمشكلة العسيرة .. ولكن اختيار لون السلك المناسب الذى ينبغى عليك قطعه لإبطال تفجير قنبلة لهى من أكبر المشاكل ، استعمل الصراعات بقصتك … والصراع يعنى أن أحدهم أو شيئا ما يحاول ، منع بطل قصتك من حل المشكلة ، ولكى تجعل قصتك أكثر تشويقا فكلما تعددت محاولات ، البطل فى التغلب على المشكلة وفشله كان هذا أفضل وأكثر متعة وإبهارا .
الحل :
كيف يستطيع البطل في النهاية حل المشكلة ؟
لابد أن تنتهى القصة بنهاية مرضية …. وأفضل النهايات عندما يوشك البطل على التسليم بعجزه والإستسلام لكنه ينجح فى الدقيقة الأخيرة فى التوصل لحل المشكلة
قبل وقوع المأساة ليس ضروريا أن تكون مأساة عميقة بالطبع فقط يكفى التخلص من صراع القصة وهذا يجعلها شيقة وممتعة .
ارجع الى الرسم
التخطيطى الذى وضعناه للبطل ولاحظ هل يوجد من بين ملامح وخصائص شخصية البطل ما يمكن مساعدته فى حل المشكلة … سيكون جيدا جدا لو أمكن أن تتحول صفة سلبية فى شخصيته الى أداة قوية تمكنه من حل المشكلة .
اسال نفسك الأسئلة التالية :
– كيف يتمكن البطل فى النهاية من حل المشكلة ؟
– هل بالإمكان أن يستعين فى حلها بقوته الذاتية ؟
أسرار كتابة قصة جيدة :
– أطلق لذهنك العنان وكن مبدعا خلاقا .
– لا تحاول كتابة القصة وتنقيحها جزءا جزءا بل أكتبها كاملة مرة واحدة أولا ولا تجعل المحرر بداخلك يعمل قبل أن ينتهى الفنان بداخلك من عمله .
– فكر فى قصة أحببتها .. ما الذى أعجبك فيها ؟ هل يمكنك تحديد البطل الرئيسى والتجهيزات المحيطة والمشكلة وحلها ؟
– الكتابة تعنى اعادة كتابة فالنسخة التجريبية الأولى .. الدرافت .. لن تكون أبدا هى افضل النسخ , اكتب وعدل مما كتبت حتى تشعر بتمام الرضا عن العمل , غير الأحداث وردود الأفعال كما تشاء ولا تتقيد بنص سابق الى أن تصل بقصتك الى افضل تكوين لها .
– اكتب عن اشياء تعلمها وليس معنى ذلك أن تتقيد بما يحيط بك .. فمثلا لو كتبت قصة تدور أحداثها على سطح القمر فاقرأ وتعلم خصائص سطح القمر .
– وأقوى سر فى كتابة القصة هو … الممارسة , الممارسة , الممارسة .
Discussion about this post