معارضات في شكل مشاكسات لقصائد الدكتور حمد الحاجي .
بقلم الشاعر عمر دغرير.
(1)
وأُدفِئُها في سَخُون ضلوعي، وأعجُنها في طباق الجنونْ
وأعكِسُها فيّ، كالضوء طيّ العيون
تموت وتحيا بنور الصبابة.. لا من تراب وطين
ومن حبها، أنا، إن قلتُ للشيء كن فيكونْ!
……………………………………………
وتقولُ للشيْءِ كنْ ,ولكنّهُ أبدًا لا يكونْ …
لأنكَ نرْجسيّ الطباع ,تحبّ وتكْرهُ وتخونْ …
وكمْ ظننتَ في حبّها ظنا غير مظنونْ …
وكمْ في حبّكَ للنساءِ يلْعنكَ اللاّعنونْ …
()()()()()()()()()()
(2)
تعشقتُ وشم البداوة في زندها والذراع
منمّشة مثل آثار حبر بمحبرةٍ ويراع
وحين تلمستُ منها الأنامل وقتَ الوداع
كأن قد تعقبتُ فيها مجازا ومعنى تمنّع عني وضاع!
…………………………………….
أشكّ في أنّ لكَ في وشم الزنود سِيطٌ وباعْ …
وأنكَ أمْسكتَ بالفعْل طرَف أنامِلها والذراعْ …
فقطْ تخيّلتَ أنّها صافحتك ووجْهكَ خلْف قناعْ …
وإنْ حاولتَ خلْع قناعكَ فرّ العقل منكَ وضاعْ …
()()()()()()()()()()
(3)
وساعةَ سرتُ على الماء شاهدتها شهبا
وساعة أسْرِيَ بي وخرقتُ الكواكب والحُجبا
وكنتُ كما صاحب الخطو بالشوق مضطربا
لمحتُ على الباب: اسْمَيْنا باللوح قد كُتبا!
…………………………………….
وفوقَ الماء بتّ تُلاحقُ طيْفها مُذْ عقْلكَ ذهبَا …
وكمْ تريدُ مسْك النجوم البعيدة وتلعنُ السُحبَا …
وتظنّ أنكَ في السرابِ تقرأ إسْمها ولا عجبا …
إذا رأوكَ بكفكَ تغرفُ الريح وترقصُ طربَا …
()()()()()()()()
(4)
وتلبس شبشبها وترنو بعينيْ حجلْ
وتمسح فصّ الزجاج لتلمح وجهي أطلْ
أسافرُ في يدها ياسمينا وفلْ
فتنفخ في الكف أحلى قبلْ
……………………………………..
تكَسّرَ فصّ الزُجاج وطيْفكَ بعدُ ما وصَلْ …
وعيناها ظلت بين الشظايا لمّا صداك أهلْ …
وما لمستْ يدُكَ يدَها وما بقيَ للقاء أمَلْ …
بصمْتٍ أجابتكَ وخيْر الكلامِ ماقلّ ودلْ …
()()()()()()()()()()
(5)
على خدّها شامةٌ شَبهَ حبة التوت في المطرِ
تُلامسها دمعةٌ فتضوع كما مِسكة تتناثر من دررِ
فأدنو ألَملِمُ غصّتها بنشيد من الفكرِ
تفيق وتغفو كما اللحن بين الكمنجة والوترِ
……………………………………….
وشامتها من بعيد تثيرغرائزكَ ولا شيء منكَ قدْ تنتظرْ…
وأنتَ على بابها تطيلُ الوقوف,تراقبها ولا تكتفي بالنظرْ…
تريد الوصول إليها ولكنّها تخْتفي فجأة ومِنكَ تفرْ…
لتبْقى وحيدا تئنّ وتجْمعُ غصّتكَ تحْتَ وقع المَطرْ …
()()()()()()()()()()
(6)
أقلّب أمري وأبحث: هل لها بعض عيوب؟
أخالف قلبي أقول: سأعشقها ساعة وأتوب
ولكن الصبابة تحلو إذا ما أتت بالغروب
فحبي لها فوق ما عشقت أضلع وقلوب
…………………………………………..
أخذتَ قراركَ ولاتهمّ المحاسن والعيوبْ …
وواصلتَ ملاحقة الوهْم بجميع الدروبْ …
وخالفتَ قلبكَ حين دعاكَ لمحْو الذنوبْ …
فهي إنْ عشقتْ غيركَ ,فما لكَ فيها نصيبْ …
Discussion about this post