فى طفولتنا كنا نسعد جميعا عندما نتحلق حول جدتنا وتحكي لنا حكاية شعبية او قصة خيالية ، وعلى الرغم إن جدتنا لم تكن تعرف مهارات السرد إلا أنها كانت تتحلى بالصبر والأسلوب الممتع الذى يجعلنا نواصل الاستماع بشغف لكى نصل إلى نهاية القصة ولاشك أننا نريد أن نتمكن من مهارات حكى السرد لأطفالنا ونتعرف على طبيعة الحكي للأطفال ولكن مامفهوم القصة الشعبية ؟
الحكايات الشعبية عبارة عن قصص شائعة وتعتبر أسهل أنواع القصص التي يمكن أن تروى‘ فضلاً عن بساطتها ومتعتها وسهولة فهمها وبنيتها الأساسية التي تضفي روح الفكاهة والمرح على طابعها التعليمي والتفسيري. وتوجد الحكايات الشعبية في كافة الدول وبجميع اللغات .
من الحكايات الشعبية التى موجودة فى عالمنا العربي ( على بابا والأربعين حرامي ) ( أمنا الغولة ) ( علاء الدين والفانوس السحرى ) وغيرها من القصص التي تربينا عليها ، ولكن كيف لنا أن نتعرف على قصص جديدة ونبدع فى حكي القصص الشعبية ؟
يجب عليك إختيار القصة التي تناسبك وتناسب المتلقِّين وذلك بإتباع الإرشادات التالية:
- النظر إلى أعمار المستمعين؛ هل هم كبار بالغين أم مراهقين أم أطفال، حيث يفضل في حالة اختلاف الفئات السنية للمستمعين إختيار أنماط متنوعة من القصص تناسب كل فئة.
- الإهتمام بالنوع؛ هل مستمعيك فتياناً أم فتيات أم رجال أم نساء؟
- مراعاة المستويات الإجتماعية والفكرية لدى جمهور المستمعين.
عموماً يستمتع الصغار بالقصص المثيرة ذات الحبكة الدرامية والمليئة بالحركة فيما يفضل الأطفال الأكبر سناً والكبار القصص الهزلية والتي تتفاعل شخصياتها، غير أن جميع الفئات السنية تجد المتعة في إيقاع الرواية وتناغم وتسلسل أحداثها. لذا يجب سرد القصة بصورة جيدة ومراعاة التدرج والتسلسل مع إضفاء القليل من التريث وتجنب الأساليب التي تصيب المتلقي بالملل.
قم أولاً بقراءة القصة بعناية بغرض الإستمتاع بها. من ثم عاود قراءتها لعدة مرات ثم قم بتحليل بنيتها؛ بعد ذلك، قم بتخيل جميع مشاهد القصة وتعود على هذه المشاهد وشخصياتها وقم بتصوير هذه المشاهد وملامح الشخصيات في ذهنك. كيف تبدو الشخصيات الرئيسية؟ وما هو لون شعرها؟ وما هي الملابس التي ترتديها؟ وهل تدور أحداث القصة داخل مباني أم في الفضاء الفسيح؟ في الصيف أم في الشتاء؟ إستخدم حواسك لتلمس القصة وتتذوقها وتسمعها وتراها، وسوف يساعدك ذلك على في عملية الوصف عند سرد القصة
إدرس القصة وأحفظها عن ظهر قلب وأعلم إنك سوف لن تقوم بقراءتها على المستمعين بل ستحكيها لهم من ذاكرتك، ولا يعني ذلك بالضرورة أن تقوم بحفظ القصة كلمة بكلمة بل فقط المشاهد والأحداث التي تنوي نقلها للمستمعين.
وربما يساعدك حفظ بداية القصة ونهايتها، ولكن عليك دوماً التأكد من أنك سوف تبدأ القصة وتنهيها بالصورة الصحيحة عند أعادة سردها مرةً أخرى. كذلك يجب عليك حفظ أية عبارات أو قوافي خاصة هامة بالنسبة للحبكة الدرامية للقصة؛
يصبح الراوي جاهزاً لسرد القصة عندما يتأكد من إتقانه لها، لذا تذكر أن هدفك هو نقل القصة للمستمعين وأنك تريدهم أن يكونوا قادرين على تصور كافة المشاهد في مخيلتهم تماماً كما تريد، حيث يجب أن تجعلهم يعيشوا القصة بكل أحاسيسهم. بإمكانك تحقيق ذلك من خلال توظيف صوتك وذلك بتطبيق بروفات بالصوت العالي تمكنك من سماع القصة والإحساس بها. ويجب التركيز على الإرشادات التالية أثناء البروفات:
سرعة السرد: يجب أن تتباين السرعة حسب الحدث أثناء السرد
- الإيقاع: الإيقاع أداة جيدة لإضافة شيء من التشديد على القصة، غير أنه يجب الحذر لتفادي إستخدام المؤثرات البلاغية الغنائية المفرطة ومع ذلك نجد أن إستخدام هذه المؤثرات بصورة متوازنة وحكيمة يساعد على دعم البنية الدرامية للقصة، حيث أن الأطفال على وجه الخصوص يحبون هذا النوع من الحوارات المنمغة.
- تغيير المقامات الصوتية: يقصد بتغيير المقامات الصوتية رفع وخفض الصوت عند نهايات الكلمات وهي أداة مؤثرة تعزز المعاني وتقوي النواحي العاطفية والإنفعالية للكلمات. على سبيل المثال رفع الصوت في المقطع الأخير
- الوقفات: الوقفات ترفع من درجة التشويق والإثارة لدى المستمعين؛ حيث أن الوقفة القصيرة قبل تغيير الأفكار وقبل الكلمات المهمة وقبل الأحداث الهامة يخلق نوعاً من الفضول لدى المستمعين. كذلك فإن الوقفات بعد المقاطع الشعرية والخيالية تسمح لجمهور المستمعين بأخذ الوقت اللازم لاستيعاب المعاني المقصودة قبل مواصلة سرد القصة.
- درجة الصوت: زيادة النبرة الصوتية يعطي مؤشراً للإثارة أو الاندهاش أو الإنفعال فيما يضفي خفض الصوت لدرجة الهمس المزيد من التشويق والإنفعال العاطفي.
- يجب النظر بعين الإعتبار للنصائح التالية عند التحضير لسرد القصة:
- إختر القصة ذات البنية البسيطة وغير المعقدة وإستخدم خيالك لمتابعة خيط القصة وتسلسل أحداثها.
- قلل عدد شخصيات القصة لأدنى حد ممكن، حيث أن كثرة الشخصيات في القصة تؤدي إلى إرباك المستمعين وتشتت تركيزهم.
- قم بحذف الأجزاء التي تبطيء سير القصة أو تلك غير الضرورية للحبكة الدرامية.
- تأكد من إبراز الأفكار الهامة أو المزاج أو الروح التي تعبر عنها القصة.
ويجب أن تكون الجلسات الخاصة بإلقاء القصص غير رسمية وعفوية وأن يكون المكان والجو العام هادئاً ومفعم بالإسترخاء والحميمية. لذا أطلب من المستمعين الجلوس في وضع نصف حلقي في مواجهتك. لا تقف خلف منصة أو أي عائق آخر بينك والجمهور.
- الحكايات الشعبية هى احد الوسائل الممتعة لتلقي المعلومات والسلوكيات غير المباشرة للطفل ولاشك أن التوجيه المباشر للطفل يعد احد الوسائل الغير مجدية التى لا تصل بنا إلى أهدافنا المرجوة فى تعليم السلوكيات ، ويجدر بنا الإشارة لأهمية التعرف على التراث العربي من اجل استمداد الحكايات الشعبية الاصيلة التى تعرف أطفالنا أدابنا وتقاليدنا العربية وخصوصا فى عصرنا الحالى الذى يلجأ الآباء إلى تعليم أبنائهم فى مدارس لغات وهذا يعكس الثقافة الغربية التى بها كثير من العادات التى لاتتناسب مع طبيعة المجتمع العربي
- إن الحكي وجاذبيته وأسلوب الراوى له أثر بالغ فى نفوس المستمعين من الأطفال لذلك عرضت الطريقة الاجرائية التى من الممكن أن يستفيد منها الكثير من التربويين من أجل التعامل مع الأطفال
Discussion about this post