دعني ..
بقلم الأديب هاني ابو مصطفى
دعني وشأني .. أيها التكفيري
أنا من أُقرِّرُ في الحياةِ مصيري
دعني أُمارسُ ما أُريدُ بشرطِ أن
أحيا ولن أُؤذيْك في تعبيري
دعني كما فهمي أتخشى رحلتي
وتخافُ مِن فكري ومن تصويري
وإلى متى ستظلُّ تمنعُ رؤيتي
أظننتَ يقبلُ أن يُهانَ ضميري
وأنا اعتقدتُ على يقينٍ بيّنٍ
أنّ الحقيقةَ داخلي بشعوري
عندي دليلي كيف أُخضِعُ حُجّتي
لدليلِك المبني على التنظيرِ
وقد اختبرتُ عقيدتي فوجدتُها
محفوظةً بمصفّحاتِ النّورِ
إني على التوحيدِ أعرفُ أنّ لي
ربًّا وأُدركُ أنّ لي مقدوري
آمنتُ في طه النبيِّ وآلهِ
لكنّ لي فيهم طريقَ عُبوري
وبهم لجأتُ إلى السماءِ فلا تكن
أنتَ الوصيَّ أنا معي تدبيري
أنا لن أُسيءَ إليك بل كُن واثقًا
من طينةٍ طهُرتْ جميعُ جُذوري
أمشي ويمشي الخيرُ حول مآثري
فوق الغُصونِ الطيّباتِ طُيوري
لا قتلَ في لُغتي حياتي بسمةٌ
خضراءُ ليس بها انعكاسُ شُرورِ
والحقُّ كُلُّ الحقِّ يملأُ جُبّتي
سَيري الذي قدمي عليهِ سُروري
دعني وشأني فالرواياتُ التي
بيديك لم تقطع مدارَ ظُهوري
الله لم أعرفْهُ
فيما رُحتَ ترويهِ
من الأقوالِ دون سُطورِ
دعنا نعيشُ أحبّةً فالأرضُ
يابسةٌ وفوق
الأرض لستَ حصيري
لك دينُك الترضى ولي ما أرتضي
أبعد سريرَك فهو ليس سريري
وأترُك مزاجَك ليس كُلُّ مُخالفٍ
خصمًا ونم مُتنعّمًا بحريرِ
حين اشتركنا في عراقٍ واحدٍ
لافرقَ بين السترٍ والمستورِ
سرُّ البناءِ هو التآلفُ بيننا
لا أن تُكفّرَني بلا تبريرِ
اقرأ زمانَك جيدًا كي لا ترى
خطئًا وكي تمضي على تقريرِ
اليوم قانونُ الحياةِ تبدّلت
أطوارُهُ ومفادُهُ تحريري
حتى وإن أنا مُتُّ لايُجدي معي
أنا جيلُ مُقتبسٍ من التغييرِ
ما كُلُّ ما أمْلوا عليك كتابةً
بالحقِّ إنّ الحقَّ غيرُ حقيرِ
خُلقَ ابنُ آدمَ عارفًا يحتاجُ أن
يُبنى لهُ صرحٌ عظيمُ السُّورِ
لا أن تُصيّرَهُ على ما تشتهي
أتجرُّهُ بهواك جرَّ أسيرِ
دعني وشأني لا تُشوّه سُمعتي
كذبًا لقد غلبتْ عليك أُموري
سُرقت بلادي من جميعِ جهاتِها
وأحالها الباغي إلى التدميرِ
يا أنت لاتفرح قريبًا تنجلي
عنها الخُطوبُ بقائدٍ منصورِ
وعدٌ على هذا العراق بأنهُ
سيقومُ يبحثُ عن رغيفِ شعيري
وسيطردُ المتطبّعين على الخنا
والخانعين لقاتلٍ مأجورِ
إني سأركبُ في العُلا طيّارةً
واركب إذا ما شئتَ أيّ بعيرِ
وسأقرأُ الكُتُبَ التي فيها الهُدى
فالحُبُّ مصباحُ الهُدى المنثورِ
غيرَ المحبةِ لن أُبايعَ حاكمًا
ومُخالفي في الحُبِّ ليس عشيري
فمسلّتي وطني أنا لا أنتمي
لسواهُ فاترُكني لنفخةِ صُوْري
أحكمتُ قُبّعتي لهُ هو يدري بي
أنا من صحابتهِ فطاب حُضوري
Discussion about this post