كم أنا لست أنا
—
كم أنا لستُ أنا تحملُني
غيمةٌ حبلى بغيثِ الأغنياتِ
رافعًا عيني إلى ما أشتهي
مِنْ رغيفٍ مفعمٍ بالأمنياتِ
ألبَسُ الأزهارَ ثوبًا دافئًا
فيهِ أنجو مِنْ رياحٍ عاتياتِ
تلثمُ الدّنيا شفاهي فأرى
فمَها يحسو كخمرٍ قبُلاتي
إنّني أكرهُ ما أجهلُهُ
راغبًا في كشفِ وجهِ الخافياتِ
وأحبُّ الصّمتَ يغزو عالمي
ويلاشي ضجّةً ثارت بذاتي
كم تكسّرتُ كغصنٍ يابسٍ
وشكتْ لطْمَ سنيني دالياتي
ولكَم شئتُ ربيعًا مزهرًا
فأتاني مستباحَ الزّهَراتِ
وطلبتُ الضّوءَ يمحو عتمتي
فغزت ضوئيْ جيوشُ الظّلُماتِ
وأتيتُ الشِّعرَ أرجو عونَهُ
فأتت عرجاءَ تمشي كلماتي
كلُّ ما رمتُ من المعنى ذوى
عشبُهُ والحِبْرُ جافى صفحاتي
صوتُ مزماري تقسّى صوتُهُ
ونأتْ عنّي خيولُ الطّيباتِ
ونمتْ أسئلتي في داخلي
مثْلَ شوكٍ نبتتْ في جنبَاتي
لا جوابٌ يقتلُ الحيرةَ بي
والّذي حولي ضبابُ المُبهَماتِ
أين تمضي سفني مثقَلةً
لا ترى شطًّا وتبقى في شتاتِ
أيّها الدّهرُ أزِلْ عن معطفي
بُقَعَ اليأسِ وجمرَ النّكَباتِ
كم أنا لستُ أنا في لغةٍ
ميْتةٍ فيها تردّتْ مفرداتي
أبتغي لفظةَ موجٍ هادرٍ
في فمي تسمو على كلِّ الّلغاتِ
إنّني فيها سأنهي غفوتي
وإلى صحوٍ ستعدو مركباتي
كم أريدُ اليومَ أنْ أكتبَ في
صُحُفِ الدّنيا حكايا معجزاتي
راسمًا فيها تصاويرَ غدي
ناسيًا قبرًا بهِ تغفو رُفاتي
—-
القس جوزيف إيليا
٩ – ٥ – ٢٠٢٢
Discussion about this post