( مقدمة فنية )
لمجموعة قصص
الكاتبة هيام جابر عبدو …….من سوريا
______________ عادةً وفي واقع الفن . هناك افتراض واع معناه أن كاتب اي نص هو ناقده الاول. حتى ولو بمستوى الذائقة والحس الانطباعي البسيطين قبل كل شي . فالقاص اول مايتخيّل واقع قصته. ونسمي ذلك تقنية حصر . اذا حدّدَ ومسح وثبّتَ احداثيات مادته الخام. والتي بطبيعتها تختلف ايما اختلاف عن اجتهاد محدث كالخَلْق الشعري .
وهذا منظور نؤكّد عليه أنّ القصة والرواية في كتابتها ليست كقصيدة الشعر .
الشعر يُبْتكر بخلقه ابتكاراً من قبل ذات سامية. وبشهودية ووجودٍ كوني.
والرواية والقصة واقع مخلوق سلفا .كان وجودا مثَّلَهُ أفرادُه وصيّروه واستنتجوا منه تنوّعات الكمي والنوعي الواقعييْن بزخارفه وركاكاته .
انما الذي نريد تأكيده هنا ومن خلال مقدمة مجموعة القاصة ،/هيام جابر عبدو./
تفسيرية فعل فني .كيف اشتغلت كاتبتنا هذا الواقع الجميل والمغري .
نعم كانت وكل قاص يحمل تاريخا جماليا حتميا عن ما رأى وشهد في حياته ومكانية وجوده.
يبقى هذا محمولا بشكل جمعي مؤرشف في خانات الذاكرة والتخيّل. لحين ورود حاجة ونقص في الزمكان .فيؤشّر حالاً وبمحرض خارجي او داخلي ذاتي في كنه المبدع. ليحيي الترميزاتِ تلك إلى واقع محدث جديد يصوغه .فيقدمه ليُسدَّ النقص باعتباره العَوَض الناجز.
هيام القاصّة اشتغلت هكذا فلسفةً نقديةً ومن وجهة نظرنا.
استشرفت على واقع تشهده والإشارة كذلك من واقع مثالي غيبي آخر .نحن نعمل هكذا لأننا مثاليون وواقعيون في نفس الوقت. هكذا منظورنا ومدرستنا في الاعتبار المكاشفاتي نحس ونشعر أن الطبيعة وماوراءها معنا في وحدة خلق لابتكار عمل فني قصصي..
فالاقرع . ودرس خصوصي . والعريس .
وخلف القضبان . وهدية دافئة . و على غير العادة .
وفنجان مقلوب . جريمة فوق الماء.
وحب على حبل معلّق .
وغيرها من قصص المجموعة ..
هذي العَتَبات من العناوين في نظر هيام كانت واقعا محمولا معها . قد من فترة طفولتها تجد هناك اشياءً ومن شبابها .استوقفتها فخزّنتها في اللحظة لانّ وبمثل ماذكرنا أن القصة واقع كان . واقع مثَّلَهُ أبطالُه في وقته. وراحوا إلى حيث درجت بهم فهارسهم في الدهر.
بعدها جاء المبدع ظانًاً وبربوبية عالية أن ينقّب الأثر يحيي ويختزل يصفّي ويرشّح يحقق فكراً ويدقق معادلته الجمالية..ليخلق لنا تاريخا من النوع السليم.
هيام واقعية في مسوحاتها
وكشفها الفني في حركتها .
تثير بك مؤانسةَ القصّ وانت تتابع خليقةَ قصصها
حد أن تنجذب ومن حيث لاتدري توّحدتَ مع العمل.
وشيئاً فشيئاً تجدك مرتوياً
مما تابعت حتى المختتم والنهاية.
وبفعلها هذا بوّبتْ للحدث ومدى تأثيره على الحياة والوقت . من جانب المجتمع وتفكير الأفراد ومن جانب السياسة وأثرها المزعوم سلبا وايجابا.
والكاتب هنا في قصصه نراه ملتزماً تمامًا لم ينس قضيته ابدا رغم سَرَحانه مع التفاصيل ولذّتها .
القاصة تراعي على طول خطوط المتابعة القيمَ واريحيات ماتؤمن به الناس وطريقة تفكير الحق.
ولنعرّج كيف نفرت من طالبتها عندما عرفت أنّ أباها يتاجر بالممنوع وما تلوّثت به البنت ..
هجرت المدرٌسة ذلك..
هنا القاصة ايّدت السنن والقوانين.
المجموعة جميلة وتاخذك إلى مدرسة الكتّاب القدماء
بداية القرن العشرين وهذا خط ومدرسة .طالما عبّرت وأثْرَتْ جيلاً بكامله .
استخدمت هيام التوالد المقطعي للرفد وبايقاع متصل ومتواصل مع مادة الحدث وبؤرتها.
اي حينما تنتهي الصورة وما أدلت به رموزها. تستدعي مقطعاً تلده مكتشفات المعنى ليخدم غرض القصة واحاطاتها الفنية..
وهذي صفة غالبة عند السيدة الكاتبة.
كذلك صفة أخرى عظيمة أنها تعرف جيدا وبحكم الخبرة القصصية مايليق ومايتوائم مع التناقضات تضايفاً وتضامًاً .
اسلوب ولغة لذيذان . ومن السهل الممتنع كما يقول المثل ..
ا. حميد العنبر الخويلدي
حرفية نقد اعتباري
العراق
Discussion about this post