رقصة الموت بين الحب وفك الحوت بقلم الشاعرة حميد جاسم الطائي

رقصة الموت بين الحب وفك الحوت

بدأت في 22/4/2017
وأنتهت في 27/1/2022
عدد الرقصات 108

الأماني بدأت والخيال واسع
.الرقصة كانت في منتصف الشارع..
وقتها تعطلت كل دوائر الدولة
وتوقفت المدارس والمصانع
وأطلقت صفارات الأنذار
وفي جميع مدن العالم أطلقت المدافع
رقصة كانت غريبة من نوعها
أنا راقصتها أيضا رغم الفرق الشاسع
و المسافات بيننا والحدود
والبحار والسدود
رقصت على نغم جراحي
وأنا صدقتها
زرعت لها القرنفل في كل المرابع
وجهها كالقمر
ضحكتها انغام على وتر
كانت تلبس أصداف على رقبتها
وأسوارا تقليديا في جيدها

همست بأذني بعد رقصتها
همسها كأنه آذان في كل الجوامع
سألتني من أنت ولأي جيش تنتمي
سألتني خجلة تغمض عيناها
كأنها سنين لم تنمِ
قلت لها ياأنثى أنا عراقي
جذوري سومرية وأكدية
وتغطي الشمس أوراقي
قالت من أنت أزدنا
قلت لها حميد أنا
سوف يكون سجني على يديكِ
وأعلم لم أحرر وثاقي
أهبك نار قلبي
خذي مني كل أشواقي
رقصت تمايلت كأنها
رقصة موت دمعه
بين الرمش والأحداقِ
قالت سوف أرقص لك كل يوم
الى يوم التلاقي
شعرها مجنون
وماأجمل كحلها بالعيون
رقصت أنا رقصت المنتصر
أو الخاسر
هذا حدس مقاتل وشاعر
في اليوم التالي
ارتدت ملابس شفافة سوداء
رقصت على امل اللقاء
قلت لها تزيني
أكتحلي
تغنجي تدللي
وصعدت أنفاسها للسماء
كان في رقبتها سلسال من قماش
كانت تلعب كطفلة تتغنج لي فوق الفراش
دميتها كلب أسود
انفاسها جزر ومد
كانت تحلم أن ترقص عالشاطئ
وتنثر برجلها الرمال
كانت تحلم أن تنام بحضن دافيء
من الصبح حتى يختفي الضياء
قالت تعال عانقني
خذني حد الأحتواء
بقلب نقي. بدون رياء
بعد الشهر الاول والعاشر
من نيسان الى كانون الأول
رقصت على ضحكتي
التي كانت لها ضياء
وفي كانون الثاني
أحتضنتها
في ليلة ماطرة من ليالي الشتاء
تعبت من الرقص
قالت تعال داعبني
تعال نشعل الشمع
عانقني
لأن قبلتكَ خير دواء
قبلتها ذابت
في قبلتي
لأنها شفاء
نامت على ذراعي
بعد إن تعبت من الرقص
ضممتها شممتها
بكل نشوة الجنس والإشتهاء
لثمت لسانها
كنت عطشانا
قبلت شفتيها
بكل أرتواء
ثم رقصنا
هل تعرفون كيف رقصنا

رقصة الموت
بعد كل هذا العناء

حميد جاسم الطائي