عندما تنزف الأقلام ألما
نزيف بقلم
الإنسان / محمد البنا
يجري في نهر ألم
*خواطر مبعثرة
سامريات الخيانة*
للأديبة العراقية / جمانة الزبيدي
………………….
النص
خواطر مبعثرة
سامريات الخيانة
إيهٍ ياقلب…لقد تعبتْ، ماعاد بأمكاني رتق جروحي التي شوهت روحي، أعذاري!!!!! لم تعد تجد مكان غرزة تنسجها لرقع مايتمزق.
بابتسامة باهتة قدمتُ الإفطار لأطفالي؛ إنزويتُ جانباً وأملتُ برأسي،أنوء بثقله على أكتافي، ألقيته على متكأ الأريكة، غادرتني روحي فور إغماضة عيني، إلى تيه من المشاعر المتلاطمة ، تحيط بي أفكار السامري بضلالها من كل صوب، لتمزق توحيداً إعتنقه قلبي منذ سنوات ثمارها أزهار عدة،
أواه، من أين لي بمن ينهي خلوته، ويأتيني يقينا يباشر قلبي،وعليه يربط ، تملكتني الحيرة ،بين عاصفة هوجاء قادمة من خلف تلال التراكمات،تقتلع كل مايواجهها، وبين مهادنة تضيف كومة جديدة لملحودة بدأتْ تقبرني، أرجعني من دائرة التيه صوت ولدي وهو يجرجر ثوبي؛ أمي أريد المزيد من الحليب.
نظرتُ في عينيه،خيل إلي للحظة أنه يستجديني الصبر ،ويتوسلني التحمل، زفرتُ بتنهيدة حارقة،وندّت مني دمعةخجلى، إحتظنته وشممته بقوة وأنا أقبله وألوذ بصدره الصغير و…….بكيت.
جمانة الزبيدي.. العراق في ٢٧ يونيو ٢٠٢٢
……………….
القراءة
عندما يكتبنا الألم لا نكتب بمداد القلم، وإنما بنزف روح، نبوح للأوراق الصماء لتشاطرنا وجع الجروح، لا نرجو منها دعاءا ولا ننتظر منها دواءا، فقط نرى فيها وعاء يستوعب حجمه اللانهائي آهات قلبٍ جريح، لم تسعها حنايا من نحب، ووسعتها ورقة صماء..هكذا شعرت وأنا أمر بعيني على تلك السطور النازفة، بينما قلبي يواكبها نزفًا بنزف، اعلم أنني ناقد، وهممت بتناول هذا النص نقديا، إلا أن مشرطي خانني- وأعذره- فبدلًا من تشريطه لفكرة النص وحبكته ولغته ومعالجة فكرته، إذا به يشرط ما بين ضلوعي، فبكيت وبكيت وبكيت، ليس ألما وليس ندما وليس حسرة، إنما نبش في قلبي فأخرج من قبوره المتعددة ما حرصت عمرًا على تناسيه، ليسردها أمامي دموعا وآهات حسبتها ماتت وقبرت، فإذا بها حيةٌ تسعى، وتلدغني وتلدغني وتلدغني..أي شقاءٍ هذا يا سيدتي!!
( أعذاري لم تجد مكان غرزة تنسجها لرقع ما تمزق) .
هل بعد هذا الالم ألم!!
(تحيط بي أفكار السامري بضلالها من كل صوب، لتمزق توحيداً إعتنقه قلبي منذ سنوات )..يالله!!..ما أروع التشبيه وما أوفقه!!.. السامري الضال المضل لقومه، تمكن منها ليمزق إيمانها به واعتناقها لرباط أبدي ما شاءت له انفصاما، ليأتي هو بغائلته يمزقه أربا..هل بعد الكفر ذنب!!
(تملكتني الحيرة ،بين عاصفة هوجاء قادمة من خلف تلال التراكمات،تقتلع كل مايواجهها، وبين مهادنة تضيف كومة جديدة لملحودة بدأتْ تقبرني،)..وتأتي المرأة الصبورة المحتسبة المفوضة أمرها إلى الذي لا يغفل عن ظلمٍ ولا ينام، لتنازع نصفها الآخر..المرأة المكلومة الثكلى في حبها الملحدة بزوجٍ آمنت به وأمنت له، الملحودة في قبرها الذي واراها فيه دون مودةٍ ولا رحمة، لينبثق أمل طائف نجاة مؤقت ( صوت طفلها ) لينتشلها من غياهب جب الحيرة إلى حين.
قُبرتي، وقُبرت قبلك، وأخرجك بكاء طفلك من ظلمة ليلٍ دامس، إلى فضاءٍ لا نور فيه، وأخرجني نزيفك من قبرٍ لُحدت فيه عمرا، ظننته مات فإذا به حيًا ينشب في مخالبه ويغرز في قلبي أنيابه، فأنزف وأنزف وأنزف.
محمد البنا..القاهرة في ٢٧ يونيو ٢٠٢٢
Discussion about this post