متابعات في أسطورة الأدب الرفيع لمؤلفه الدكتور علي الوردي
بقلم:إنتظار الوردي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولاً:جاء في المقالة الثانية للدكتور محي الدين والتي كانت مع جملة من مقالات أخريات دونها لنقد أفكار الدكتور الوردي أنّ الأخير يلم بإصلاح الإملاء العربي ويطالب بكتابة إسم فاعل(حكى)بالياء دائماً خشية الالتباس بإسم فاعل(حك) فهو(حاك) بتشديد الكاف وبحسب ماتم تدريسي إياه في المرحلة الجامعية على الأقل أقول: أنّ الفعلين لهما فاعل واحد رسماً ولكل منهما فاعل لفظاً.
أي أنّ: فاعل الفعل (حكى) هو(حاك) بتنوين كسر الكاف لأنه إسم منقوص نكرة إنتهى بالياء فحذفت وعوض عنها بتنوين كسر الكاف،أما الفعل(حك)ففاعله(حاك) بتسكين الكاف إذا لفظت مفردة أو تنوين ضمها إذا وردت في جملة وبهذا يتم نفي أي إلتباس مشكوك بحدوثه.
ثانياً:في المقالة الأولى من هذا الكتاب للدكتور الوردي والمعنونة(الأدب والإجتماع)ذكر إنّ الأدباء يرون أنهم يمكنهم التدخل في شتى العلوم أما الأدب فهو محتكر لهم من وجهة نظرهم وأرىى قوله هذا غير صحيح على الإطلاق إلا إذا كانوا نقاداً فالناقد ناقد الأدب والدين والتاريخ والإجتماع…إلخ وإلى حد ما فإنّ تدخلهم مقتصر على المواد النظرية ليس إلا إذا ماإجتهدوا ودرسوا فرعاً آخر مع الأدب والنقد ومايلحقهما من فروع اللغة إذ يبقى أصحاب الإختصاص أولى وأدرى أما بالنسبة لإحتكار الأدب على أناس دون آخرين فهذا أمر مرفوض أيضاً لأنه علم مثله كمثل سائر العلوم من مال له وإجتهد فيه وتمعن بقواعده وأساسياته كان له نصيباً منه.
ثالثاً:يوضح الوردي أنّ سبب دعوته لتيسير اللغة العربية هو عدم حبه لرؤية القارئ يبتعد عن هكذا كتاب لأن وقته أضيق من أن يقضه في البحث عن معاني كلمات لا يعرفها ولا يدرك القصد منها وأنا لا أجد ضيراً في معرفة القارئ الكريم معاني الكلمات ومقاصدها فإنّ من يستهويه كتاب ما في أي مجال كان أو حتى موضوع من كتاب يحاول جاهداً أن يعرف عنه كل صغيرة وكبيرة مهما كانت لتكون لديه فكرة كاملة وليأخذ حقه من التعلم فمثل ذلك مثل النص الشعري إذ لابد أنّ قارئه يبحث عن معناه بعدما يطلع عليه وما إن تعسرت عليه مفردة أو جملة تجده باحثاً عن معناها في المعاجم والقواميس المخصصة لذلك.
رابعا: في مقالة للدكتور الوردي والمعنونة(بين اللفظ والمعنى)وتحديداً في فقرة تذمر الشعراء المحدثين ذكر المؤلف قولاً للشاعرة نازك الملائكة والمعني بثقل القافية في الشعر العربي:((انها كانت دائما هي العائق،فما يكاد الشاعر ينفعل وتعتريه الحالة الشعرية،ويمسك القلم،فيكتب بضعة أبيات،حتى يبدأ محصوله من القوافي يتقلص،فيروح يوزع ذهنه بين التعبير عن انفعاله،والتفكير في القافية،وسرعان ماتفيض الحالة الشعرية وتهمد فورتها،ويمضى الشاعر يصف الكلمات ويرص القوافي دون حسن)).’١’
كان الأجدر بالشاعرة-رحمها الله-لو أنها إستبدلت مفردة (يروح)بأخرى أكثر ملائمة لأن هذه المفردة شعبية فمثلاً لو أنها قالت:(فيشرع بتوزيع ذهنه..) أو(فيصير يوزع ذهنه)إذ إنّ(يصير)مضارع الفعل الماضي الناقص (صار) وهو من أخوات (كان).
خامساً:في المقالة التاسعة عشر من المقالات التي نشرها د.علي الوردي في كتابه(إسطورة الأدب الرفيع) والمعنونة(النحو والشعر)كانت في مقدمة المقالة عبارة تقول:((هذا هو الذي جعل النحو العربي كثير الالتياث والتهافت))
أليس الأجدر بأن يقال:كثير التلوث والتهافت.وهو ماموجود ومتعارف عليه في اللغة العربية واللهجة الشعبية الدارجة ثم إنه من أين أتى بهذه المفردة،ومن أي معجم؟وكيف يدعو إلى تيسير اللغة العربية من جهة تفادياً للبحث عن معاني المفردات ويحورها ويصعبها من جهة أخرى؟! وماذا نسمي ماقام به؟
علماً أنّ( التلوث) أنسب وأكثر إستساغة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١)اسطورة الادب الرفيع/د.علي الوردي/٨٩
Discussion about this post