” وحدها كانت تعلم النهاية ”
قصة قصيرة
بقلم/ محمد البنا
……..
لا يأبه بانحدار الطريق، يمضي لاهثًا تتسارع أنفاسه، واثق الخطى لا يلتفت خلفه أو يتلفت حواليه، عميّ عن نهاية الطريق، قال آخر : لم يرها!
عارضه آخرون : بل رأها.
صرخت إحداهن ملتاعة : وآسفاه!..لقد سقط
هللت أخرى مبتهجة وهى تفتح ذراعيها على امتداد استقامتهما : بل حلّق بجناحين من شوقٍ وحنين
أضاف آخر : ها هى دموعه دررًا تسّاقط على العاشقين، فينبتون زهورا
أضافت أخرى والوجد يتشبب : لم لا وهو أميرهم!
انشقت الصفوف عن أحدهم عاقدًا حاجبيه مهمهمًا : بل يستغيث من جمر دمعاته قاطنو الجحيم
تصدى له آخر قائلًا في ثقة : تناهى إلى سمعي تهليلهم وهم يتبردون بها..لقد..لقد كانت عليهم بردًا وسلاما
طبعا يا عزيزي ليس لدي شكًا أنك غمغمت متأففا
“لعنة الله عليه، هو في النار ”
أو ربما تعاطفت معه واعتبرته شهيدا، ونصيحتي لك ألا تكن انطباعيًا، وتتعجل في إصدار أحكامك قبل أن تعرف من هى، وما أدراك ما هى!
من ثقبٍ ضيقٍ في زاويةٍ قصية مظلمة من كادر المشهد كانت تتابع في صمت.
في البدء كانت كلمة، أعقبها حديث، كلما تمدد انتقص من شيخوخته، إلى أن صار رجلًا وقورًا متزنا، ثم تسامى فبدا شابًا عاشقا، ومن ثم أينعت الحروف نجوى، فتعملق طفلًا يتعلق بطرف ردائها، طرحت الكلمات ثمارا، ثقُل عليها حمله.. لذا تخلت عن ردائها..عاريةً مضت.
محمد البنا..القاهرة في ٢٦ يوليو ٢٠٢٢
Discussion about this post