رسالة من الكاتب والناقد والقاص المغربي عضو النافذة صديقي الأستاذ بلقاسم سداين على شكل
قراءة نقدية في نصي “ملحمة لقاء بين معلوم وموهوم”
(تجدونها كذلك على شكل تعليق على النص في صفحة حسابي الرسمي)
كتب الاستاذ بلقاسم سداين:
تنامت داخل هذا النص الشعري فجوات مُشرعة على خصوبة التّأويل الرّحب ، والتوليد الشاسع..لحمولته، وكثافة ظلاله الدلالية..
بدءً من العنوان(ملحمة لقاء بين معلوم وموهوم)
إلى آخر حرف في القصيدة ..
بقلم خالد بوزيان موساوي
فنجد شاعرنا يركب بمهارة الفارس صهوة الإبداع، ويتربع بزهو توثيقي لأحاسيسه بعيون ترى ما لا تراه عيون أخرى.. إنها عين الشّاعر في مناجاته لذاته القلقة، والمسكونة بوجع أسئلة تستمدّ توهّجها من عالمه المحيط به في محاولة أكيدة، لخلق انسجام، للقبض بالحلم الهارب..فتطاوعه في هذا السّفر الفنّي آليات إبداعية غزيرة، ولغة تفيض مفرداتها بعبق الأمل المُشتهى..و وصف وتصوير فيقول:
سقطت سهوا
كما نيازك لعنة
من سدرة المنتهى
ومن هذه الآليات أسلوب الاستفهام
يقول:
كيف أضمد شروخ مرآتي
…..
كم سطر ….
من تجاعيد شاهقة
ويعتمد في نظمه على توظيف الأسطورة
فينشد:
حيث سمعت منطوق
اسمي
متورطا
في إحدى قصص
شهرزاد
ولل
وللفعل المضارع حضور قوي على مساحة القصيدة وهو زمن يفيد الاستمرارية/الحركة/التجدد/التغير…
اضمد/اتوضأ/اتناغى/تراوغ/تحاكي..
هي إذن دلالات رمزية تتسرّب من شقوقها انزياحات، ويتخللها خلقُ خيالي ينم عن أن الشاعر يحمل بداخله تجربة شعرية، ونمط فني تعبيري يمتاز بتنوع الأداء..
وفي هذا النص يهيمن ضمير المتكلم/الذات الشاعرة/الحالمة/القلقة/..
إلى أن تفيض القصيدة بايقاعات صوتية تتميز بالتنوع ايضاً نجده في ما يلي :
تكرار لفظي: سقوط/سقطت/نيران / احتراق/جمر/حنين/شوق..كم سطر/وكم نجمات..
التوازي التركيبي: مرآتي /أوراقي/ معلوم /مهموم / مكلوم_اعتبار /انحدار/ نسيان غثيان ..
الإيقاع الدلالي: إعادة/أعاود/المرايا/مرآتي..
إنها بنية إيقاعية تتربع عرشها لغة بنسقها المعجمي..والتركيبي..والإيقاعي..
ليصنع منها الشاعر سمفونية ذات جاذبية، وذات متعة فنية خالدة …
امتناني وشكري لهذه القراءة الغنية القيمة الماتعة
خالد بوزيان موساوي
Discussion about this post