معارضات في شكل مشاكسات لأشعار الدكتور حمد حاجي
بقلم الشاعر عمر دغرير :
قصيد رقم 1
وظلّلتُها بمظلّةِ سَعفٍ وقطعتُ بها زحمة الطرقِ
نسير، يداها في يديّ وأنفاسها بالأزقة تسطع في كبدي
ولما وصلنا على شاطئ البحر غنّت على دبكة البلد
(أحبك ما حنّ قلب وماضاق من قلقِ..)
…………………………………………..
وحين تهادتْ على شاطئ البحر كنتَ هناك على وشكِ الغرقِ …
رأتكَ تطفو معَ الموج ورأسكَ مطليّ برغوة الماء والزبدِ …
تصارع الموتَ وهي قادمة وليسَ لكَ منْ منْقذ إلّاها في البلدِ …
بروحها جادتْ ,ترجو نجدتكَ وقدْ بانتْ لها النجاةُ في الأفقِ …
قصيد رقم 2
تعلّق قلبي بأستار أضلاعها وبأنفاسها التبسا
كأنّي إذا ماافترقنا، الكمانُ يُقطّعُ أوتاره لوعةً وأسى
تقول: -وقد سرتُ عنها- أما لك عودٌ؟ أقول لها: عسى
فتوشك تشربني اشتياقا.. وأوشك أشعِلُها قبسا
………………………………………………
تمزّقَ قلبكَ بأشواكِ حديقتها وفي أسْوارها انْحبسَ …
وكنتَ إذا ما اقتربتَ تنْسى شراسة الكلابِ والعسسَ …
تقولُ وقد حذرتكَ مرارا :لا تكنْ بغلا أمامها كنْ فرسَا …
فتركبكَ في الحال ,وهي الملاك بنورها تبهج الروح والنفسَ …
قصيد رقم 3
وقلتُ لها غَدوَةً سأسافرُ أمي.. ولي شُغُلُ
فقامت إلى صُرّةٍ طيَّ مَحْرُمَةٍ خبّأتها للحوادث والجَلِلِ
وكان فؤادي يرافقها حيث وافت على عَجَلِ
وعيني تراقبها وهي تعرك عقدتها دونما كلَلِ
ودسّت حليّا بجيبي.. نجاحي به لا يَزالُ وَلَم يَزَلِ
………………………………………
وقالتْ والفرحُ في عينيها وفي يدها صرّة : هذا كلّ ماتركتْ أمّي لي .
ووالدكَ أنهكتهُ مصاعب الدنيا,واستنزفتْ كلّ ما جناه في الشغلِ …
بكيتَ في صمْت, فسالتْ دمْعتها وقالت :ما عدتُ أحتاج للحلِي …
ودسّتْ بصرّتها في جيبكَ وهي تحضنكَ : نجاحكَ أولى يا رجلي …
وقبّلتَها ولا تدري كمْ مرّ من الوقت في حضنها ,ثمّ غادرتَ على عجلِ …
قصيد رقم 4
نضونا الثياب على حافة الروح والجسدِ
فمُشرقةٌ سطعت مثل بدر على بلدِ
وأسندتها كتفي وشبكنا الأكفّ إلى الأبدِ
كأنّيَ طفل شقي كانْ هِيَ عصفورة بيدِ!
……………………………………….
كأنكَ طفلٌ شقيّ ,صدَقتَ ,ولكنّها لمْ تكنْ أبدا في اليدِ …
تراودها عن نفسها , وحين تقترب منكَ تقول لها :ابْتعدي …
فأنتَ تخافُ لظاها ,وتخشى أنْ تخْطفَ روحكَ منَ الجسدِ …
وطول الوقتِ صِرتَ سَكْرانا لا تفرّقُ بينَ أمْسكَ والغدِ …
قصيد رقم 5
(رسائل مي وجبران الضائعة)
وترسلُ، في فِتيَةٍ، لي كتابا.. بدفّتِه البوح والقلقُ
بكَفّي أقَلّبُه،لكأنّ الحُبارَ غرامٌ وأحزانها الورقُ
قميصٌ بأشواقِ يوسفَ جاءت به الريح والطرقُ
وجفنِي كأنَّه يعقوبُ والأدمُعُ الحدقُ !
………………………………………
وتكتبُ في الغيابِ لها قصيدا لمْ يحتملْ دموعهُ الورقُ …
أتبْكي لتسْمعكَ الحروفُ العاشقاتُ, وقدْ سُدتْ أمامكَ الطرقُ ؟
ولمّا تصلْ بعدُ إليها ,ولكنْ صدى كلماتكَ كشفتهُ الأذنُ والحدقُ …
وكمْ بعثتَ كتبَ الغرامِ لها ومِنْها وصَلكَ الصمْتُ والحزنْ والأرقُ …
Discussion about this post