مصارف وقروض ..
قضية إصلاحية بحتة !!
حسين الذكر
حينما تجوب المصارف ومكاتب صرف الرواتب وتصريف العملات ستشهد كم كبير من المواطنين متعوبي الحال وهم يبحثون باسى ويسالون بحسرة والم عن مخارج ليس لها مخرج في ظل ما محكومين فيه في البلد ..
هنا يمكن ان نكون امام قضية إنسانية وطنية قبل أي توجه اخر .. فالمصارف قضية اصلاحية بحتة يوجبها الله ورسوله ولا تحتاج الى موافقات مجلس الامن ولا تصويت الامم المتحدة ولا اجماع مجلس النواب ولا قرار المحكمة الاتحادية … فقط تتطلب التنفيذ الذي لا يتطلب سوى امر من الحكومة بتغيير المعادلة لتتوسع على الناس وتترحم الناس على الحكومة ويرضى الله عن المسؤول والموظف فضلا عن محاربة الفقر الذي هو اشد فتك من الكفر كما قال عنه الامام علي ( ع ) ( لو كان الفقر رجل لقتلته ) ..
العجيب ان في العراق وبعض بلدان العرب فارق شاسع في تعامل المصارف بين اتباع السلطة وابناء الشعب .. فالمسؤول واتباعه يمكنه الحصول على القروض الميسرة بانواعها واشكالها وتفرعاتها .. – اذا افترضنا ان مسؤولا ما ما زال يحتاج الى قرض وذاك يعد من شذوذ القاعدة – فالمسؤول على العادة والاعم يحصل على الرواتب والامتيازات العديدة من المنح والهبات واوجه الموارد المتعددة غير المنقطعة .. اما ابناء الشعب وعامته : ( وهم اول من يستشهدون بالمعارك واول المتطوعين في المهام للدفاع عن الوطن واول من تستهدفهم المفخخات واجندات الذبح والقتل والتهجير … وهم اول المضحين وآخر المستفيدين بكل الازمنة والحكومات السياسية دكتاتورية كانت ام ديمقراطية علمانية ام دينية ملكية ام جمهورية برلمانية ام رئاسية .. فالنتيجة الحتمية التي يقبع تحتها ابن الشعب هي الركض واللهاث والتوسل بالموظفين من الخفير الى الوزير ..
اذا ما اراد المتقاعد او من لا يملك من حطام السياسية ودهاليزها والاحزاب وقواها شيئا .. فسيصعب عليه الحصول على اي سلفة يسد فتوق السياسات وفساد الحكم التي انعكست عليه فقرا ومرضا وكئابة وحزن وغم وحاجة .. فاول ما يقول له موظف المصرف لت تمكن إقناعه بالرد عليه : ( عليك ان تات بكفيل وان يكون الكفيل راتبه موطن عندنا حصرا وان يكون راتبه يساوي مبلغ الاستقطاع وان يكون عراقي الجنسية ومستمر بالخدمة وان تدفع الكفالة الضامنة ويستقطع مبلغ التامين .. وان تكون لديك بطاقة موحدة او جنسية وشهادة جنسية وبطاقة سكن وربما شهود ..
بعد هذا السيل العرمرم من الطلبات …. يسال المواطن المسكين ضحية السياسيين والاجندات .. كم تعطوني فيقولوا له : ( خمسة او عشرة ملايين ) بفائدة تصل الى ربع المبلغ ويكون الاستقطاع كاسر للظهر بمعنى ان تتخلى عن جزء كبير من راتبك اي تغير طريقة عيشك .. وان يكون التسديد بمدة اقصاها خمسة سنوات وبعد ذاك عليك الالتزام والا فان الكفيل او ما تملك سيتعرض للمسائلة او البيع لاجل حماية ممتلكات النظام وسلطاته واتباعه الذين يعيشون بدماء وشعارات المواطن قبل أي شيء اخر ..
Discussion about this post