تأملات: حب و “أمنيزيا”… وحب.
بقلمي: خالد بوزيان موساوي
قد يحدث كثيرا ان نشاهد شريطا سينمائيا طويلا، ونسافر مع الأحداث دون ان ننتبه لأسماء كاتب القصة، والمخرج، والممثلين…
وقد يحدث ان لا تجسد القصة لوحة “غرنيكا” لبيكاسو،
فصراحة.. وبكل صراحة، سئمنا قصص الحرب وتداعياتها…
وقد يحدث ان لا تشبه القصة رواية “الإخوة كرامازوف” لدوستويفسكي..
فصراحة.. وبكل صراحة، سئمنا قصص “الإخوة الأعداء” كما الشأن مع الإخوة العرب…
وقد يحدث ان لا توحي القصة بمآسي قصيدة “مطر” لبدر شاكر السياب،
فصراحة.. وبكل صراحة، سئمنا قصص شح السماء، والجوع، وغلاء المعيشة…
هي قصة فيلم رومانسي.. ومن لا يحب القصص العاطفية، أنصحه ان لا يقرأ تأملاتي…
قصة حب مختلفة، تترجم الى حد بعيد نظريتي في الحب…
شاب يحب فتاة…. وهي تحبه… لكن تحبه ليوم واحد فقط… الحبيبة تعاني من “امنيزيا” (فقدان الذاكرة) بسبب تعرضها لحادث…
يلتقي بها… يغرم بها.. تغرم به.. يقبلان بعضهما آخر اليوم..
وفي اليوم الموالي، يلتقي بها… لا تتذكره … لا يرى منها غير الجفاء الذي يستحقه غريب… يلازمها… يقنعها… تقع في شباك حبه … وينتهي اليوم بقبلة .. ويبدأ اليوم الموالي بنفس اللازمة:
” من انت ؟ تسأله.
تقع في غرامه من جديد، ومساء كل يوم، قبل ان يفترقا كما كل يوم، تقول له:
– حبيبي… هذه أول قبلة ستؤرخ لحبنا…
ويجيبها:
– هي القبلة المائة بعد الألف … الا تتذكرين؟
تضحك وتغادر… وهي على يقين أنها لن تتذكره صباح اليوم الموالي…
وفي اليوم الموالي، والموالي، والموالي، والموالي… نفس النسيان… نفس اللازمة… نفس القبلة… ونفس النسيان بعد النوم…
يئس صاحبنا… قرر ركوب البحر… تمنى أن يصاب هو الآخر بمرض “امنيزيا”… ان ينساها… كما تنساه كل يوم…
قبل ذلك، قام بآخر محاولة… زارها في مكان عملها… سألها:
– هل اعني لك شيئا؟
أجابت:
– لا… لا اعرفك… لكن (طلبت منه ان يتبعها إلى حيث مرسمها)… لكن… انظر إلى هذه اللوحات…. هي بورتريهات لنفس الوجه… وجه يزورني كل ليلة في أحلامي… انظر… كم يشبهك …
القصة في حد ذاتها جميلة ومشوقة… لكن حكمتها أنها تشبه نظريتي في الحب… الناس تشكو الرتابة والملل… وينسون، أو يتناسون من قهر الحياة ورتابتها… أن المشاكل اليومية تنسينا كما “أمنيزيا” مساء كل يوم كيف نحب بعضنا .. لذا، وهي نظريتي، الحب بحتاج لأن يتجدد كل صباح كما لو كان الموعد الأول والقبلة الاولى والغرام الأول.
Discussion about this post