قصيدة أنين الكوخ للشاعر د هاني عقيل قراءة بقلم الناقد أياد خضير

قصيدة أنين الكوخ
تجسد المعاناة الانسانية في حياتنا اليومية
للشاعر د. هاني عقيل
اياد خضير

من عنوان القصيدة ( انين الكوخ ) يوحي الشاعر بأن القصيدة معبأة بالحزن والالم الشاعر د. هاني عقيل ينشد الشعر ليعبر عن وجدانه وما يحيط به من فوضى وعبث وحزن ، حيث تمثل القصيدة نشاطاً عاطفياً تتمحور شرارتها في اعماق ذاتية الشاعر وتتشكل كلمات قصيدته بإشارات لواعجها وانفعالاتها، تترجم الصدق في احاسيسه يتأجج ايقاعها في عمق تجربته الحياتية مع الوعي والمعرفة الواعية بالصنعة الشعرية لتشكل موسيقى شعرية كأنها تحمل نوطات ذات نغمٍ لكن بالحزن المعجون بالألم .
( أنين الكوخ )
هاجس
طاف بليل
حاملاً عطر الاقاح
والشبابيك
شفاه
قبلت عصف الريح
وانين الكوخ يدوي
شاكياً حكم القدر
واستفاض الخزن فيه
فهو صدر غازلته
بعض وخزات الرماح
قصيدة تجسد مواقف من اعماق التيه وقسوة الماضي لتكون ذات مستويات متعددة من حيث القراءة تنصهر فيها الكثير من التجارب التي تتعلق مع ذاكرتنا وما فيها من حزن لترسم صوراً ايحائية كامنه في الذاكرة الجمعية يشعر بها المتلقي كأنها صرخة مدوية في الاحساس الغارق في بحر الالم ليكون النص الشعري ترجمة لأحاسيس الشاعر ازاء ذاتٍ متألمة ومتوجعة .
والقصور
عاليات
نائمات
هانئات
والنجوم قد تدلت
تلثم الارض الفساح
حفلة القصر
رعود صاخبات
مفردات القصيدة تودي وظيفة سيمائية تجعل المتلقي ينجذب الى ايحاءات الشعور او ما يشعر به كون الشاعر د. هاني عقيل له القدرة الاسلوبية في استحضار الاحداث الماضية وشحنها من جديد معيداً ترتيب الماضي المؤثر كون الكوخ في وقنا الحاضر قد انقرض او قل معبراً عن صراعاته الوجدانية التي تشترك بثيماتها مع تجارب المتلقي ويحقق قصديه الكتابة من التأثير والتأثر بقصيدته وما تحمله من طاقة ايحائية متعددة المستويات كون القصيدة تختزل الكثير من المعاني وذات ايقاع بنقل الوظائف الحسية ويمنحها مضموناً دلالياً عميقاً.
وصراخ ونباح
وانين الكوخ يمضي
معلناً بدء النحيب
كطيور
هائمات
باكيات
طاويات
للجناح
أخيراً
الشاعر د. هاني عقيل صور البعد الوجودي للإنسان الفاعل وهو مدرك لصعوبة مهمته الانسانية، القصيدة تحمل الكثير من الدلالات الموحية للحزن والالم في مخيلته وذاكرته، جسد المعاناة الانسانية التي تتزاحم معنا في حياتنا اليومية فكانت بعض المفردات تحمل صوراً تجعل المتلقي يندمج معها كونها تهمس بموسيقى شعرية تحمل شجناً وتمثل نقاط توهج دلالي في اعادة ترتيب الماضي المؤثر في واقع الشاعر وحاضره قصيدة انين الكوخ هي رابط بين مدرستين مدرسة المهجر وقادتها ميخائيل نعيمة وايليا ابي ماضي وبين مدرسة التفعيلة ومافيها من حزن شفيف وخاصة تفعيلة نازك الملائكة ونسيابية الحزن فيها.
دمت شاعرا بارعا .