مقاربة نقدية سابقة بقلم الباحث والناقد إ. غانم عمران المعموري لنصي(تزييف).
والذي تضمنها كتابه (الرموز المثيولوجية وأثرها في القصة القصيرة جداً).
القراءة:
(اغتصبوا الحقيقة، جردوها من عريها، ألبسوها تُهم بالية، تحت سوط التقاليد، إعترفت البكارة انها مزيفة.).
القراءة:
اختار الكاتب عنْونة قصته ” تزييف” بإسلوب فني بلاغي فلسفي مثيولوجي وهو نكرة غير كاشف وفاضح للنص وفق لغة سليمة ويفتح باب التأويل والتأمل لدى المتلقي بالإضافة إلى الرمزيّة والدلالية الّتي تضفي على العنوان وانسجامه الدقيق مع متن النص بكل توازن وموضوعية وتركيزها ومُشوق للقارىء .. وعند تتبع الجمل الفعلية الّتي جاءت متناغمة ومتجانسة فيما بينها بكل تكثيف وتركيز وبعيدة عن الإسهاب الممل والّذي يُسبب نفور لدى المتلقي الشريك في فهم وتأويل النص واعتماده كل معايير السرد القصير جداً من قصر الحجم وضغط الكلمات وانتقاء ألفاظ مناسبة ومتسلسلة بالإضافة إلى الهدف السامي الذي يرنو إليه القاص القُريشي من خلال الحدث والدراما والشخوص باستخدام رموز واستعارات تستثير المتلقي ..
وعند التعمق في متن النص ومضمونه فإنه لجأ إلى الرمزيّة الفلسفية التي تحتاح من المتلقي البحث والتحري عن المفردة حيث ان الحقيقة وفقاً للفلسفة الميتافيزيقية (ما وراء الطبيعة) تعتبر الحقيقة عبارة عن التأكيدات، والمعتقدات، والأفكار، والمقترحات التي تُقال في أيّ خطاب، للاتفاق على نتيجة ما، وهي الإيمان بأنّ الكذب، والزيف عبارة عن خطأ، وعيب، فالحقيقة مهمة للعلم، حتى يزدهر العالم، فإذا تمّ الإيمان بما هو غير حقيقيّ، كانت العاقبة فساد حياة البشر، ولهذا السبب يعدّ قول ما هو غير حقيقيّ، جريمة يُعاقب عليها القانون، وأحياناً المجتمع، وقول الحقيقة يميّز من يسعون وراءها بالأخلاق الفاضلة، سواء كان عالماً، أم مؤرّخاً، أم محقّقاً في الشرطة، كما وتُعرَف الحقيقة بأنّها ما يصير إليه حق الأمر ووجوبه، وبلغ حقيقة الأمر أي بلغ يقين شأنه.
حتى يصل بنا القُريشي إلى قفلة رائعة تتوفر فيها شروط المُباغته والدهشة والربط مع العنْونة بالإضافة إلى أبعادها التأريخية الفلسفية وتناسقها وانسجامها مع الإستعارات الّتي لم تأتي عبثاً وإنما تم توظيفها بإسلوب تسلسلي زمكاني.
………..
غانم عمران المعموري.
Discussion about this post