معارضات في شكل مشاكسات لأشعار الدكتور حمد حاجي
بقلم الشاعر عمر دغرير:
قصيد رقم 1
وحبك أرسلني في بريد الهوى مثلا
وفي الشعر والسرد بعثرني جملا
ولَم تُبقِ جارحةُ الصبابة من جسدي أنملا
وعيناك سهمان يكفيهما أنني بعض من قتلا
……………………………………….
سهامُ لحظها بالفعل قتلتكَ مع كلّ منْ قُتلَ …
وإنْ كنتَ قلتَ الشعر في كلّ النساء فشعركَ لمْ يعدْ مثلا …
وبعضُ كلام الحبّ الذي تتقنهُ شفتاكَ مُرّ ,لا تقل عسلَا …
فلا تقتربْ منها أصْلا , و لا تبني لنفسكَ أملا …
قصيد رقم 2
وأعرف ضحكتها، رفّة الأنف والسنّ بالفلجِ
وشامتها، رشقةالخال أو مشيها العرجِ
ولو وضع الله لي حور جنّته مِنّةً ويجي
لقلت له: يا إلهي! بجاه رسولك إني بها أكتفي!
…………………………………….
وتعرفُ حور الأرض وتحتفظ بصورهنّ في الدرج…
وكلّ يوم تخرجُ صورة وتقول :هذه ملكة الدوْلج …
ووالله لوْ جاؤوك بواحدة فقطْ لأصبتَ بالحلج …
ولنْ تكفيكَ صور النساء لتخرج منَ الوجف …
قصيد رقم 3
أطلّت على خيمتي والهوى ببنانه يغمزُ لي
وتاهت حروفي كأنْ صنمٌ ليس ينفع أن أشتكي
وقالت حبيبي بريدك ضاع ولم يصِلِ
فقلتُ لها سأسافر؛ أنساك… قالت حكي!
………………………………………….
أطلتْ عليكَ غاضبة وبلسانها أسْمعتكَ صريرَ المِنجل …
ومن ثمة غابتْ , فتندبُ حظكَ ومنْ غضبها تشتكي …
أظنّ الرسالة وصلتكَ في حينها , أمْ أنّها بعدُ لمْ تصلِ …
فهلْ ستحفظُ الدرْسَ وتُخْفي دموعكَ أيّها الرجل البَكِي ؟
قصيد رقم 4
=== على شاطى البحر ===
وراودتُها..
وسلكنا إلى البحر
دربا خفيّا من الطُرقِ
وناولتُها الشكلاطة..
يا كم…
مَسحتُ السكاكر بالورقِ!
ولما وصلنا
نضوتُ لها ثوبها
وشرقتُ من الشبقِ
ويا كم…
نثرتُ على نحرها قبلا…
مثلما العقد في العنقِ
تعانقني…
وتفرّ وتضرب كفي
كأنْ فيه لم تطِقِ
وتدلف…
في الماء سابحة
مثلما في السما أنجمُ الغسقِ
وتصعد…
برّاقة مثل قطعة تبر
على طبقِ
تلوّح لي كلما صعدت
موجتين
من الخوف والفرقِ
وتغطس…
كالخمر ظاهره حببٌ…
وبه السُّكرُ والخدْرُ في العُمُقِ
سقتني محبتها…
لو حَسَتهَا ملائكةُ اللهِ
والله لم تُفِقِ
وتخرج راعشة…
فأطوّقُها باللحاف
وتهدأ من قلقِ
وأقمّطُها ناعمَ الثوب…
أمسح عن كعبها
طينةَ الزّلَقِ
تظل…
تراقب عَينَيَّ أنى سَرَحْتُ…
ووحدِيَ أسكنتُها حَدَقِي
كأنّ نساء الشطوط…
يُراوِدنَني..
أو تغار من العين والغرقِ
وأعجبُ…
أنظر بعيدا بعيدا…
أغار عليها من الضوء بالأفُقِ..
فهَبْ أنّ ربك قد رفعني كالمسيح
لسوف تغار من الله
ينظر لي في سمائه.. ولن تَثِقِ..!
………………………………………………
” على فراش المرض”
تمامًا كما اللصوص ,
والخارجين عن القانون
وكلّ قطاع الطرُقِ ,
خطفتها …
واختصرتَ بها تحت جنح الدجي
مسلكًا إلى باب المغارة
في آخر النفقِ …
وظلتْ لفترةٍ
مصْدومة ممّا جرى ,
وهي الآن في مأزقِ …
فمنْ ترى تجرّأ ,
واقتحمَ غرفتها مقنّعًا ,
سلاحهُ في يده ,
في ساعة بينَ الضحى والغسقِ …
وهلْ تُرى يسمعها الجيرانُ في العمارة ,
وهي التي لاتعرف منْ يسكنُ بالشققِ …
وفي لحظة من لحظات هذا الزمن الأزرقِ
كانتْ أمامكَ مقيدة اليدين,
مكمّمة الفم ,
ومعصوبة الحدقِ …
ولن يسمع الجيران صياحها
كيف تصيح ؟
وسِكّينكَ مغروسة في العنقِ …
وحين وصلتَ منتصرا ,
كانت تئنّ وهي خائفة
ولا أمل لها في الأفقِ …
ركلتها على أرض المغارة
وأنت تصرخ مثل أحْمقٍ نَزقِ …
فككت قيودها ,
وانتشلت عصابة عينيها ,
وهي منهارة من الرعب و الأرقِ …
وكنت توهم نفسك بالقسوة
فيفضحك وجهٌ
امتزج الخوف فيه بالقلقِ …
وحين رأتك واكتشفت
من قام بخطفها ,
استيقظتَ مذعورا ,
وقلتَ : أعوذُ بربّ الفلقِ …
قصيد رقم 5
أريدك كالطير يغدو ويأتي فيدفأ عشُّ
أريدك كالنمل سائرة لك طي الضلوع دبيبٌ ونقشُ
فما أروع الحب… بالحبّ يَسمعُ صمٌّ ويفهمُ طرشُ
إذا المرء خانه قلبه أولى بحبه قبر ونعشُ
………………………………………..
وإنْ هي كالطقس بردٌ وحرّ وأزهارٌ ورشّ…
ففي البيت تريدها صنمًا إذْ يزينه النحت والنقشُ …
وتفتخرُ أمام الجميع بأنّ بها يكتمل الحبّ والعشّ …
وفي الحقيقة, بدل السعادة ,أنتَ للمرأة نعشُ …
Discussion about this post