لَاشِكْ أَنَّ تَعَلُّمَ اَللُّغَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ لِلْأَطْفَالِ اَلنَّاطِقِينَ بِغَيْرِ اَلْعَرَبِيَّةِ مِنْ أَبْنَاءِ اَلْجَالِيَاتِ اَلْعَرَبِيَّةِ فِي اَلدُّوَلِ اَلْأَجْنَبِيَّةِ مِنْ اَلْأُمُورِ اَلَّتِي تَشْغَلُ بَال اَلْمُخْتَصِّينَ بِهَذَا اَلْمَجَالِ ، وَهُنَاكَ اَلْكَثِيرُ مِنْ اَلْمُحَاوَلَاتِ لِتَسْهِيلِ تَعْلِيمِ اَللُّغَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ لِلنَّاطِقِينَ بِغَيْرِهَا ، وَلَكِنَّهَا اِفْتَقَرَتْ لِلْخُطُوَاتِ اَلْإِجْرَائِيَّةِ اَلسَّلِيمَةِ وَمِنْ هَذِهِ اَلْخُطُوَاتِ اَلتَّعْلِيمِ اَلصَّوْتِيِّ اَلصَّحِيحِ لِمَخَارِجِ اَللَّفْظِ اَلْعَرَبِيِّ اَلْأَصِيلِ ، وَيَجْدُرَ بِنَا فِي اَلْبِدَايَةِ أَنْ نُنَاقِشَ اَلْبِدَايَاتُ اَلْأُولَى فِي تَعْلِيمِ اَلدَّرْسِ اَلصَّوْتِيِّ عِنْدَ عُلَمَاء اَلْعَرَبِ اَلْأَوَائِلِ ، وَالْمُحْدَثِينَ حَتَّى نَعْرِضَ فِكْرَةٌ أعْتَبَرَهَا مِنْ اَلْأَفْكَارِ اَلَّتِي قَدْ تُسَاعِدُ فِي تَعْلِيمِ اَللُّغَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ لِلْأَطْفَالِ اَلنَّاطِقِينَ بِغَيْرِ اَلْعَرَبِيَّةِ ، وَهِيَ إِنْشَاءُ مُعْجَمٍ صَوْتِيٍّ لِلُّغَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ اَلْمِعْيَارِيَّةِ اَلْبَسِيطَةِ اَلَّتِي تُسَاعِدُ اَلْأَطْفَالَ عَلَى اَلتَّخْصِيلْ اَللُّغَوِيَّ اَلسَّلِيمِ ، هَذَا اَلْمُعْجَمِ اَلَّذِي يَضُمُّ اَلْمُفْرَدَاتِ اَللُّغَوِيَّةَ اَلْمُتَدَاوَلَةَ فِي حَيَاةِ اَلطِّفْلِ اَلْيَوْمِيَّةِ ، وَقَبْلُ اَلتَّطَرُّقِ لِمَشْرُوعِ اَلْمُعْجَمِ اَلصَّوْتِيِّ لِلْأَطْفَالِ اَلنَّاطِقِينَ بِغَيْرِ اَلْعَرَبِيَّةِ لَابُدَّ أَنْ نَسْتَعْرِضَ كَمَا ذَكَرْنَا اَلدِّرَاسَاتٍ اَلصَّوْتِيَّةُ وَاللُّغَوِيَّةُ فِي هَذَا اَلْمِضْمَارِ وَنَسْتَفِيدُ مِنْهَا.
أولاً: الدراسة الصوتية قديماً:
اِهْتَمَّ اَللُّغَوِيُّونَ اَلْعَرَبُ اَلْقُدَمَاءُ بِالدِّرَاسَةِ اَلصَّوْتِيَّةِ , قُوصْفُوا مَخَارِجَ اَلْأَصْوَاتِ وَصْفًا دَقِيقًا وَبَيَّنُوا صِفَاتِهَا, وَلَكِنَّ اَلدِّرَاسَةَ اَلصَّوْتِيَّةَ عِنْدَهُمْ جَاءَتْ تَحْتَ اَلدِّرَاسَةِ اَلنَّحْوِيَّةِ , فَعَلِمَ اَلْأَصْوَاتَ كَانَ فَرْعًا أَوْ شُعْبَةٍ مِنْ شُهُبِ عِلْمِ اَلنَّحْوِ وَهَذَا مَا أَكَّدَهُ تَمَّامْ حَسَّانْ فِي حَدِيثِهِ عَنْ اَلْمَعْنَى اَلتَّحْلِيلِيِّ اَلْوَظِيفِيِّ اَلَّذِي دَرَسَهُ اَلنُّحَاةُ وَجَعَلُوهُ حَقْلَ تَخَصُّصِهِمْ ، فَالْعَرَبُ خَلَطُوا بَيْنُ عِلْمِ اَلْأَصْوَاتِ ، وَعَلِمَ اَلنَّحْوُ ، وَعَلِمَ اَلصَّرْف فِي مُؤَلَّفَاتِهِمْ ، فَأَوَّلُ مِنْ دَرْسِ اَلْأَصْوَاتِ اَلْعَرَبِيَّةِ عِنْدَ اَلْعَرَبِ هُوَ اَلْخَلِيلُ اِبْنْ أَحْمَدْ اَلْفَرْهِيدِي (ت170هـ) فِي مُعْجَمِ اَلْعَيْنِ ، حَيْثُ ذَكَرَ مَخَارِجَ اَلْأَصْوَاتِ وَبَيْنَ صِفَاتِهَا فِي مُقَدِّمَةِ اَلْمُعْجَمِ ، ثُمَّ قَامَ بِتَرْتِيبِ اَلْمُعْجَمِ تَرْتِيبَا صُوتِيا (1) ، وَرَغْمُ أَنَّ دِرَاسَتَهُ كَانَتْ مُعْجَمِيَّةً إِلَّا أَنَّهَا اِحْتَوَتْ عَلَى مُقَدِّمَةٍ صَوْتِيَّةٍ كَبِيرَةٍ ، وَتَبِعَهُ تِلْمِيذُهُ ( سِيبَوَيْهْ ) (ت180 هـ) وَأُفْرِدُ فِي كِتَابِهِ بَابَا صَوْتِيًّا سَمَّاهُ اَلْإِدْغَامُ ، وَأَمَّا ( اَلْجَاحِظْ ) (ت255هـ) فَقَدْ دَرَسَ اَلْمَادَّةَ اَلصَّوْتِيَّةَ مِنْ نَاحِيَةِ اَلْمُشْكِلَاتِ اَلنُّطْقِيَّةِ اَلْمُتَعَلِّقَةِ بِالْأَصْوَاتِ حِيَالَ نُطْقِهَا ، وَحَصْرَ هَذِهِ اَلْعُيُوبِ اَلنُّطْقِيَّةِ وَعَمِلَ عَلَى تَسْمِيَتِهَا وَتَعْرِيفِهَا وَمِنْهَا ( اَلتَّأْتَأَةُ ، اَلْفَأَفْأَة ، اَلتَّمْتَمَةُ) (2) ، ثم جاء بعده (ابن جني ) (ت392هـ) فِي كِتَابَيْهِ سِرَّ صِنَاعَةِ اَلْإِعْرَابِ وَالْخَصَائِصِ ، وَيُعَدَّ مُؤَلِّفُ سِرِّ صِنَاعَةِ اَلْإِعْرَابِ ” أَوَّلَ كِتَابٍ مُسْتَقِلٍّ فِي دِرَاسَةِ اَلْأَصْوَاتِ ، حَيْثُ جَاءَتْ جَمِيعَ فُصُولِ هَذَا اَلْكِتَابِ فِي عِلْمِ اَلْأَصْوَاتِ وَقَدْ اِحْتَوَى عَلَى مَا جَاءَ عِنْدَ مِنْ سَبَقَهُ مِنْ مُصْطَلَحَاتٍ فِي عِلْمِ اَلْأَصْوَاتِ , كَمَا أَنَّهُ قَدْ اِحْتَوَى عَلَى إِضَافَاتٍ تَمَيَّزَ بِهَا اِبْنْ جِنِّيْ , وَمِنْهَا أَنَّهُ دَرَسَ اَلصَّوْت عَلَى أَسَاسٍ ذَوْقِيٍّ وَشَبَّهَ اَلْحَلْقُ بِالنَّاي , وَشَبَّهَ مَدَارِجَ اَلْأَصْوَاتِ بِفُتُحَاتِ هَذَا اَلنَّايِ , اَلَّتِي تُوضَعُ عَلَيْهَا اَلْأَصَابِعُ , وَهَذِهِ إِشَارَةٌ ذَكِيَّةٌ تَدُلُّ عَلَى قُوَّةِ اَلْمُلَاحَظَةِ, كَمَا أَنَّهُ تَحَدَّثَ عَنْ اَلْإِدْغَامِ وَالْإِمَالَةِ وَمَا إِلَى ذَلِكَ مِنْ اَلظَّوَاهِرِ اَللُّغَوِيَّةِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- ) كتاب العين, الخليل بن أحمد الفراهيدي, تحقيق مهدي المخزومي وابراهيم السامراني, دار ومكتبة الهلال,
د.ط( , )د.ت(, مقدمة الكتاب .
(2) البيان والتبيين, الجاحظ, تحقيق عبد السلام هارون, مكتبة الخانجي,القاهرة, 2008 م, ج 1 , ص 34
ثانيا: الدراسة الصوتية عند المحدثين:
بَدَأَتْ اَلدِّرَاسَةُ اَلصَّوْتِيَّةُ حَدِيثًا فِي أُورُوبَّا فِي مُنْتَصَفِ اَلْقَرْنِ اَلتَّاسِعِ عَشَرَ بِدِرَاسَةِ اَلْبُحُوثِ اَلصَّوْتِيَّةِ اَلَّتِي قَامَ بِهَا اَلنُّحَاةُ اَلْعَرَبُ , وَمُقَارَنَتُهَا بِمَا أَمْكَنَ اِسْتِخْلَاصُهُ مِنْ عَنَاصِرَ فِي كَيْفِيَّةِ اَلنُّطْقِ اَلتَّقْلِيدِيِّ بِالْعَرَبِيَّةِ اَلْفُصْحَى وَمِنْ مُخْتَلِفِ كَيْفِيَّاتِ اَلنُّطْقِ بِالْأَلْسُنِ اَلدَّارِجَةِ ، أَمَّا فِي اَلْبِيئَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ , فَيُعِدُّ إِبْرَاهِيمْ أَنِيسْ رَائِدَ وَعَرَّابَ اَلدِّرَاسَاتِ اَلصَّوْتِيَّةِ اَلْحَدِيثَةِ وَالدِّرَاسَاتِ اَللُّغَوِيَّةِ اَلْعَرَبِيَّةِ, وَيُعَدَّ كِتَابُهُ ” اَلْأَصْوَاتَ اَللُّغَوِيَّةَ ” هُوَ أَوَّلُ كِتَابٍ فِي عِلْمِ اَلْأَصْوَاتِ فِي اَلْعَرَبِيَّةِ , وَقَدْ تَنَاوَلَ اَلْكِتَابُ مَوْضُوعَاتٍ كَثِيرَةً فَتَحَدَّثَ عَنْ كَيْفِيَّةِ نُشُوءِ اَلصَّوْتِ اَللُّغَوِيِّ , وَأَعْضَاءُ اَلنُّطْقِ , وَصَفَاتُ اَلصَّوْتِ اَللُّغَوِيِّ, كَذَلِكَ فِرَق بَيِّنٍ اَلصَّوَائِتِ وَالصَّوَامِتِ , وَفِرَق بَيْنَ اَلْجَهْرِ وَالْهَمْسِ , وَشِدَّةُ اَلصَّوْتِ وَرَخَاوَتهَ , وَالْأَصْوَاتُ اَلسَّاكِنَةُ وَاللِّينُ , وَتَحَدَّثَ عَنْ طُولِ اَلصَّوْتِ اَللُّغَوِيِّ وَالْمَقَاطِعِ اَلصَّوْتِيَّةِ وَالنَّبْرِ وَمُوسِيقَى اَلْكَلَامِ وَانْتِقَالِ اَلنَّبْرْ , ثُمَّ تَحَدَّثَ عَنْ اَلْمُمَاثِلَةِ وَدَرَجَاتُ اَلتَّأَثُّرِ وَالْإِدْغَامِ , ثُمَّ تَحَدَّثَ عَنْ اَلتَّطَوُّرِ اَلتَّارِيخِيِّ لِلْأَصْوَاتِ وَالْمُخَالِفَةِ, وَتَنَاوَلَ اَلْأَصْوَاتَ اَللُّغَوِيَّةَ عِنْدَ اَلْأَطْفَالِ , ثُمَّ تَحَدَّثَ عَنْ عَوَامِلَ تَطُورَالْأَصُوَاتْ اَللُّغَوِيَّةَ , وَعَنْ أَثَرِ اَلْعَادَاتِ اَلصَّوْتِيَّةِ فِي تَعَلُّمِ اَللُّغَاتِ اَلْأَجْنَبِيَّةِ (1) ، وَمِنْ اَلْمُؤَلَّفَاتِ اَلْحَدِيثَةِ ” أَصْوَاتَ اَللُّغَةِ ” لَعَبَدَ اَلرَّحْمَنِ أَيُّوبْ , وَعِلْمَ اَللُّغَةِ مُقَدِّمَةً لِلْقَارِئِ اَلْعَرَبِيِّ لِمَحْمُودْ اَلسِّعْرَانِ وَمَنَاهِجُ اَلْبَحْثِ فِي اَللُّغَةِ لِتَمَامِ حَسَّانْ , وَكَذَلِكَ كَمَالُ بَشَرٍ فِي كِتَابَيْهِ عِلْمَ اَللُّغَةِ اَلْعَامِّ اَلْأَصْوَاتَ , وَعَلِمَ اَلْأَصْوَاتَ , وَكِتَابَ دِرَاسَةِ اَلصَّوْتِ اَللُّغَوِيِّ لِلدُّكْتُورِ أَحْمَدْ مُخْتَارْ عُمَرْ,(2) وغيرهم الكثير.
وَمِنْ اَلْمُلَاحِظِ فِيمَ اِسْتَعْرَضْنَاهُ عَنْ تَطَوُّرِ اَلدِّرَاسَاتِ اَلصَّوْتِيَّةِ عِنْدَ اَلْعَرَبِ اَلْقُدَمَاءِ وَالْمُحْدَثِينَ ، لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ دِرَاسَاتٌ مُخَصَّصَةٌ لِتَعْلِيمِ اَلْعَرَبِيَّةِ لِلْأَطْفَالِ اَلنَّاطِقِينَ بِغَيْرِ اَلْعَرَبِ تَعْتَمِدُ بِشَكْلٍ كَامِلٍ عَلَى عِلْمِ اَلْأَصْوَاتِ وَمُحَاوَلَةِ اَلْمَزْجِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اَلدِّرَاسَاتِ اَلْمُعْجَمِيَّةِ اَلْمُرْتَبِطَةِ بِهَذَا اَلصَّدَدِ لِإِصْدَارِ مُعْجَمٍ صَوْتِيٍّ مُخَصَّصٍ لِلْأَطْفَالِ اَلنَّاطِقِينَ بِغَيْرِ اَلْعَرَبِيَّةِ ، وَلَكِنْ مَا اَلْفَائِدَةُ اَلَّتِي تَعُودُ عَلَى اَلْأَطْفَالِ مِنْ هَذَا ؟
- اَلِاسْتِمَاعُ بِشَكْلٍ صَحِيحٍ لِلْكَلِمَةِ وَمَخَارِجِهَا اَلسَّلِيمَةِ.
- إِعَادَة تَكَرَارَالْكَلْمَة مَعَ تَوْجِيهِ اَلْمُعَلِّمِ مَعَ تَحْدِيدِ مَوَاضِعِ تَوْظِيفِهَا فِي اَلسِّيَاقِ .
- تَحْدِيدٌ مُرَادِفَاتٍ شَائِعَةٍ وَسَهْلَةٍ اَلِاسْتِخْدَامِ لِلطِّفْلِ اَلنَّاطِقِ بِغَيْرِ اَلْعَرَبِيَّةِ ، حَسَبَ اَلْمُسْتَوَيَاتِ اَلتَّعْلِيمِيَّةِ وَالْأُطُرِ وَالْمَنَاهِجِ .
- تَوْظِيفُ اَلتَّكَنُولْجِيا اَلْحَدِيثَةَ فِي جَمْعِ اَلْمَادَّةِ اَلصَّوْتِيَّةِ فِي جِهَازٍ رَقْمِيٍّ أَوْ عَبْرَ تَطْبِيقٍ تِقْنِيٍّ يُسْتَخْدَمُ عَبْرَ اَلْهَوَاتِفِ اَلْمَحْمُولَةِ.
- اِسْتِخْدَامُ مَوَاقِفَ لُغَوِيَّةٍ تَوَاصُلِيَّةٍ عَبْرَ اَلْمُعْجَمِ اَلصَّوْتِيِّ لِتَأْكِيدِ اَلتَّعْبِيرَاتِ اَلْعَرَبِيَّةِ .
- تَوْظِيفُ اَلْمَعَامِلِ اَللُّغَوِيَّةِ فِي اَلْمُؤَسَّسَاتِ وَالْمَدَارِسِ وَالْمَعَاهِدِ اَللُّغَوِيَّةِ وَاَلَّتِي تَعْتَمِدُ عَلَى اَلْمُعْجَمِ اَلصَّوْتِيِّ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- الأصوات االلغوية, ابراهيم أنيس, مكتبة الأنجلو المصرية, القاهرة, 1975 م, ط 5 , المحتويات
- دراسة الصوت اللغوي, أحمد مختار عمر, عالم الكتب, القاهرة , 1991 م, ص 1 التمهيد
وَيَجْدُرَ بِنَا قَبْلَ عَرْضِ اَلتَّصَوُّرِ لِلْمُعْجَمِ اَلصَّوْتِيِّ اَلرَّقْمِيِّ لِلْأَطْفَالِ اَلنَّاطِقِينَ بِغَيْرِ اَلْعَرَبِيَّةِ أَنْ نَتَعَرَّفَ عَلَى مَفْهُومِ اَللُّغَوِيِّ لِكَلِمَةِ مُعْجَمٍ ، تُفِيدَ مَادَّةَ ” عَجَمْ ” فِي اَللُّغَةِ مَعْنَى اَلْإِبْهَامِ وَالْغُمُوضِ ، فَفِي لِسَانِ اَلْعَرَبِ ” اَلْأَعْجَمِ ” اَلَّذِي لَا يُفْصِحُ وَلَا يُبَيِّنُ كَلَامُهُ وَفِيهِ رَجُلٌ أَعْجَمِيٌّ وَأَعْجَم إِذَا كَانَ فِي لِسَانِهِ عَجَمُهُ وَفِيهِ سُمِّيَتْ اَلْبَهِيمَةُ عَجْمَاء لِأَنَّهَا لَا تَتَكَلَّمُ وَسَمَّى اَلْعَرَبُ بِلَادَ فَارِسِ بِلَادُ اَلْعَجَمِ لِأَنَّ لُغَتَهَا لَمْ تَكُنْ وَاضِحَةً وَلَا مَفْهُومُهُ عِنْدَهُمْ . إِذَا أَدْخَلَنَا اَلْهُمَزَةُ عَلَى اَلْفِعْلِ ” عَجَمْ ” لِيَصِيرَ ” ” أَعْجَم ” اِكْتَسَبَ اَلْفِعْلُ مَعْنًى جَدِيدًا مِنْ مَعْنَى اَلْهُمَزَةِ ( أَوْ اَلصِّيغَةِ ) اَلَّذِي يُفِيدُ هُنَا اَلسَّلْبَ وَالنَّفْيَ وَالْإِزَالَةَ وَعَلَى هَذَا يَصِيرُ مَعْنًى أَعْجَمَ : أَزَالَ اَلْعُجْمَةَ أَوْ اَلْغُمُوضِ أَوْ اَلْإِبْهَامِ ، وَمِنْ هُنَا أَطْلَقَ عَلَى نُقَطِ اَلْحُرُوفِ لَفَظَ ” اَلْإِعْجَامُ ” لِأَنَّهُ يُزِيلُ مَا يَكْتَنِفُهَا مِنْ غُمُوضٍ . وَمِنْ هُنَا أَيْضًا جَاءَ لَفْظٌ ” مُعْجَمٌ ” بِمَعْنَى اَلْكِتَابِ اَلَّذِي يَجْمَعُ كَلِمَاتِ لُغَةَ مَا وَيَشْرَحهَا بِوُضُوحِ وَيُرَتِّبُهَا بِشَكْلٍ مُعَيَّنٍ ، وَتَكُون تَسْمِيَةُ هَذَا اَلنَّوْعَ مُعْجَمًا. وَهُنَا نُشِيرُ إِلَى اَلتَّطَوُّرِ اَلتِّكْنُولُوجِيِّ اَلَّذِي حَدَثَ فِي اَلْأَوَانَة اَلْأَخِيرَةَ وَهُوَ اَلْكُتُبُ اَلرَّقْمِيَّةُ اَلْمُصَوَّرَةُ وَالْمَنْطُوقَةُ ، فَمِنْ اَلْمُمْكِنِ أَنْ يُزَوِّدَ اَلْمُعْجَمُ اَلصَّوْتِيُّ اَلنَّاطِقُ لِلْأَطْفَالِ اَلنَّاطِقِينَ بِغَيْرِ اَلْعَرَبِيَّةِ بِالصُّوَرِ وَالرُّسُومِ اَلتَّوْضِيحِيَّةِ اَلْمُتَحَرِّكَةِ اَلَّتِي تَعَيَّنَ اَلطِّفْلُ اَلنَّاطِقُ بِغَيْرِ اَلْعَرَبِيَّةِ عَلَى فَهْمِ اَلْمُرَادِفِ
معاجم المراحل السنية :-
تَخْتَلِفَ أَنْوَاعَ اَلْمَعَاجِمِ حَسَبَ اَلسَّنَةِ اَلْمُقَدَّرَةِ لِمُسْتَعْمَلٍ اَلْمُعْجَمِ ، وَمِنْ اَلْمُمْكِنِ وَضْعُ عِلْمٍ مُتَدَرِّجٍ لِأَعْمَارِ مُسْتَعْمِلِي اَلْمُعْجَمِ ، يَقِفَ عِنْدَ كُلِّ مَرْحَلَةٍ سُنِّيَّةٍ أَوْ دِرَاسِيَّةٍ وَلَكِنَّ هَذَا سَيَفْرِضُ مُسْتَوَيَاتٍ كَثِيرَةً قَدْ تَتَدَاخَلُ أَوْ تَتَلَاشَى اَلْفُرُوقُ بَيْنَهَا ، وَلِهَذَا يَقْتَصِرُ اَلْمُعْجَمِيُّونَ عَادَةً عَلَى خَمْسَةِ مُسْتَوَيَاتٍ لِلْمُعْجَمِ هِيَ : –
أ – مَعَاجِمُ مَا قَبْلَ سِنِّ اَلْمَدْرَسَةِ.
ب- مَعَاجِمُ اَلْمَرْحَلَةِ اَلِابْتِدَائِيَّةِ .
جـ- مَعَاجِم اَلْمَرْحَلَةِ قَبْلَ اَلْجَامِعِيَّةِ.
د- معاجم المرحلة الجامعية .
هـ- معاجم الكبار.
أَنَّ أَهَمَّ مَا يَجِبُ تَضْمِينُهُ فِي اَلْبَرْنَامَجِ اَللُّغَوِيِّ هُوَ اَلْمُعْجَمُ اَلْمُنَاسِبُ لِمُرَادِفَاتٍ اَلْبَرْنَامَجِ وَأَفْرَادِهِ وَجُمُوعَهُ ، وَقَدْ ذَكَرَ أَحَدُ اَلْبَاحِثِينَ ( أَشْكَالُ اَلْمَعَاجِمِ اَللُّغَوِيَّةِ حَسَبَ اَلْمَرَاحِلِ اَلسُّنِّيَّةِ اَلْمُخْتَلِفَةِ وَهِيَ كَالْآتِي:
- معاجم الأطفال ، أو ما قبل سن المدرسة :-
يُطْلَق عَلَى هَذَا اَلنَّوْعَ مِنْ اَلْمَعَاجِمِ اِسْمَ picture dictionary ، لِأَنَّهُ يَعْتَمِدُ عَلَى اَلصُّورَةِ أَكْثَرَ مِمَّا يَعْتَمِدُ عَلَى اَلْكَلِمَةِ ، وَيَتَعَامَلَ مَعَ اَلْمُبْتَدِئِينَ فِي اِكْتِسَابِ اَللُّغَةِ ، دُونُ أَنْ يَكُونُوا قَدْ اِكْتَسَبُوا اَلْمَهَارَةُ اَلْأَسَاسِيَّةُ لِاسْتِعْمَالِ اَلْمُعْجَمِ ، وَلِقِرَاءَةِ تَعْرِيفَاتِهِ ، وَلِذَا فَهُوَ يُسَمَّى مُعْجَمًا عَلَى سَبِيلِ اَلتَّجَوُّزِ.
(ب)معاجم الصغار أو تلاميذ المرحلة الابتدائية :-
هَذَا اَلنَّوْعَ مِنْ اَلْمَعَاجِمِ لَيْسَ مُجَرَّدَ اِخْتِصَارٍ لِمَعَاجِمِ اَلْكِبَارِ ، وَإِنَّمَا هُوَ نَوْعٌ خَاصَّةٍ مِنْ اَلْمَعَاجِمِ لَهُ مُوَاصَفَاتِهِ وَمْلَاءمَاتَهْ اَلضَّرُورِيَّةَ ، وَيَجِبَ أَنْ تَتَوَفَّرَ فِي هَذَا اَلنَّوْعَ مِنْ اَلْمُوَاصَفَاتِ أَهَمُّهَا:-
- اَلتَّبْسِيطُ اَلشَّدِيدُ لِلتَّعْرِيفَاتِ لِعَدَمِ قُدْرَةِ اَلصَّغِيرِ عَلَى اَلتَّعَامُلِ مَعَ اَلْأَشْكَالِ وَالتَّعْبِيرَاتِ اَلْمَرْكَبَةِ أَوْ اَلْمُعَقَّدَةِ .
- مُنَاسَبَةُ اَلْمَعْلُومَةِ اَلْمُعْطَاةِ لِاحْتِيَاجَاتِ اَلصَّغِيرِ اَلْوَقْتِيَّةِ.
- مُرَاعَاة تَقَدُّمِ اَلصَّغِيرِ اَللُّغَوِيِّ اَلْمُقْتَرِنِ بِتَطَوُّرِ اِكْتِسَابِهِ لِمَعَانِي اَلْكَلِمَاتِ.
- اِسْتِخْدَامُ مُعْجَمٍ لُغَوِيٍّ صَغِيرٍ سَوَاءٌ فِي اَلْمَدَاخِلِ ، أَوْ فِي شَرْحِ اَلْكَلِمَاتِ ، وَتَجَنُّبَ اَلْمَعْلُومَاتِ اَلنَّحْوِيَّةِ وَالصَّرْفِيَّةِ وَغَيْرِهَا مِمَّا يَدْخُلُ فِي دَائِرَةِ اِهْتِمَامِ اَلصَّغِيرِ.
إِنَّ هَذَا اَلنَّوْعَ مِنْ اَلْمَعَاجِمِ هُوَ اَلْأَنْسَبُ فِي بَرَامِجِ تَعْلِيمِ اَللُّغَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ لِغَيْرِ اَلنَّاطِقِينَ بِهَا ، حَيْثُ إِنَّهَا تَعْتَمِدُ عَلَى اَلصُّوَرِ اَلْمُلَوَّنَةِ اَلَّتِي تُنَاسِبُ اَلْمُتَعَلِّمِينَ اَلْأَجَانِبَ ، وَلَعَلَّ هَذَا اَلْمَجَالِ مَتْرُوكٍ بِشَكْلٍ مَلْحُوظٍ مِنْ اَلْمُتَخَصِّصِينَ فِي عِلْمِ اَللُّغَةِ اَلتَّطْبِيقِيِّ وَلَمْ يَتِمْ اَلْعَمَلُ بِشَكْلٍ جَادٍّ عَلَى مَعَاجِمَ مُتَخَصِّصَةٍ لِلْمُتَعَلِّمِينَ اَلْغَيْرِ اَلنَّاطِقِينَ بِاللُّغَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ ، وَهَذَا يَحْتَاجُ إِلَى عَمَلٍ عِلْمِيٍّ مُتْقَنٍ مُحَدَّدٍ عَدَدُ اَلْمُفْرَدَاتِ اَلَّتِي يَتِمُّ وَضْعُهَا فِي اَلْمُعْجَمِ مَعَ عَدَدِ اَلْمُدْخَلَاتِ ، وَيَكُون مُتَدَرِّج لِمَهَارَاتِ اِسْتِعْمَالِ اَلْمُعْجَمِ ، وَيَكُون مُعْجَمٌ يَحْوِي اَلْعَدِيدُ مِنْ اَلتَّعْبِيرَاتِ اَلْحَيَّةِ اَلشَّائِعَةِ اَلَّتِي تُسْتَخْدَمُ كَلُغَةِ حَيَاةٍ .
تصور عام للمعجم الصوتى الرقمي للأطفال الناطقين بغير العربية :
- مِنْ اَلْمُمْكِنِ إِصْدَارُ اَلْمُعْجَمِ فِي شَكْلٍ صَوْتِيٍّ مِنْ خِلَالِ بَرْمَجَةِ اَلْحَاسُوبِ لِتَحْوِيلِ اَلرُّمُوزِ اَلْكِتَابِيَّةِ إِلَى كَلَامٍ مَسْمُوعٍ ، وَبِهَذَا يُمْكِنُ أَنْ يَجْمَعَ اَلْمُعْجَمُ بَيْنَ اَلشَّكْلَيْنِ اَلْمَقْرُوءِ وَالْمَسْمُوعِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ ، بَلْ مِنْ اَلْمُمْكِنِ كَذَلِكَ أَنْ يَكُونَ اَلدُّخُولُ إِلَى اَلْمَعْلُومَةِ مِنْ خِلَالِ اَلْمَنْطُوقَةِ مِمَّا يُقَلِّلُ اَلْعِبْءُ عَلَى اَلْبَاحِثِ مِنْ نَاحِيَةٍ ، وَيُفِيدَ فَاقِدِي اَلْبَصَرِ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى .أن يقدم في شكل قرص مضغوط (room ) ذى قوة تخزينية ضخمة .
- أَنْ يَكُونَ مُصَمِّمٌ بِشَكْلٍ رَقْمِيٍّ يَسْتَهْدِفُ اَلْجَانِبُ اَلْخَاصُّ بِمَهَارَاتِي اَلِاسْتِمَاعَ وَالتَّحَدُّثَ ، حَيْثُ يَكُونُ عَبْرَ مُسْتَوَيَاتٍ مُحَدَّدَةٍ حَسَبَ إِطَارٍ مَرْجِعِيٍّ لِلُّغَةِ ، بِسْتَطِيعْ اَلطِّفْلُ مِنْ خِلَالِهِ اَلتَّعَرُّفُ عَلَى اَلنُّطْقِ وَالصُّوَرِ لِكُلٍّ مُرَادِفُهُ يَتِمُّ اَلْبَحْثُ عَنْهَا .
- كَثْرَة اِسْتِخْدَامِ اَلْأَمْثِلَةِ وَالتَّصَاحَبَاتْ اَللَّفْظِيَّةَ وَالتَّعْبِيرَاتِ اَلسِّيَاقِيَّةِ وَالْوَسَائِلِ اَلْمَعْنِيَّةِ عَلَى تَحْقِيقِ اَلِاتِّصَالِ.
- مُرَاعَاة اَلْجَانِبِ اَلثَّقَافِيِّ ، وَالِاهْتِمَامُ بِالْمُصْطَلَحَاتِ اَلْجَدِيدَةِ اَلْحَضَارِيَّةِ وَالْعِلْمِيَّةِ.
- التركيز على اَلْمَعْرُوفِ وَالشَّائِعِ ، أَوْ مَا هُوَ جَدِيرٌ بِأَنْ يَعْرِفَ مِنْ مُفْرَدَاتِ اَللُّغَةِ اَلْحَيَّةِ اَلْجَارِيَةِ عَلَى اَلسَّنَةِ اَلْعُلَمَاء وَالْأُدَبَاءُ وَالْمُثَقَّفِينَ وَالصَّحَفِيِّينَ.
- اِسْتِخْدَامُ اَلسَّهْلِ مِنْ اَلْأَلْفَاظِ حِينَ اَلشَّرْحِ ، وَتَبْسِيطَ اَلتَّعْرِيفَاتِ.
- اَلِاعْتِمَادُ عَلَى اَللُّغَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ اَلْمِعْيَارِيَّةِ اَلتَّجْسِيرِيَّة اَلَّتِي تَعْتَبِرُ وَسَطٌ بَيْنَ اَلْفُصْحَى وَالْعَامِّيَّة .
- أَنْ يُزَوِّدَ اَلْمُعْجَمُ اَلصَّوْتِيُّ بِاخْتِبَارَاتٍ ذَاتِيَّةٍ إِلِكْتِرُونِيَّةٍ فَاصِلَةٍ بَيْنَ كُلِّ مُسْتَوَى وَآخَر تُحَدِّد مُسْتَوَى اَلطِّفْلِ اَلنَّاطِقِ بِغَيْرِ اَلْعَرَبِيَّةِ ، وَتَحْدِيدَ عَدَدِ اَلْمُرَادِفَاتِ اَلَّتِي اِسْتَطَاعَ أَنْ يُحَصِّلَهَا.
- تَدْعِيمُ اَلْمُعْجَمِ بِفِيدْيُوهَاتِ تَشَعُّبِيَّةَ رَقْمِيَّةً عَبْرَ كُلٍّ مُرَادِفَةٍ ، لِتَعْرِف اَلطِّفْلَ تَوْظِيفَ اَلْمُرَادِفَةِ بِشَكْلٍ صَحِيحٍ فِي اَلْمَوَاقِفِ اَلتَّوَاصُلِيَّةِ
لَعَلَّ هَذَا اَلْعَمَلِ إِذًا تَعَاوُنٌ فِي إِنْتَاجِهِ عُلَمَاءَ اَللُّغَةِ اَلتَّطْبِيقِيَّةِ وَالتَّكَنُولْجِيَّة ، سَيُصْبِحُ عَمَلاً لَهُ أَثَرٌ فِي مَجَالِ تَعْلِيمِ اَللُّغَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ لِلْأَطْفَالِ اَلنَّاطِقِينَ بِغَيْرِ اَلْعَرَبِيَّةِ ، فَالْطَقَلْ ذُو اَلْأُصُولِ اَلْعَرَبِيَّةِ اَلَّذِي يَعِيشُ مَعَ أَبَوَيْهِ فِي بِيئَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ يُعَانِي كَثِيرًا فِي مُمَارَسَةِ اَللُّغَةِ بِشَكْلٍ مُسْتَمِرٍّ ، وَبِالتَّالِي يَجِبُ أَنْ يَسْتَمِعَ لِلُّغَةِ اَلْهَدَفَ بِشَكْلٍ مُسْتَمِرٍّ وَيُمَارِسُهَا أَيْضًا ، حَتَّى لَوْ كَانَتْ اَلْمُمَارَسَةُ بِشَكْلٍ صِنَاعِيٍّ عَنْ طَرِيقِ مَعَامِلِ اَللُّغَةِ أَوْ مِنْ خِلَالِ اَلْحَاسُوبِ ، وَيَشْهَدَ عَصْرُنَا تَطَوُّرًا كَبِيرًا فِي اَلْمَجَالِ اَلتِّقْنِيِّ ، وَعُزُوفَ اَلْأَطْفَالِ عَنْ اِسْتِخْدَامِ اَلْكُتُبِ اَلْوَرَقِيَّةِ وَاتِّجَاهِهِمْ لِكُلِّ مَا هُوَ رَقْمِيٌّ ؛ نَظَرًا لِمُقْتَضَيَاتِ عَصْرِهِمْ وَبِالتَّالِي يَكُونُ وَسِيلَةً نَاجِحَةً فِي تَعْلِيمِهِمْ اَللُّغَةَ اَلْعَرَبِيَّةَ.
د.خالد أحمد
استاذ مساعد بالاكاديمية الدولية الحديثة
مدرب دولى معتمد
عضو الاتحاد الدولي للغة العربية .
Discussion about this post