معارضة في شكل مشاكسة لقصيدة الدكتور حمد حاجي (ميحانه …ميحانه)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
=== ميحانه.. ميحانه ===
وواعدتها… وتأخرتُ شيئا قليلاً
على الجسر
ما بين تلّ الرصافة والطَلَلِ
فواقفة بانتظاري
تفرقع بيض أناملها
وتدور بلا كلَلِ
وترتاح كالمهر حينا
على فَرْدِ رجلٍ
تُشَبِّحُ أقصى الدروب ومفترق السبلِ
وحائرة بَينٓ بيْنَ..
تروح وتغدو
تراقب فارسها بعدُ لم يصِلِ
وجئتُ… وعانقتُها…
وبدونا كما ميلة الغصن
في عارض الهطَلِ
تَكَسَّت
بحسن الثنا حللا..
ونضوتُ لها معطف الوَجَلِ
وألبستها حلّة من نسيم عطوري
ويوشك ينثرُنا ورَقُ التوت
مع الشوق والقبلِ..
وسارقتها قبلتيْن
إلى أن ترنّحَ خلخالُها
بين كعبٍ وكعبٍ من الغزلِ..
ومازلتُ… ألثم ثغرا
وأفتح زرّا إلى أن تَخَطّفَ سمعي
خُطَى عابرٍ من حذانا .. على عجلِ..
فمالت جوارحنا للملامة والكسلِ
وضاعت ملامحُنا
مثلما ضاع ضوء على صفحة الوحلِ..!
أقول لها..
أن الهوى حفنة من نقى وضياء
وجلّ عن الزيغ والزللِ
تقول لماذا العذول رمانا بسهم…
وقال:
(أعوذ بربي من الحبّ والهُمَلِ..!)
……………………………………
++++ وغابت ميحانه++++
وواعدتها … ولكنها اعتذرت
وكنت وحيدا على الجسر
ترتعش من البلل …
وكان الميعاد
بعد الغروب ,
وكنتَ في لهفة
كمنْ على عجل…
تمنّي النفس
بأنها ستطلّ عليكَ,
وكيف تجيء وهي مريضة؟
وأنت كتلة من العللِ …
ويطول انتظارك ,
ويكبر صبركَ ,
ولا تشعرُ بالكلل …
فكنت تجوب الطريق
وتحصي الغيوم وهي عابرة
ولا تهتم بالقطر والطلل…
تحاولُ أن ترى وجهها
فوق الماء ,
وتنتعشُ برؤية المقلِ …
غير أنّ الريح كانتْ عاتية
إذْ هيجتْ صفوالماء
وأفقدتكَ ما بقي من الأمل …
وكمْ تخيلتَ
أنها تحت الأشجار
تشدو وتنفش ريشها
كفرخ حجلِ …
ومازلت تحلم
أنْ تسرق قبلة من ثغرها
وتفيض شفتاك بالقبلِ …
وأنْ تمشط شعرها ,
وتداعب صدرها ,
وتغرقَ معها
في بحر من الغزلِ…
وفجأة يقصف الرعد ,
ويلمع البرق ,
ويمتزج الحلم بالوجلِ …
وتنتهي بكَ الأحلام
تحت شجرة وارفة الظللِ …
وحين تضيع ملامحها ,
“مثلما ضاع ضوء على صفحة الوحلِ..!”
تقول :
أعوذ بالله من الكوابيس في الهطلِ…
Discussion about this post