حكومة السوداني ..
ازمة شكل ومهام مرحلة
حسين الذكر
مع توارد الانباء بسقوط عدد من الصواريخ على المنطفة الخضراء ومحيطها .. معزز بقطع بعض الطرق وشكوى الازدحامات في الشوارع والتقاطعات الرئيسية للعاصمة .. الا ان عملية انتخاب رئيسا للجمهورية العراقية وتكليف رئيس وزراء تشكيل الحكومة يعد انطلاقة عهد جديد يدعوا للتفائل ..
لكن ثمة نقطتين أساسيتين يجب ان تراعى من قبل القارئ للمشهد بعين سياسية او في الأقل إعلامية .
الأولى : تتعلق بذلك اليسر السريع الذي حول المشهد من اقتتال داخلي وتهديد ووعيد وتقاطعات سياسية … شكلت الوجه الأكثر تعبيرا عن مصطلح الانسداد السياسي ولطالما أدت الى تازيم الواقع ووقوع ضحايا .. وهذا اليسر ترافق مع دعوات من الولايات المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية كلها تدعوا الى ما اسموه احترام الاحتكام الى الدستور والمحافظة على القيم الديمقراطية .. مع صمت بعض الدول المؤثرة على طريقة السكوت اخو الرضا . هذا المعلن وما خفي منه يعبر عن تفاهمات سياسية دولية ومحلية ساهمت بذلك .. وهذا شيء حسن شريطة ان يبيت لقادم احسن .
ثانيا : المدة القادمة على صعيد الواقع والقوى السياسية والمنظمات المدنية وقوى الشارع .. بكل عناوينها ستدخل مرحلة ( الفرصة ) لاخذ الانفاس وإعادة التحالفات الداخلية وربما الخارجية وتغيير الأساليب .. مما يعني ان اس الاختلاف ما زال قائم وقد يطل براسه باي لحظة وفقا لمتطلبات الظرف الدولي ومصالح القوى الكبرى فيه .
ثالثا : ان الحكومة المقبلة بكل مسمياتها تحمل مهمة تصريف الاعمال الكتلوية والحزبية – وان كانت منتخبة وتمتلك الشرعية الكاملة – الا انها محكومة بتوافقات سياسية انجبتها من قبيل التهيئة لانتخابات جديدة مبكرة وما تتطلبه من تغيرات وتعديلات على أدوات واليات الانتخابات.. اما مسالة تقديم الخدمات فهو شعار لكل الحكومات السابقة وبرامج الأحزاب التي لم تستطع تحقيق شيء منه .. مما يجعل المراقب والمتلقي والمنتظر الشعبي ان يكون باعلى حذر للحصول على ما حرم منه سابقا .
ثمة أسئلة طالما أدرجت تحت عنوان الإصلاح واشبعت حد التخمة من الجدل الفلسفي والسفسطائي والاسفافي ..مع ذلك تبقى شرعية واحقية تلك الأسئلة قائمة من قبيل : –
1- هل الحكومة ستتشكل بحقائب مترهلة ودرجات وظيفية كبرى كي ترضى الأطراف عنها وتسمح بتمريرها .
2- هل سياخذ بنظر الاعتبار بعض المعايير من قبيل 🙁 المجرب لا يجرب ) و.. ( الوجوه القديمة ) .. ( والكفاءات ) .. ( والطائفية والحزبية والقومية .. ) ..
3- هل سيتم اعتماد الرقابة البرلمانية المعارضة التقويمية ومدى القدرة على اتاحت ذلك .
4- ما هو عمر الحكومة الذي حددته كواليس مفاوضات تشكيل الحكومة وما الذي حدد لها .
5- هل هناك إمكانية لولادة حكومة تمنح فرصة إعادة بناء الوطن والمواطن على أسس مدنية حضارية تتجاوز من خلالها كل اشكال الصراع والاحقاد القديمة ومساعدتها على مد اذرع التسامح الشعبي والتصالح الدولي ورفع شعار المصالح الوطنية أولا .
نامل ان تكون هناك فرصة حقيقية لاعادة الامل للعراقيين في الداخل والخارج للشروع بحكومة العيش الكريم تحت راية دولة مدنية قوية يسودها القانون والسلم الأهلي والاستقرار السياسي والتسامح العقائدي والانفتاح العالمي .. والله من وراء القصد .
Discussion about this post