مشاكستي لقصيدة الدكتور حمد حاجي (تأخرت جدا )
وهي بعنوان (تأخرتَ جدا وجدا)
=== تأخرتُ جدا ===
ووافيتُها غَبَشَ الفجر
بالمغسل الحجريّ
وكانت تغني وتبتهلُ
طبعتُ على فمها قبلة،
فهمى الغيث
والضوء
والخجلُ..
كأن بريقتها غيمةً وبُحَيرَةَ ماءٍ
إذا انهمرت
سال من ثغرها العسلُ
تدندن حينا وتفرك أثوابها تارة
وتقوم لحبل الغسيل
ويدمع في إثرها الصوف والحللُ..
وأرخَتْ على عينها
سالفا داكنا
كالسحائب بل أجملُ..
كأنه
إن مرّ سالفها بالخدود
سراج وبعض قناديل تشتعلُ..
وتأخذ طفلتها وتُحَمّمُها
ويدور البكاء بأنحاء قصعتها
مثلما دار بي اليأسُ والأملُ
تقول تأخرت جدا..
وكنتُ انتظرتك دهرا..
تزوجتُ غيرك يا أيها الرجُلُ..!
………………………………………
(تأخرت جدا وجدا)
تأخرتَ بالفعل جدا وجدا,
ولمْ يخطرْ ببالها أنكَ أهبلُ …
وأنّ النساء لديكَ ,
مثل سيجارة تمتصّها بانتشاء
وتسعدُ حين دخانُها منْ فمكَ يرحلُ…
وكنتَ واعدتها بالمغسل الحجري ,
وطالَ انتظارها ,
وما يئستْ ,
بلْ كانَ عندها أملُ …
وكانت تراقب في لهفة
كلّ الجهات
فلا أحد هناك
كأنْ ابتلعتكَ الثنايا والسبلُ …
وبعد حزن ودمع ,
لاح في غبش الفجر رجلُ …
هي لا تعرفه
ولكن من حديثه معها
تأكدت أنه يهواها
ولمْ يعدْ بُعْدها يتحمّلُ …
جاء وفي يده ورود
وقال لها كلامًا كأنه عسلُ …
فلمْ تصمدْ كثيرا ,
وارتاحت لمّا تشابكتْ المقلُ …
وانتهت بين أحضانه
تجمعهما الضحكات و القبلُ …
وأصبحتَ أنتَ نسيًا منسيّا
والتهمتْ قلبكَ نار تشتعلُ…
Discussion about this post