أنفاس الشعر ….
بُحـورُ الشِّعْرِ أَصْلٌ وَ وارِفُها سَلـيلُ
مفـاعلتن فعـولن مفـاعلتن فـعـول
==== إِلَيْكَ خُذْني ====
أَيـا مُتَـمَـنِّعـاً عَـنْ وِصـالٍ .. إِلَيْـكَ خُـذْني
فَلَـيْسَ هُنـا سِـوى عاشِـقٍ قَـدْ تـاهَ عَـنِّي
وَ لَسْـتُ أَنـا الَّـذِي يَكْـتَـفي بِـضْعـاً قَليـلاً
وَ لا قَـوْلاً كَثـيـراً ، رَمـى مـا كُـنْتُ أَعْـنِي
أَيـا مَـنْ يَشْـتَـري ذِمَّـةَ اللَّـيـالي بِـصُـبْـحٍ
بَريءِ الْمُحْتَوى سَوْفَ يَمْضي سَقْطَ عَيْنِ
لِـمــاذا لَـمْ تُـبـادِرْ إِلـى حُـــبٌِـي طَــرِيّــاً
وَ لَـمْ تَـنْـظُـرْ إِِلَـيَّ وَ لَـمْ تَــعْـرِفْ بِـأَنَّـي
أَمُـدُّ يَــدي إِلَـيْـكَ انْـتِـظــاراً مَـلْءَ كَــفٍّ
وَ أَنْـتَ إِذا غَـدَوْتَ غَـنِـيّـاً ، قُلْـتُ دَعْـني
لَعَـمْــري ، إنَّ هٰـذا الْجَـوى قَـدْ زادَ حُـبّـاً
وَ فاضَ بِـهِ الْهَـوى كـاتِماً بَـثِّي وَ حُـزٔنِي
لَعَـلَّ الْحُـبَّ في لَـوْعَـةِ السّـاعي جُـنُـوناً
وَ مـا بـانَ الْهَـوى فيـكَ حَـتّى كَلّ مِـنِّي
سَـتُسْـقِطُ دَمْـعَـةً لَيْـسَ فيها غَـيْرُ خَـدٍّي
وَ تَـسْــأَلُ رَغْـبَـةً عَـلَّـها تُـنْـبِئْـكَ عَـنِّـي
تَنـوءُ بِ(لا) ، تَقولُ : بَلى .. قَهْـراً وَ بُـدّاً
مُـذِلّاً … يَـزْدَري عَـيْـشَ قَـوْمٍ بِالتَّـمَـنِّي
فَهَـلْ أَنْـظُـرْكَ حُلْمـاً جَديـراً؟ أَمْ سَـرابـاً؟
وَ هَلْ لي مِنْ رَجاءٍ لِعِشْقٍ سِـواكَ يَعْـنِي
سَأَسْعى إِلَيْكَ سَعْيـاً لِيَشْـقى فِيَّ عُمْـراً
أَيـا أمَـلاً يَـسـيـرُ إِلَيْـهِ غَـدي وَ ظَـنِّي
سَتَـلْقـاني رُوَيْــداً رُوَيْــداً حيـنَ أَبْــدو
بِقَلْـبِكَ كُـلِّـهِ … غَـيْـرُ ذاكَ إِلَـيْـكَ عَـنِّـي
لَـقَدْ أَغْلَـقَتَ عَـنِّي طَـريقـاً كَيْفَ أَمْـضي
إِلَيْكَ … وَ أَنْتَ مِثْـلي فَقيـرٌ لَسْتَ تُغْـنِي
تَـراكَ طَـريقُـنا خـائِفـاً تَـمْـشي بِخَـطْـوٍ
عَديـمِ الرُّوحِ سَمْـجِ الْخُطى لاهٍ بِظَـنّي
لَقَدْ هَـرَبَتْ عُيوني وَضاعَتْ فيكَ عُمْـراً
وَ لا انْهَدَّ الْجَوى تارِكـاً بَيْـني وَ ظَـنّي
يَـدُقُّ عَلَيْـكَ قَـلْـبي كَـبــابٍ فـي خَــلاءٍ
فَإِنْ فُتِحَتْ أَمـامي فَماذا سَـوْفَ أَجْـني
أَخـافُ عَلَيْكَ مِـنِّي وَ مِنْ قَلْبٍ سَيَشْـقى
أُريـدُ لَنا طَريقـاً وَ سَعْيـاً لَيْـسَ يُضْـنِي
سَتَبْـلُغُ غـايَـةً لَسْـتَ فيهـا غَيْـرَ جِـسْـرٍ
وَ تُـدْرِكُ سـاعَـةً كُــلَّ مـا فـيهـا تَـمَــنِّي
فَمَـهْمـا فُـتَّ رَكْـبي تَـؤولُ إِلَـيَّ طَـوْعـاً
وَ إِذْ ما بـانَ قَلْـبي مُريداً قُلْـتُ : غَــنِّي
وَ لَـوْلا فَـضْـلُ رَبِّـي لَكُـنْـتُ الْآنَ نِـسْيـاً
وَ رَقْمـاً ضائِعـاً إنْ بَدا لا شَـيْءَ يَـعْـني
وَ إنِّـي ، مِـثْـلَما قَـدْ رَأَيْـتَ ، أَعَـزٌُ نَبْضـاً
وَ أَجْمَـلُ مَنْظَـراً لَوْ تَـراهُ لَقُلْتَ : خُـذْني
فَكابِرْ ما اسْتَطَعْتَ الْهَوى وَ الْبَسْ قِناعاً
فَلَيْـسَ هُنـاك غَيْـري أَنـا ، قَدْ قُـمْتَ مِـنِّي
– شعر : عبد الصمد الصغير
Discussion about this post