مشاكسة لقصيدة الدكتور حمد حاجي ( كأنّ خطاها الكمنجة والمشيَ أوتارُ)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
=== كأنّ خُطَاها الكمَنجةُ والمشيَ أوتارُ ===
تجيءُ مع الذكريات..
كما أحرف الأبجدية داخل محبرةٍ
مثلما الفكرة الحائره..
تُدوزِنُ وقع الخطى واهتزاز النهود
على نوتة الذاكره..
كأنّ خُطَاها الكمَنجةُ والمشيَ أوتارُ
وصادفتُها
وقتَ جني الزياتين
تسرع كالظبية النافره
وأتبعتُها خطوتي
بالبراري
وأوشكتُ ألمس أعطافها العاطره
وكانت تسير أمامي
كأنّ سُراها الكمانُ وبعض خطاي نشازُ
كأنّي أسير وطيَّ الحشا خطوتي عاثره
إلى أن وصلنا
إلى كوخها الخشبي..
أسيران والشوق يسبق أرجلنا السائره
ولما دلفنا ووزعت خوفي
تنشقتُ بؤس الحنين
على الشرفات وطَيَّ ستائرها الباليه
وقبّلتُ أولادها بالرواق..
وجاؤوا يُعدّون لي مجلسا بينهم..
كالطيور.. بأعين شوق وأفئدةٍ طاهره
ومالت علي الصغيرة
تَطفُرُ من جفنها دمعةٌ
تتحدر من مقلة ساهره
سألت الصغيرة إنْ مرّ يوم وجاء الشباب
– ماذا تكونين؟!
قالت: .. أرى والدي قبل لقياه في الآخره
وكنت غرقتُ بدمعي
ولم يبق من شهقات اليتيمةِ
إلا الكمنجة تأتي وتصدرُ… واردةٍ صادرهْ..
……………………………………….
( كأنما هي نار . وحلمك حطب بلته أمطارُ)
وتسّاقطُ من الذكريات ,
كما ورق الخريف يسّاقط ُ
منْ غصنها الشجرَة …
وتظلّ مع الرياح أمامكَ
في السما طائرة …
تحاولُ مسك أناملها الرقيقة في المنام
ويذوب الحلم في لهب الذاكرة …
كأنما هيّ نار ,
وحلمكَ حطب بلّته أمطارُ …
فكمْ كنتَ تلاحقها
عند شمس الأصيلِ,
وترقبها تحت النجوم الساهرَة …
وكمْ كانت تخشاكَ
وتخشى هواكَ,
فتفرّ كالفرس النافرَة …
ومنْ بعيد بعيد ,
كنت تتابعها بسهام لحظكَ الثائرَة …
فجأة يختفي طيفها
ويغيب أثرها
وتبقى لساعات حائرا …
تجوبُ الشوارع والدروبَ
وكلّ الأزقة و المحاجرَ …
وكأنما تبْحث عنْ ابرة ضاعاتْ منكَ
وسط الآلاف من سكان الحاضرَة…
وكمْ حذرتكَ أنْ تبتعدَ عنْ طريقها ,
فأولادها طيورٌ كاسرَة …
وأنْ لا تقتربَ منْ كوخها الخشبي ,
وقدْ عرفتكَ رجلا مُحافرا …
أنتَ لاشيء عندكَ ,
وهي فقيرة ,
وكلّ أولادها أفواههمْ فاغرَة …
تريدُ منْ يرعى صغارها
ويخْرجها منْ حياتها العاهرة …
وقدْ أقسمتْ, بعد رحيل زوجها ,
أنْ لا يدخلَ كوخَها رجلٌ,
كلّ خطواتهِ في الدنى عاثرَة …
وحبّكَ الذي تتغنى بهِ
لا يروي بطون عيالها ,
ودموعكَ لا تجعل أجسادهمْ زاهرة …
وتأكدْ أنك مجرّد رقم في حياتها
وقدْ محتهُ منَ الذاكرة …
Discussion about this post