في مثل هذا اليوم 4نوفمبر2017م..
رئيس الوزراء اللُبناني سعد الدين الحريري يُعلن في كلمةٍ مُتلفزة من الرياض استقالته بِشكلٍ مُفاجئ احتجاجًا على سياسة إيران في لُبنان والوطن العربي.
في يوم الجمعة 3 نوفمبر 2017، توجه الحريري في زيارةٍ مُفاجئة إلى السعودية، ليعلن في اليوم التالي السبت 4 نوفمبر 2017 استقالة حكومته – في أثناء زيارته السعودية – في كلمةٍ مُتلفزةٍ مفاجئة بثتها قناة العربية، مما سبب صدمة في لبنان على المستويين الشعبي والسياسي. وهاجم الحريري في كلمته إيران وحزب الله مباشرة، معتبرًا أن الأجواء في لبنان تشبه الأجواء التي سبقت اغتيال والده رفيق الحريري، واعتبر أن إيران لم تضع يدها في أي مكان في الوطن العربي إلا وحل فيه الخراب والدمار، وأن حزب الله أصبح يوجه سلاحه باتجاه اللبنانيين والسوريين واليمنيين بدل إسرائيل، وأنه لمس محاولة لاغتياله وإنهائه.
أسباب الاستقالة:
قال موقع ليبانون ديبايت أن مصدرًا حكوميًا أفاد بأن خطاب الحريري سالف الذِكر يُعتبر مثابة طلاق نهائي مع حزب الله، الذي كان شريكه في الحكومة، وأن الحريري بات مقتنعًا بأن بقاءه في الحكومة ضرر كامل، ولا يخدم عملية الاستقرار، وإنه لو كان مقتنعًا أن بقاءه يخدم الاستقرار لما استقال. كما نبهت المصادر إلى أن الحريري بات مقتنعًا بأن ثمة شيئاً كبيرًا يحضَّر للبنان، وأن حزب الله وإيران يستغلان وجوده في الحكومة لأخذ الدولة اللبنانية إلى مغامرات كبرى يكون هو فيها «ورقة التوت التي تغطي مغامرات الحزب والمشروع الإيراني».
من جهةٍ أُخرى، غرَّد الحساب السعودي الشهير «مجتهد»، ونشر على حسابه على تويتر سلسلة من التغريدات للتعليق على استقالة الحريري، فقال أن السبب الحقيقي لذهاب الأخير للرياض هو حشره مع الأمراء ورجال الأعمال الذين أوقفتهم لجنة مكافحة الفساد مساء يوم السَبت 4 نوفمبر 2017 على خلفية تهم متعلقة بالفساد. وأن الهدف من وراء ذلك هو ابتزازه واستعادة الأموال التي لديه في الخارج، وأن الأمر ليس مرتبطًا بلبنان. كما قال مجتهد أن البيان الذي قرأه الحريري كُتب له ولم يكن مقتنعًا به ولا بمحتواه كما لم يكن مقتنعًا بإعلان الاستقالة من الرياض. وأضاف: «القصة ليست إلا قرار “عربجي” من قبل محمد بن سلمان لتبرير إبقائه في الرياض وابتزازه ماليًا حيث لا يستطيع إبقائه في الرياض وهو رئيس للوزراء، والجدير بالذكر أن سعد الحريري يحمل الجنسية السعودية ويحق للنظام السعودي التعامل معه كمواطن من الناحية النظامية وما يتبع ذلك من إجراءات». كما قال أن الحديث عن اغتيال الحريري غير صحيح، إذ ليس من مصلحة حزب الله اغتيال الحريري لأنه مفيد للحزب كون قيادته ركيكة بائسة ومضعفة جدًا لأهل السنة والجماعة في لبنان، وأن المخابرات السعودية ترى بأن الخطر على الحريري من الجماعات الجهادية أكبر من حزب الله لأنهم يرونه سببًا في إضعافهم أمام الحزب الأخير، وأن الحريري كان سعيدًا ومتفائلًا بلقائه الأخير مع ولايتي إذ «ليس عنده من الوعي والالتزام السني ما يكفي لإدراك خبث إيران». وفي يوم الإثنين 6 نوفمبر 2017، نفى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ما قيل حول إجبار السعودية للحريري على الاستقالة، وحمَّل حزب الله مسؤولية الأزمة السياسية في لبنان. وقال الجبير في حديث لشبكة سي إن إن الإخبارية، إن حزب الله دفع الحريري للاستقالة «بأفعاله وباختطافه العملية السياسية في لبنان، وبتهديده الزعماء السياسيين»، وأن الحريري يمكنه مغادرة المملكة في أي وقت. كذلك، قال مصدر دبلوماسي لصحيفة «أيُّوب» اللُبنانيَّة أن مغادرة الحريري بيروت إلى الرياض ليست من قبل الإقامة الجبرية، وإنما يُعتبر أنه «خرج من المعتقل الذي وضعته فيه التسوية إلى الحرية في فضاء الموقف العربي المتمسك بالثوابت»، وأنَّ «الأيام المقبلة هي لتحرير لبنان من المعتقل الموجود فيه وإعادته إلى حرية القرار والسيادة الكاملة، فاستقالة الرئيس الحريري وإن جاءت متأخرة إلا أنها أسقطت القناع عن السجّان الذي يدير المعتقل في لبنان. لقد بات من يخطف لبنان وقراره عاريًا دوليًا وعربيًا وبات لزامًا على المجتمع الدولي العمل على تحرير لبنان». وفي يوم الثلاثاء 7 نوفمبر 2017، نشرت صحيفة المُستقبل اللُبنانية خبرًا يقول بأن الحريري غادر الرياض صباح ذلك اليوم، وتوجه إلى أبوظبي للقاء ولي العهد الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وفي وقتٍ لاحق ذكر حساب الشيخ سالف الذكر على تويتر أن الحريري استُقبل بالفعل في العاصمة الإماراتية، وأن اللقاء بُحثت فيها العلاقات بين لُبنان والإمارات، كما الأوضاع والتطورات في لبنان.
وكان أحد الدبلوماسيين العرب البارزين – الذي لم يُذكر اسمه – قد قال أن اختيار الرياض مكانًا لإعلان استقالة حكومة الحريري تمّ عن سابق تُصوّر وتصميم للتأكيد على قدرة المملكة العربية السعودية بالتأثير في الواقع السياسي اللبناني بعد أن «أخلَّت الأطراف المؤيدة لحزب الله بأسس التسوية التي أدت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية وتأليف حكومة وحدة وطنية برئاسة الحريري، وتخلت عن التزاماتها بتحييد لبنان عن الصراعات القائمة، واستمرت في محاولاتها لإلحاقه بالحلف الإيراني واستعماله كمنطلق وقاعدة لاستهداف الدول العربية وخصوصًا الخليجية منها». كما قالت صحيفة اللواء اللبنانية أن مصدرًا أعلمها أن الإخلال بالتوازنات السياسية القائمة في لُبنان ومحاولة الاستقواء بسلاح حزب الله لمصادرة قرارات الدولة اللبنانية كانت إحدى الأسباب التي أدت إلى استقالة الحكومة الحريرية، في حين كان بالإمكان تجنّب هذه الخطوة «لو التزم رئيس الجمهورية بأسس التسوية وتصرف كرئيس فعلي للبلاد وعلى مسافة واحدة من كل الأطراف من دون الانحياز إلى هذا الطرف أو ذاك إلا بما يحقق مصلحة لبنان واللبنانيين». وفي يوم الخميس 9 نوفمبر 2017، نشرت عدَّة صحف وجرائد خبرًا منقولًا عن موقع «آمد نيوز» الإيراني المُعارض، مفاده أن الحريري تعرض للتهديد من قبل علي أكبر ولايتي، إذ قال لهُ الأخير أن فوضى إقليمية عارمة ستعم المنطقة، في حال لم ينفذ الحريري توصيات إيران المتعلقة بحزب الله في لبنان. وأشار الموقع الإيراني المذكور أنه حصل على تلك المعلومات من مصادر وصفها بالخاصة، ووفق تلك المصادر قيل أن ولايتي أشار إلى أن الرفض سيؤثر على حياة الحريري مباشرة، وسيكون مصيره كمصير والده رفيق الحريري. كما أكد موقع «آمد نيوز» أن ولايتي طلب خلال محادثاته مع الحريري أن يعلن بصفته رئيس الوزراء اللبناني تأييده العلني لحزب الله.
ردت إيران على تصريحات الحريري عبر لسان علي أكبر ولايتي الذي قال أن تصريحات الحريري «إملاءات سعودية»، وأن الأخير لم يقل أبدًا خلال لقائهما «لا تتدخلوا في شوؤن لبنان»، وأن محادثتهما لم تكن حادة ومشوبة بالتهديد والتحدي، بل تناولت قضايا المنطقة. وأضاف: «لقد تبين أن كلامه هذا جاء بإملاءات السعوديين غير المستعدين لأن يعيش لبنان الأمن والاستقرار والصداقة مع إيران». وأشار ولايتي إلى أن الحريري أراد التوسط بصورة ما بين إيران والسعودية، قائلًا: «أكدنا له أنه لا مشكلة لنا مع المملكة، ولكن أن يقوم السعوديون بقصف اليمن لأكثر من عامين وفرض الحصار عليه، وإصابة 700 ألف بالكوليرا، هي قضايا لا علاقة لها بالسياسة، ولابد أن يتفاوضوا مع اليمنيين من أجل هذه القضايا الإنسانية». وأشار أيضًا: «لقد قال الحريري إن ولايتي لم يهددني. نعم، لم يكن هنالك داع لأهدده. نحن رحبنا بالتوافق الذي حصل بين فريقي 14 و 8 آذار حيث توصلا بعد فترة طويلة إلى اتفاق وشكلا الحكومة». ومن جهته رفض المتحدّث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي تصريحات الحريري ضد إيران قائلًا: «تكرار رئيس الوزراء اللبناني المستقيل الاتهامات الصهيونية والسعودية والأمريكية الواهية ضد إيران تثبت أن الاستقالة أيضًا سيناريو آخر لإثارة توتر جديد في لبنان والمنطقة». وأضاف قاسمي: «الاستقالة المفاجئة للحريري وإعلانها في بلد آخر تثبت أنه يلعب في الساحة التي أعدّها أعداء المنطقة فالمستفيد في الساحة ليس الدول العربية والإسلامية بل الكيان الصهيوني الذي يعيش في المنطقة على إثارة التوترات في الدول الإسلامية و بينها». رد الحريري على الكلام الإيراني من خلال مكتبه الإعلامي، فقال أنه لم يعرض التوسط بين أي بلد وآخر، بل عرض على ولايتي وجهة نظره بضرورة وقف تدخلات إيران في اليمن كمدخل وشرط مسبق لأي تحسين للعلاقات بينها وبين السعودية، فقال ولايتي أنه يرى الحوار حول الأزمة اليمنية مدخلًا جيدًا لبدء الحوار بين إيران والمملكة، فرد الحريري بأن قضية اليمن تأتي قبل الحوار، وأنه يرى بأن حل المشكلة في اليمن هو المدخل الوحيد قبل بدء أي حوار بين الطرفين.
شكك الكاتب البريطاني روبرت فيسك في أن تكون استقالة الحريري، قد أُعد لها سابقًا، وأشار إلى أنه قبل ذهاب الأخير للسعودية كان يُخطط لعقد لقاءات مع مع مسؤولين في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي علاوة على عدة اجتماعات بخصوص تحسين جودة مياه الشرب في البلاد. ونشر فيسك في جريدة الإندبندنت مقالًا بعنوان «استقالة سعد الحريري من رئاسة الوزارة اللبنانية ليست كما تبدو»، وقال فيها أنَّ سعد الحريري لم يكن يتوقع شخصيًا استقالته بهذا الشكل، وأنه عندما حطت طائرة الحريري في الرياض أحاط بها عدد كبير من رجال الشرطة الذين ما لبثوا أن صعدوا على متنها وصادروا هاتف الحريري النقال وجميع أجهزة الاتصال التي بحوزة حرسه ومرافقيه، وهكذا أسكتوهم جميعًا. وقال فيسك أيضًا أن الغاية من وراء احتجاز الحريري هي تقويض الحكومة اللبنانية والإطاحة بحزب الله فيها ثم بدء حرب أهلية جديدة في لبنان، لكنه اعتبر إن هذا الامر لن يفلح على حد تعبيره، لأن كل الأحزاب السياسية في البلاد وبينهم حزب الله يطالبون بأمر واحد فقط وهو عودة الحريري من السعودية. بالإضافة إلى ذلك، نشرت جريدة الأخبار اللبنانية تقريرًا كشفت فيه من خلال مصادرها عن اللحظات الأولى لوصول الحريري للسعودية، وما جرى معه قبل تقديم الاستقالة وبعدها. فقالت أنه ما أن وصل للرياض حتَّى طلب منه التوجه إلى مجمع «ريتز كارلتون» الفندقي لعقد اجتماعات، تمهيدًا لانتقاله إلى قصر اليمامة للقاء الملك سلمان. ولدى وصوله إلى الفندق، فوجئ بإجراءات أمنية استثنائية، ليدرك، بعد دقائق، أنه بات بحكم الموقوف. ثُمَّ نُقل إلى إحدى الڤيلات التابعة للمجمع، وليس إلى الفندق حيث احتجز نحو 49 أميرًا ووزيرًا ورجل أعمال سعوديًا من الذين استُدعوا إلى الرياض على وجه السرعة لعقد لقاءات عمل مع الملك وولي العهد، ليتم توقيفهم رهن تحقيقات تتعلق بتهم الفساد. كما قالت الصحيفة سالفة الذِكر أن الحريري وضع في مكان منفصل عن مكان إقامة عائلته، وأن فريق أمني سعودي يتولَّى الإشراف على أمنه، كما هي حال الأمراء والوزراء السعوديين الموقوفين. وعن تفاصيل الاستقالة، قالت الصحيفة إن الحريري التقى مسؤولًا أمنيًا سعوديًا بارزًا – لم تُسمه – إضافة إلى لقاء آخر مع ثامر السبهان، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، الذي سلَّمه بيان الاستقالة مكتوبًا من الديوان الملكي.
في يوم الجمعة 10 نوفمبر 2017، نشرت الصحيفة الفرنسية الاستقصائية «ميديا بارت» (بالفرنسية: Media Part) تقريرًا عن وجود صلة بين استقالة الحريري وحملة اعتقال الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين السعوديين. وذكرت الصحيفة أن التحقيقات مع الحريري تدور حول شبهة غسيل أموال تورطت بها شركة سعودي أوجيه، التي ورثها الحريري عن والده، والتي كانت تتولى القيام بالمشاريع العمرانية الكبرى في المملكة، إلى جانب شركة مجموعة بن لادن. وقال كاتب المقال جان بيار بيران أنه حصل على معلوماتٍ تفيد بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يأمل من حملة الاعتقال أن يستعيد ما قيمته 100 مليار دولار، وهي أموال حصلت عليها شخصيات نافذة أطلق عليها اسم «جماعة عبد الله»، في إشارة إلى الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز. وقيل أن تلك الأموال حصلت عليها الشخصيات المذكورة قبل وفاة الملك سالف الذِكر، وغُسل قسم كبير منها في شركتي سعودي أوجيه – التي أعلنت إفلاسها في شهر يوليو 2017 – ومجموعة بن لادن – التي تتخبط في أزمات مالية بعد حادثة انهيار الرافعة في الحرم المكي في موسم الحج سنة 2015. وذكر التقرير إن احتجاز سعد الحريري في السعودية يأتي من منطلق تعامله كمواطن سعودي وشاهد عيان في التحقيق الجاري، والذي أوضح المدعي العام السعودي إنه نتيجة 3 سنوات من التحقيق.
وفي يوم الأحد 12 نوفمبر 2017، ظهر الحريري في مُقابلةٍ تلفزيونيَّة من دارته في الرياض، على شاشة تلفزيون المستقبل مع الإعلامية بولا يعقوبيان، حيثُ قال أن استقالته كانت فعليًا لمصلحة لبنان واللبنانيين، وشدد على أن هذه الاستقالة جاءت بعد أن تحاور وتحدث مع جميع الأطراف حول المخاطر التي تهدد لبنان، من عقوبات أمريكية وعربية. كما شدد أن التهديد الأمني لشخصه حقيقي وواقعي، وأن النظام السوري لا يريده في موقعه وكذلك العديد من الأفرقاء اللبنانيين، وأنه اضطر بسبب ذلك إلى اتخاذ اجراءات معينة ووضع شبكة أمان ودراسة وضعه الأمني بشكل يمكنه من معرفة أنه ليس مخترقًا. كما قال أنه يعمل على زيادة العديد الأمني، ويتحدث مع شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي في هذا الخصوص، التي ستعقد اجتماعات مع الأمن الخاص والجيش حتى يعود إلى لبنان. وأشار أيضًا إلى أنه ليس ضد حزب الله كحزب سياسي، ولكنه يناهضه عندما يلعب دورًا خارجيًا يؤدي إلى خراب لبنان وغيره من الدول العربية. وقال أيضًا أن بيان الاستقالة من كتابته شخصيًا وليس كما قال البعض من أنه سُلِّم له، وسبب ذلك – بحسب ما قال – رغبته بإحداث صدمة إيجابية من أجل أن اللبنانيين مدى الخطر الذي تتعرض له الدولة «لأننا لا نستطيع أن نكمل بطريقة نقول فيها مثلا أننا نريد أن ننأى بأنفسنا، وفي نفس الوقت نقول أننا ضد أو نرى فريًقا في لبنان متواجدًا في اليمن أو في أماكن أخرى، أو ننجر إلى علاقات مع النظام السوري، وهذا موضوع لن أقوم به…». وأكد الحريري أنه سيعود إلى لبنان وأنه على استعداد أن يُضحي لأجل البلاد، بشرط أن يُضحي الجميع أيضًا بحيث لا تكون التسويات السياسية على حساب طرف دون آخر دائمًا. وحول ما إذا كان غير حر بتحركاته قال الحريري أنه بحال رغب بالسفر فيسافر في اليوم التالي، ولكن ما يدفعه للبقاء هو أمن عائلته، وأنه يتخذ الوقت اللازم ليؤمن نفسه ثم يعود إلى لبنان خلال أيام.!!
بقلم سامح جميل
Discussion about this post