في مثل هذا اليوم5 نوفمبر1918م..
الإمام يحيى حميد الدين يدخل صنعاء لتصبح المملكة المتوكلية اليمنية دولة مستقلة منذ ذلك التاريخ.
يحيى محمد حميد الدين محمد المتوكل (يونيو 1869 – 17 فبراير 1948) هو إمام اليمن من عام 1904م وحتى عام 1948 وهو مؤسس المملكة المتوكلية اليمنية. أجبر الإمام يحيى الأتراك على الاعتراف به إماماً مستقلا على شمال اليمن في العام 1911 بعد حروب متواصلة ضد العثمانيين منذ 1872 بعد الحرب العالمية الأولى تخلصت المناطق الشمالية لليمن من التأثير التركي نهائياً وتعرض حكم الإمام لعدة تحديات أبرزها ثورة الدستور والتي قُتل على إثرها من بندقية الشيخ علي بن ناصر القردعي المرادي. حكم الإمام في فترة كانت المنطقة العربية تمر بـ«ثورات فكرية» وانتهج الإمام سياسية انعزالية خوفاً من امتدادها إلى اليمن.
هو الإمام يحيى ابن الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن الحسين بن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن الرشيد بن أحمد بن الأمير الحسين الأملحي بن علي بن يحيى بن محمد العالم بن الإمام يوسف الأصغر الملقب بالأشل بن القاسم بن الإمام الداعي إلى الله يوسف الأكبر بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين الحافظ بن الإمام ترجمان الدين نجم آل رسول الله القاسم بن إبراهيم طباطبا الغمر بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الشبه بن الحسن المثنى الرضي بن الحسن السبط أمير المؤمنين بن الوصي الأنزع البطين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بنت رسول الله محمد المصطفى المكين مختار رب العالمين.
تلقى تعليماً بدائيا في كتّاب صنعاء (معلامة باللهجة اليمنية) وهو تعليم يقتصر على العلوم الدينية. عند وفاة والده الإمام المنصور بالله محمد (عام 1904 م) استدعى علماء عصره الزيديين المشهورين، إلى حصن نواش بقفلة عذر، وأخبرهم بالوفاة وسلم مفاتيح بيوت الأموال لهم طالباً منهم أن يقوموا باختيار الإمام الجديد فأبوا إلا أن يسلموها له لاكتمال شروط الإمامة فيه. لم تعترف الدولة العثمانية بإمامته على اليمن وهو جزء من الدولة العثمانية، مما أدى إلى نشوب الحرب بين الأتراك وقوات الإمام. انتهى القتال عام 1911 باعتراف العثمانيين به إماماً على اليمن.
يقول امين الريحاني في كتابه ملوك العرب أنك لا تجد في ملوك العرب من هو أعلم من الأمام يحيى في الأصول الثلاثة، الدين والفقه واللغة، ولا من هو أكبر اجتهادا وأغزر مادة منه. وله ذوق في الشعر والأدب فيقضي بعض أوقاته في المطالعة بل هو الشاعر الوحيد في حكام العرب جميعا وما ذلك إلا بسبب إعداده إعداداً علمياً مميزاً لأكثر من ثلاثين عاماً قبل تبؤه منصب الإمامة فمنذ أن بلغ السادسة من عمره وهو يداوم على حضور حلقات الدرس للدراسة والقراءة على أكابر علماء عصره في صنعاء وفي جبل الأهنوم والمدان وشهارة بالطريقة التي كانت متبعة في العصور الإسلامية القديمة ولا يزال بعض علماء الدين الإسلامي يسير عليها
وقع صلح دعان في 9 أكتوبر 1911 بين الإمام يحيى حميد الدين ممثل الزيدية وبين ممثل الحكومة العثماني، وأقر بفرمان عثماني في 1913، نصت مواد الاتفاقية بصورة صريحة وواضحة بأنّ اليمن ولاية تابعة للسلطنة العثمانية، وأنّ يعترف الإمام بالحق الشرعي للسلطنة على اليمن، ويقول سيد مصطفى سالم: “ والغريب أنه لم يكن المقصود من وراء هذا الصلح سوى تهدئة الأوضاع في اليمن، وتوفير تلك الحملات الكبيرة التي أرسلت إليه حتى تتمكن السلطنة العثمانية من مواجهة باقي الأخطار التي تواجهها في البلقان وفي ليبيا (طرابلس الغرب). فقد نصّ اعتراف الصلح في مقدمته على اعتراف الإمام بالسيادة العثمانية على ولاية اليمن مقابل اعتراف العثمانيين بزعامة الإمام للطائفة الزيدية.
استقلال اليمن
أدت الاشتباكات المتزايدة بين البريطانيين في عدن، جنوب اليمن، والعثمانيين في شمال اليمن إلى تشكيل لجنة مشتركة لمسح الحدود وترسيمها، وهكذا تم إبرام معاهدة لإنشاء الحدود بين شمال اليمن العثماني وعدن ومناطق النفوذ البريطانية في جنوب اليمن في العام 1904م.
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى أصبح امام الزيدية يحيى حميد الدين حاكم شمال اليمن بحكم الامر الواقع، وقامت المملكة المتوكلية عام 1918.
قامت الثورة الدستورية اليمنية في 17 فبراير 1948 حين قام عدد من ضباط الجيش ومشايخ القبائل أبرزهم شيخ مشايخ قبيلة مراد المذحجية الشيخ علي بن ناصر القردعي، والذي كانت علاقته سيئة بالإمام يحيى، والضابط عبد الله الوزير، ونجل الإمام يحيى،إبراهيم يحيى حميد الدين بمحاولة انقلاب وإنشاء دستور مدني للبلاد عام 1948 قتل خلالها الإمام برصاصة من بندقية الشيخ علي بن ناصر القردعي أصابت رأسه في منطقة حزيز جنوبي صنعاء. حيث أزيح آل حميد الدين من الحكم وتولى عبد الله الوزير السلطة كإمام دستوري بدعم من (الإخوان المسلمون في اليمن) الذين عرفوا حينها باسم الأحرار اليمنيون، لكن الانقلاب فشل بعد أن قام الإمام أحمد حميد الدين بثورة مضادة مؤيدة بأنصاره من القبائل استطاع خلالها إجهاض الثورة وإعدام الثوار وقدمت السعودية الدعم للإمام أحمد بسبب طبيعة الانقلاب الدستورية كذلك ابتعاد القيادات الإصلاحية عن عموم الشعب أدى إلى فشل الثورة، فعلاقة الإمام بالقبائل كانت أقوى كونه أمير المؤمنين فلم تكن هناك من مقارنة بين القوات الانقلابية والقبائل التي استجابت لدعوة الإمام أحمد.!!
Discussion about this post