للشعر أشكال متعددة
بقلم الشاعر إبراهيم طلحة اليمن
للشعر أشكال متعددة، ويظهر لي أن القصيدة الشعرية تشبه أحيانًا المسألة الرياضية، ولو أن بعض النقاد يرى الشكل الشعري القائم على منطق العقل والرياضيات مصطنعًا.
ولكن أيًّا يكن الأمر، فإنَّ قصائد ما تعدُّ لدى بعض الدارسين عصور الانحطاط، تظل شكلاً ابتكاريًّا فريدًا ومتعوبًا عليه، كالأبيات التي تُقرأ من اليمين إلى اليسار والعكس، والأبيات التي تخلو حروف كلماتها من النقط، والأبيات التي تتوزع كلماتها بحسب مخارج الأصوات والحروف، ونحوها.
مثلاً: اشتهر بيت يقول:
مودته تدوم لكل هولٍ
وهل كل مودته تدوم؟!
هذا البيت يقرأ من اليمين إلى الشمال والعكس، وفي اعتقادي أنه بيت ينمُّ عن ذكاء صاحبه، بصرف النظر عن مدى احتواء البيت على شاعرية.
عمومًا، أنا من الناس التي تحب خوض تجارب متنوعة في مجالات الإبداع، واختبار بعض مواهبي التي يمكن أن تكون موجودة دون أن أنتبه، وأتصور أنني من محبي المنطق والعقل الرياضي وآخذهما بعين الاعتبار كثيرًا، ولذلك جربت كتابة بعض الأبيات القصيرة على هذا النسق، ربما لأجل اكتشاف الممكن والمتاح اللغوي ليس إلاَّ.
وقد كتبت الأبيات التالية التي لم أكملها.. كل بيت منها يمكن قراءته من اليمين إلى الشمال والعكس، هكذا:
أراد وراح
وحار ودارا
أراق وقارًا
أراق وقارا
أراح وهل هو
هل هو حارا؟!
أراه نهارًا
أراه نهارا
لِلُّغة تمظهر رياضي..
بعيدًا عن الشاعرية، كما قلنا.
Discussion about this post