في مثل هذا اليوم 11نوفمبر1675م..
غوتفريد لايبنتز يعرض أول عملية تكامل لحساب المساحة تحت منحنى الدالة ص = د(س).
غوتفريد فيلهيلم لايبنتز (بالألمانية: Gottfried Wilhelm Leibniz) (لايبزغ 1 يوليو (21 يونيو أو. إس.)، 1646 – 14 نوفمبر 1716 في هانوفر). هو فيلسوف وعالم طبيعة وعالم رياضيات ودبلوماسي ومكتبي ومحام ألماني الجنسية.
يشغل لايبنتز موقعاً هاماً في تاريخ الرياضيات وتاريخ الفلسفة. أسس لايبنتز علم التفاضل والتكامل الرياضياتي بشكل مستقل عن إسحاق نيوتن، كما أن رموزه الرياضياتية ما زالت تستخدم بشكل شائع منذ أن تم نشرها والتعريف بها. قوانينه تلك كـ «قانون الاستمراية» و«قانون التجانس الفائق» كشفت بعد نظره ولم يتم العمل بها رياضياتيا حتى القرن العشرين. كما أنه كان أحد أكبر منتجي الآلات الحاسبة الميكانيكية، وبينما كان يعمل على إضافة عمليتي الضرب والقسمة لحسّابة باسكال، كان الأول في التعريف بآلة الحساب الدولابية الهوائية، كما أنه اخترع «عجلة لايبنتز» والتي استُخدمت في المتر الحسابي وهو أول آلة حاسبة تم صنعها وإنتاجها بشكل تجاري، كما أنه عدّل النظام الرقمي الثنائي وهو النظام التي تقوم عليه الحواسب الرقمية. أما في ما يخص الفلسفة، فقد عُرف عن لايبنتز «تفاؤله» كاستنتاجه بأن هذا الكون هو أكمل خلق لله بحيث لا يمكن أن يوجد أكمل منه. كما أنه كان، بالإضافة إلى رينيه ديكارت وباروخ سبينوزا، أحد أعمدة الفلسفة العقلانية خلال القرن السابع عشر الميلادي. عمله الفلسفي مهد الطريق للمنطق الحديث والفلسفة التحليلية، ولكنه كان أيضا متعلقاً بإرث الفلسفة المدرسية القروسطية والتي يقوم الاستنتاج -أو الاستنباط- فيها من خلال استعمال العقل والعمل به على المبادئ الأولية والبديهيات وليس على الدليل التجريبي. قام لايبنتز بمساهمات كبيرة في علم الفيزياء والتقنية كما أنه تنبأ بأفكار ظهرت لاحقاً على أسطح الفلسفة، نظرية الاحتمال، البيولوجيا، الطب، علم الأرض، علم النفس، اللغويات، وعلم المعلومات. ألف في الفلسفة، السياسة، القانون، الأخلاق، اللاهوت، التاريخ، وفلسفة اللغة. هذه المساهمات العريضة كانت منشورة ومتوزعة ما بين دوريات وعشرات الآلاف من الرسائل والمخطوطات. كتب بلغات عدة أهمها اللاتينية، الفرنسية، والألمانية.
كان هذا الرجل آخر العلماء المكتملين، أي الذي جمع بين مختلف العلوم وتفوق فيها كلها، فقد كان هذا الألمانى عالما في مجالات عدة مثل: الفلسفة، الرياضيات، العلوم الطبيعية، القانون، اللغويات، الكتب والمكتبات… ولم نجد من بعده في التاريخ مثل هذا النوع من العلماء الملمين بمختلف العلوم في آن واحد.
كان للايبنيتز نظريات في علم الرياضيات والطبيعة تفوق بعضها على نظريات نيوتن الذي اتهم أحيانا بسرقة أعمال الألمانى. كما أنه كان متبحرا في علوم الأديان، وإن لم يعرف إن كان فعلا بروتستانتى مثل أسرته أم كاثوليكي مثل أصدقائه. ومن جهة أخرى، وضع لايبنيتز عدة قواعد أساسية في العلوم الفلسفية لا تزال مرجعا للمتخصصين.
كانت ألمانيا في هذا العصر تمثل قوة أوروبية لا يستهان بها، انما كانت تعانى من صولات وجولات الجيوش الفرنسية عبر أراضيها… فمن جانبها كانت فرنسا تعيش أزهى عصور مجدها تحت حكم مستقر لأشهر ملوكها «لويس الرابع عشر». وفي عام 1672، تم إرسال لايبنيتز بصفته ديبلوماسي وعالم اشتهر رغم صغر سنه عبر القارة الأوروبية، للقاء الملك الفرنسى لمحاولة اقناعه بالعدول عن إرسال جيوشه لألمانيا. وقد مكث الرجل أربعة سنوات كاملة في فرنسا لمحاولة أداء هذه المهمة.
بدأ لايبنيتز محادثاته مع لويس الرابع عشر بإرسال وصيته الشهيرة للملك الفرنسي، فيقول في رسالته:
يجب على فرنسا الإعداد لغزو مصر، حيث أن موقعها الجغرافى متميز للسيطرة من خلاله على بحار العالم. إن مصر كانت في الماضى أم العلوم، وقد صارت الآن أرضا لمجتمع الخيانات المحمدية (المسلمين). إن حفر قناة بين البحرين، سيسمح لفرنسا من خلال الموقع الجغرافى لمصر تثبيت وسائل الاتصال بدول الشرق الثرية، وستربط التجارة بين الهند وفرنسا.
ومع أن لويس الرابع عشر كانت له اهتمامات أخرى في ذلك الوقت، إلا أنه احتفظ بنصائح لايبنيتز في أرشيفه الديبلوماسي إلى أن يحين الوقت الملائم. وظل التطلع لاحتلال مصر قائما في الأذهان لسنوات طويلة حتى جاءت الثورة الفرنسية. وفي محاولة لتقوية موقف فرنسا من إنجلترا، تم إرسال حملة نابليون إلى مصر لتحقيق ما أوصى به لايبنيتز الألمانى.
دعا لايبنتس في عام 1677 إلى تشكيل اتحاد أوروبي كونفدرالي يحكمه مجلس شورى أو شيوخ؛ على أن يمثل أعضاؤه دولًا بأكملها وأن يكونوا أحرارًا في التصويت. يعتبر البعض ذلك الرؤية الممهدة للاتحاد الأوروبي الحالي. اعتقد لايبنتس أن أوروبا ستتبنى ديانة موحدة، وأعاد التصريح بذلك في عام 1715.
دعا لايبنتس في الوقت نفسه إلى مشروع متعدد الأديان والثقافات لإنشاء نظام عدالة عالمي، وهذا تطلب منه منظور واسع متعدد التخصصات. جمع لايبنتس لتقديم هذا الاقتراح بين علم اللغة (خاصةً علم الحضارة الصينية) والفلسفة الأخلاقية والقانونية والإدارة والاقتصاد والسياسة.!!
Discussion about this post